رغم طرد وحدات حماية الشعب الكردية من الشمال السوري بعد العملية العسكرية التركية التي عرفت ب"غصن الزيتون"، لم يكن أمام الأكراد سوى التفكير في كيفية استرداد منازلهم، والقضاء على الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا في المنطقة. وفي هذا الصدد، قامت وحدات حماية الشعب الكردية فجر اليوم، بنصب كمين بمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، للفصائل المسلحة، ما تسبب في مقتل ما لا يقل عن 6 عناصر تابعة للجيش الحر المدعوم من أنقرة. المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال: إنه "في الآونة الأخيرة قامت خلايا تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي، بعمليات استهدفت عناصر ومقاتلين تابعين لفصائل غصن الزيتون، بريف عفرين، في محاولة لاستعادتها مجددا. لم تكتف وحدات حماية الشعب بنصب الكمائن للفصائل المسلحة وأماكن تمركز القوات التركية بعفرين، بل سارعت إلى استهدافهم من خلال العبوات الناسفة، حسب الإماراتية. اقرأ أيضًا: مطامع أردوغان في عفرين.. «مجلس محلي» والسيطرة على «المتوسط» وقام الأكراد بوضع عبوة ناسفة بالقرب من نقطة عسكرية شرق بلدة كفر نبو شمالي عفرين، أسفرت عن مقتل 3 عناصر من "فيلق الشام". ليس هذا فحسب، بل قامت مجموعة تحمل اسم "صقور الانتقام"باستهداف سيارة تقل جنودًا أتراك، ما تسبب في مقتل 3 جنود أتراك وإصابة 12 من فصائل المعارضة. اللافت هنا أن خلية الصقور التابعة للأكراد، حسب المرصد السوري، توعدت بمتابعة عملياتهم في عفرين حتى تحريرها من الأتراك وقوات المعارضة. وتزايدت مؤخرًا العمليات الأمنية التي تتبناها خلايا "وحدات الحماية" التي تسمي نفسها "صقور عفرين"، وتقول إنها تتبع لغرفة عمليات "غضب الزيتون"، حسب الوطن الكويتية. وتتمثل نشاطات الخلايا بخطف وقتل عناصر من قوات المعارضة في المناطق الجبلية بعفرين، وبث مقاطع مصورة تظهر العمليات وتصفية العناصر ميدانيًا. اقرأ أيضًا: مؤامرة تركيا على عفرين.. احتلال شمال سوريا وإنهاء حلم الأكراد ونشطت حركة خلايا "وحدات الحماية" الأمنية في مختلف مناطق عفرين بعد تقليص عدد حواجز التفتيش العسكرية للمعارضة، وتسهيل مرور المدنيين، خاصة بعد زيادة عدد سكان المنطقة واكتظاظها بالمهجرين، وتخفيف التدقيق على سكان عفرين الأكراد. مصادر سورية، أكدت اندلاع اشتباكات عنيفة بين فصائل مقاتلة مدعومة من تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، وفقا لقناة "الحرة". وأوضحت المصادر، أن الوحدات الكردية نفذت كمينًا للفصائل المسلحة أعقبها اشتباكات، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين طرفي القتال. يمكن القول إن عملية "غصن الزيتون" التركية، لم تحدث النجاح المرتقب، حيث تعطلت السيطرة على عفرين، نظرًا لاستماتة وحدات حماية الشعب الكردية في الدفاع عنها، بالإضافة إلى غياب الحاضنة الشعبية. ويبدو أن تحركات الأكراد نحو الشمال السوري أثارت مخاوف تركيا، ودفعتها إلى إرسال قوات ودفعة جديدة من الآليات والمدرعات لتعزيز وجودها العسكري قرب الحدود مع سوريا، بحسب النشرة اللبنانية. اقرأ أيضًا: تركيا تعيد التحالفات العسكرية بسوريا.. وتمنح الأسد نفوذا على الأكراد وحسب مصادر أمنية تركية، فإن التعزيزات الجديدة ستنضم إلى الوحدات العسكرية التركية العاملة قرب المناطق الحدودية وفي المناطق السورية التي تحررت من التنظيمات الإرهابية بفضل عملية "غصن الزيتون". في المقابل، أقدمت القوات التركية والقوات الموالية لها على اقتلاع الآلاف من أشجار الزيتون في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي بذريعة فتح طريق إلى قرية "حمام" المتاخمة للحدود السورية التركية، وفقا ل"ترك برس". وتحاول أنقرة من خلال عمليتها الأخيرة في عفرين اتباع سياسة "تتريك" المنطقة، وذلك بتغيير أسماء قرى في ريف عفرين من أسماء كردية إلى أسماء تركية، وتهجير سكانها أيضًا، خاصة بعد انسحاب الوحدات الكردية من المنطقة عقب تخلي واشنطن عنهم، حسب "سكاي نيوز". وسيطرت القوات التركية مدعومة بفصائل معارضة سورية مسلحة ومجهزة من جانب أنقرة، على منطقة عفرين فى مارس الماضى إثر عملية عسكرية استمرت شهرين، أطلق عليها اسم "غصن الزيتون" كانت تستهدف طرد عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، وهى مليشيا كردية تدعمها واشنطن لكن تركيا تعتبرها "إرهابية".