يومًا تلو الآخر، يضيق الخناق على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما وقع العديد من مساعديه والمقربين منه، في شباك التحقيقات، وآخرهم سام باتن، عضو مجموعة الضغط، الذي عمل لصالح الروس لفترة كبيرة، ويصفه البعض بأنه "حلقة الوصل" بين الرئيس الأمريكي، وروسيا. شبكة "بلومبرج"، أشارت إلى أن باترن، حتى فترة قريبة كان بعيدًا عن التحقيقات في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، التي يقودها المحقق الخاص روبرت مولر. إلا أن اسم "باتن"، ظهر يوم الجمعة الماضي، ضمن مجموعة ضئيلة من ملفات المحكمة الفيدرالية، كدليل محتمل لنواحي قد تثير اهتمام مولر في علاقة ترامب بالروس. قضى باتن عقدين من الزمن في العمل مع الروس والدفاع عن مصالحهم، وتعاون خلال تلك السنوات مع بول مانافورت المدير السابق لحملة ترامب، وكونستانتين كيليمنيك، الذي وصفه مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه عميل روسي. وحسب ما ورد، عمل أيضًا مع شركة "كامبردج أناليتيكا"، والتي أغلقت أبوابها، بعد تورطها في الحصول على بيانات عشرات الملايين من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بشكل غير رسمي. اقرأ المزيد: محامي ترامب يعترف: الرئيس كان على علم بتواطؤ حملته مع الروس والآن، وافق باتن على الاعتراف بكل ما يعرفه، وترى "بلومبرج" أن هذا قد يفتح تحقيقًا بشأن كمية الأموال الأجنبية التي تدفقت إلى حفل تنصيب دونالد ترامب. وقال باتن يوم الجمعة، إنه سيتعاون مع مولر كجزء من صفقة للاعتراف بجريمة فيدرالية، حيث اتُهم بالعمل كعضو جماعة ضغط نيابة عن حزب أوكراني موال للرئيس الروسي دون تصريح، كما اعترف بجرائم أخرى، ووافق المحققون على عدم محاكمته بسبب تعاونه معها. وشمل ذلك، الاعتراف بأنه ساعد سياسيًا أوكرانيا للحصول على مقعد في حفل تنصيب ترامب، وذلك بتوجيه مبلغ 50 ألف دولار في شكل دفعات خارجية إلى اللجنة المنظمة من خلال مواطن أمريكي آخر، وهو ما يمثل خرقا للقانون الأمريكي الذي ينص على منع الأجانب من التبرع لصالح حفل تنصيب الرئيس. وأشارت الشبكة، إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان أي شخص في اللجنة المنظمة لحفل تنصيب ترامب كان على علم بتبرع شخص أجنبي متخفيًا كمتبرع أمريكي. ولكن خلال المحاكمة يوم الجمعة، أكد الادعاء أن هذا الأمر من الممكن أن يمثل فرصة للإطاحة بترامب. وقال هاري سانديك المدعي الفيدرالي السابق في ولاية نيويورك، إن "السؤال الأهم الآن، هو ما إذا كان يمكنه تقديم شهادة حول الغرض من دفع هذه الأموال إلى لجنة حفل التنصيب". اقرأ المزيد: هل يتسبب محامي ترامب في سقوطه في قبضة «روبرت مولر»؟ يذكر أنه يحق للجنة المنظمة لحفل التنصيب، التحقق مما إذا كان الشخص الذي يشتري تذكرة أميركيًا أم لا، إلا أنه لا يمكنها فحص مصدر الأموال المستخدمة لشراء التذكرة. وكان من بين الحضور في جلسة محاكمة باتن يوم الجمعة، اثنان من أعضاء فريق مولر، بالإضافة إلى محامي قسم الأمن القومي سكوت كلافي. "باتن" آخر المنضمين إلى مجموعة من مساعدي ترامب والمقربين منه، الذين يمكنهم منح مولر تفسيرا لعدد من الأحداث غير الواضحة حول أعمال ترامب وحملته الانتخابية والأيام الأولى له في البيت الأبيض. وكان مايكل كوهين، محامي ترامب السابق، قد أبرم اتفاقا مع النيابة العامة في نيويورك بعد اتهامه بالتهرب من الضرائب وانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية، وقد يقدم عددا من المعلومات التي قد تفيد مولر في تحقيقه. كما أدين مانافورت، رئيس الحملة الانتخابية السابق لترامب، الأسبوع الماضي بجرائم عدة من ضمنها التهرب الضريبي والاحتيال المصرفي، وإعاقة العدالة. ريك جيتس، أحد أعضاء حملة ترامب الانتخابية، المتهم بالاحتيال المالي، والكذب على المحققين، تسببت شهادته ضد مانافورت في سقوط الأخير. اقرأ المزيد: 5 معاونين يعجلون بسقوط ترامب ومن أهم من تمكن تحقيق مولر من إسقاطهم، مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق لترامب، حيث اعترف بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي حول اتصالاته مع الروس. وترأس باتن، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، مكتب موسكو في المعهد الجمهوري الدولي، في أوائل العقد الأول من القرن الحالي. في عام 2008، تم تعيين باتن مستشارًا لمساعد وزير الخارجية للشئون الديمقراطية والعالمية، ومن عام 2009 إلى عام 2011، شغل منصب مدير البرامج الأوروآسيوية في مؤسسة "فريدوم هاوس"، المناصرة لحقوق الإنسان، حيث واصل الاهتمام بالشأن الروسي.