كتب: علي الزيني حالة من الجدل سيطرت على الشارع الرياضي خلال الأيام الماضية بعد أن انتشرت أنباء عن بيع نادي غزل المحلة لمستثمرين عرب وتحديدا للأمير السعودي الوليد بن طلال وربط الجميع بين هذه الأخبار وبين ما حدث مع نادي الأسيوطي الذي تم بيعه للمستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، مقابل 5 ملايين دولار. جاءت هذه الأنباء بعد أن أعلنت شركة غزل المحلة لإشهار شركة خاصة بالاستثمار الرياضي، خلال 3 أشهر، ضمن خطة الشركة لفصل النشاط الرياضى عن نشاط الشركة، وتوفيق الأوضاع وفقا لقانون الرياضة الجديد رقم 71 لسنة 2017، والذي يمنح الأندية الحق فى الاستثمار الرياضى. بيان النادي وبمجرد انتشار أخبار عن بيع نادي غزل المحلة قامت الإدارة بإصدار بيان رسمي جاء نصه كالتالي: "إننا بالفعل نعمل على استثمار موارد ومكتسبات النادى وذلك لرفعة النادي ليعود كسابق عهده بين الكبار طبقًا لقانون الرياضة الجديد رقم 71 لسنة 2017 واللائحة التنفيذية له، والتي تمكن المؤسسات الرياضية من الاستثمار في مواردها.. وإذ نؤكد أنه حتى الآن لم يتم التفاوض او الاتفاق مع أي مستثمر بعينه للاستثمار في النادى". وإن كل ما يتردد بهذا الشأن مجرد اجتهادات شخصية.. لذا نهيب بالسادة محبى وعشاق نادينا الكرام ألا ينساقوا وراء هذه الشائعات التي تثير البلبلة وتعوق مسيرة النادى، ونطلب من جماهيرنا المخلصة المزيد من المساندة والالتفاف حول الكيان ودعمه في مسيرته نحو العودة للأضواء بين الكبار. رد رئيس النادي إبراهيم صديق، رئيس مجلس إدارة نادي غزل المحلة، تحدث مع "التحرير"، قائلا: "لدينا مهلة لإنشاء شركة خاصة لإدارة فريق الكرة تنتهي بعد أشهر قليلة، وبالتالي لن يكون النادي تابعا لوزارة الرياضة بعدها، وإذا لم ننجح في إنشاء الشركة سنضطر لانتخاب مجلس إدارة جديد، ويحق لنا طرح أسهم من هذه الشركة للاستثمار، وهذا يفيد فريق الكرة الذي لم نعد قادرين على الصرف عليه، من أجل عودته إلى مكانته التي يستحقها". "غزل المحلة ناد عريق له اسمه وجماهيره الكبيرة، وكان منافسًا قويًا في أوقات سابقة، لكن الآن الوضع مختلف، فشركة الغزل والنسيج لن تستطيع مواكبة التطورات، التي حلت على الاستثمار الرياضي، لذلك ندرس الآن الموقف القانوني لطرح أسهم من الشركة للبيع، مع الحفاظ على وجودنا كمجلس إدارة يشارك في اتخاذ القرارات". وعن مفاوضات تركي آل شيخ، أكد أنه لا توجد حتى الآن مفاوضات مع رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، ومجلس إدارة النادى، خاصة أنه لا يمكن بيع هذا الكيان، لأنه مملوك للدولة، وتشرف عليه وزارة قطاع الأعمال العام. وأوضح أنه لم يقابل تركى آل الشيخ، ولا يعرفه على المستوى الشخصى، إنما يعرفه كشخصية عربية عامة، مشيرًا إلى أن الشركة الجديدة التى يسعى لتأسيسها ستتولى الصرف على نادى غزل المحلة واستاده. وأشار إلى أن شركة غزل المحلة على أعتاب التطوير، وبالتالى لا يجب أن تستمر فى تحمل المصروفات الخاصة بنشاط كرة القدم وباقي الأنشطة التي تمتد للفروسية والملاعب الرئيسية والفرعية والهوكي والتنس وحمام السباحة. لا مانع من بيع النادي محمود السايس، عضو مجلس إدارة شركة غزل المحلة، قال، للتحرير، إنه جار استكمال إجراءات إنشاء الشركة من الجهات المعنية، وهي وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية ووزارة الاستثمار، بعد ذلك سيتم عمل مزايدة علنية للراغبين فى الاستثمار فى النادى، الذى يمتلك منشآت رياضية على أعلى مستوى، ويجب أن نستغلها فى ظل قانون الرياضة الجديد الذى يسمح بالاستثمار، مع التحولات الجديدة لقطاع الرياضة، وما تشهده من حراك كبير. وأضاف، كمجلس إدارة ندير النادى حاليا لحين توفيق أوضاعها، على أن يكون له مجلس إدارة آخر بعد استكمال إنهاء إجراءات تكوين شركة غزل المحلة للاستثمار الرياضي، التي سيكون رأسمالها من الشركة الأم البالغ مليار جنيه. وأكد أنه لا يوجد لدينا عروض للاستثمار فى النادى حتى الآن، ولا نمانع مطلقا في أن يكون المستثمر عربيا أو مصريا، النادى به مناخ جيد للاستثمار به.. منشآت وملاعب على أعلى مستوى، ويمتلك جماهيرية عريضة، أتصور أن كل مقومات النجاح متوافرة لأى مستثمر يرغب في خوض التجربة في غزل المحلة. وأضاف، قمنا بحصر كل ممتلكات الشركة استعدادًا لبيع الأصول غير المستغلة وفقا لقرار وزارة قطاع الأعمال، وهو القرار الذي ينطبق على 32 شركة تعمل فى قطاع الغزل والنسيج فى مصر، ولا يخص فقط المنشآت الرياضية، كما ذكر البعض، ونحن لدينا أراض فضاء كثيرة غير مستعملة سيتم طرحها للبيع. استغلال موارد النادي قال أسامة عاطف، المشرف العام على الكرة في تصريحات للتحرير: "لا نريد بيع النادي بالتأكيد، لكننا نسعى للحصول على موارد إضافية من أجل الإنفاق على قطاع الكرة وتطويره خاصة على مستوى الملاعب"، موضحًا أن غزل المحلة هو الأكبر في مصر من ناحية المساحة، ولدينا 3 ملاعب فرعية يحلم بهم أي ناد، لكننا نريد الموارد التي تعمل على تطوير هذه الملاعب، وإنشاء النادي الذي سيضم كل هذه المساحة.. كذلك نريد ضم صفقات جديدة تساعد على عودة النادي لمكانته، وحتى إن لم نضم لاعبين جددا نريد استغلال قاعدة الناشئين الممتازة التي نمتلكها في غزل المحلة". رد وزير الشباب والرياضة تحدث الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، في تصريحات تليفزيونية، عن تجربة الاستثمار الرياضي، قائلا: "عندما يقوم مستثمر بشراء نادي يوفر فرص عمل جديدة، ويقوم بتنمية موارد ذلك النادي، وهو أمر جيد، والوزارة نفسها تشجع المستثمرين على شراء الأندية أو إقامة إنشاءات من خلال نظام حق الانتفاع". "في 5 محافظات فتحنا الأبواب أمام الشركات للاستثمار في مراكز الشباب من خلال تشغيل حمامات السباحة، لأن هدفنا نشر القطاع الخاص داخل الرياضة بشكل عام وليس كرة القدم فقط، كل التجارب السابقة خارج مصر للاستثمار في الرياضة حققت نجاحًا كبيرًا، وما المانع من تطبيقها في مصر إذا حققت أهدافها سواء مع مثل ما حدث في بيراميدز أو ما هو متوقع حدوثه في غزل المحلة". ترقب ويترقب الجميع ما ستسفر عنه الأيام القادمة بشأن نادي غزل المحلة، وهل بالفعل سيتم دعمه وتطويره أم سيتم بيعه لمستثمرين عرب على خطى الأسيوطي لزيادة مساحة الاستثمار في الأندية المصرية؟