على مدار سنوات حياته المهنية، ظهر بول مانافورت في العديد من الدوائر، بداية من عمله في حملات الضغط، وترأُس حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والشراكة مع شركة روجر ستون لاستشارات السياسية، والآن أصبح شاهد حكومي. حيث عقد مانافورت صفقة مع مكتب المحقق الخاص روبرت مولر الذي يدير التحقيق في تواطؤ حملة ترامب مع الروس، واعترف بموجبها بأنه مذنب بالتآمر ضد الولاياتالمتحدة بسبب أعماله الخارجية التي لم يعلن عنها، ووافق على التعاون مع السلطات. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أنه كجزء من الصفقة، سيكون عليه أن يعترف بأية جرائم يعرفها أو ارتكبها خارج نطاق التهم الضريبية والمالية، وأنه سيُطلب منه التعاون مع أي تحقيق لهيئة المحلفين. وتقول وثائق الصفقة على وجه التحديد إن مانافورت مطالب "بالتعاون الكامل والصادق والصريح مع الحكومة". ويحقق مولر، الذي وجه هذه التهم ضد مانافورت، بالتحقيق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، والمسائل ذات الصلة، كما تم تفويضه من قبل وزارة العدل الأمريكية للتحقيق في "الادعاءات التي تقول إن مانافورت ارتكب جريمة التواطؤ مع المسؤولين الحكوميين الروس" كجزء من جهود الكرملين للتأثير على السباق الرئاسي. وترى الشبكة الأمريكية، أن المناصب العديدة التي شغلها مانافورت من الممكن أن تساعد المحققين في الكشف عن العديد من الخبايا التي قد لا تكون في صالح ترامب: التدخل الروسي في الانتخابات انضم مانافورت إلى حملة ترامب في مارس 2016، وكان رئيسًا لها من مايو حتى استقال في أغسطس من العام نفسه بعد نشر تقارير عن عمله في حملات ضغط لصالح حزب سياسي أوكراني موالي لروسيا. اقرأ المزيد: ذعر وتعاون حذر.. كتاب «الخوف» يفضح ضعف ترامب أمام روسيا وكعضو في الحملة، من الممكن أن يسلط مانافورت الضوء على الاستراتيجية التي اتبعتها الحملة في السياسة الخارجية، واتصالاتها مع الروس. وكان مانافورت حضر اجتماع برج ترامب، في يونيو 2016، والذي وافق على عقده دونالد ترامب الابن، بعد أن تلقى وعودًا "بمعلومات من شأنها أن تشوه سمعة" المنافسة الديمقراطية هيلاري كلينتون، من أشخاص على علاقة بالحكومة الروسية. وفي الشهر التالي لاجتماع برج ترامب، عرض مانافورت تقديم تقرير عن الحملة إلى أوليج ديريباسكا، رجل الأعمال الروسي المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست". علاقة "ديريباسكا" ومانافورت كانت قائمة منذ فترة طويلة، حيث استثمر الملايين مع مانافورت منذ عقد من الزمان في صفقة فاشلة، وهو ما دفع ديريباسكا إلى مقاضاة مانافورت. وأشار الإقرار الضريبي لعام 2010 لإحدى الشركات التابعة لمانافورت إلى أن ديريباسكا أقرضه 10 ملايين دولار، وفقًا لإفادة مكتب التحقيقات الفيدرالي. كونستانتين كيليمنيك، شريك مانافورت التجاري في جهوده في حملة الضغط لصالح الحزب الأوكراني، كان الوسيط بين مانافورت وديريباسكا، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست". ووصف مكتب المحقق الخاص في ملفات المحكمة، "كيلمنيك" بأن له علاقات نشطة مع أجهزة الاستخبارات الروسية، وهو ما نفاه "كيليمنيك". اقرأ المزيد: بعد اتهام محاميه ومدير حملته.. ماذا ينتظر ترامب؟ روجر ستون مانافورت كان شريك تجاري لروجر ستون، الذي عمل كمستشار غير رسمي لترامب وشارك لفترة وجيزة في حملته الانتخابية. واستجوب محققو مولر بعض مساعدي ستون على مدى الأشهر القليلة الماضية، حول قرصنة خوادم اللجنة الوطنية الديمقراطية في 2016، حيث سرق المتسللون الروس الآلاف من الوثائق، وفقًا للمخابرات الأمريكية، ونشر موقع ويكيليكس أكثر من 20 ألف رسالة بريد إلكتروني داخلية. وأشارت إدعاءات في عام 2016 إلى أن ستون كان لديه "قنوات خلفية" مع "ويكيليكس"، وأنه قدم رسائل البريد الإلكتروني التي أفسدت المرحلة النهائية من الانتخابات الرئاسية ودمرت كلينتون. كما تمت الإشارة إليه، دون ذكر اسمه، في مذكرة اتهام 12 من عملاء الاستخبارات الروسية، بالتواصل مع "Guccifer 2.0"، وهي الشخصية الإلكترونية التي استخدمها ضباط المخابرات الروسية، ولم يُتهم ستون نفسه بأي خطأ. ونفى جونسون أي تواطؤ مع الروس، حيث أصدر بيانًا بعد اتفاق مانافورت مع المحققين، قال فيه "لست متأكدًا من تفاصيل اتفاق مانافورت، لكن من المؤكد أن ذلك ليس لديه أي تأثير عليّ، حيث لا يستطيع بول مانافورت أو أي شخص آخر أن يثبت أنني متورط في التواطؤ الروسي أو التعاون مع ويكيليكس أو أي أعمال غير قانونية أخرى تتعلق بانتخابات عام 2016". ملف ترامب قالت "سي إن إن" إنه لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها بخصوص الملف الشهير الذي كتبه كريستوفر ستيل الجاسوس البريطاني السابق، في عام 2016، الذي يزعم وجود تواطؤ واسع النطاق بين حملة ترامب والحكومة الروسية. وذكرت الشبكة أن المحققين أكدوا صحة بعض ما جاء في الملف، ولكن ما زال من غير الواضح ما إذا كان أي من الادعاءات المذكورة في الملف يمكن أن تسبب ضرر هائل لترامب. اقرأ المزيد: ماذا يواجه ترامب بعد مداهمة مكتب محاميه؟ وذكر الملف اسم مانافورت عدة مرات، واتهمه بقيادة مؤامرة التواطؤ، فيما نفى محاموه وجود أي تواطؤ، ولكن إذا كان مانافورت على علم بأي معلومة عن الملف، فإن المحققين يريدون أن يعرفوها. واعتبر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن ستيل مصدرًا موثوقًا به، ولكن يمكن للمحققين تعزيز أي حالة تواطؤ إذا كان مانافورت يستطيع تأكيد أي من هذه الادعاءات.