اعتاد الجمهور من عمرو دياب على التجديد، فهو أول من اتبع موجة مختلفة من الموسيقى والغناء في مصر بعد عبد الحليم حافظ وأم كلثوم، حسبما قال عنه الإعلامي مفيد فوزي في أحد برامجه التليفزيونية، ورغم أن «الهضبة» واجه هجومًا قويا في بدايته لكون ما يقدمه لا ينتمي إلى عالم نجوم الفن في ذلك الوقت، فإنه أصرّ على الطريق الذي سار فيه، حتى رفع سقف التوقعات لدى محبيه، وحافظ علي نجاحه لسنوات طويلة، نظرًا لتركيزه على مبدأ الاستمرارية، ومع كل ألبوم يُصدره يحدث ضجة كبيرة حول نوعية وشكل الأغاني التي يفاجئ بها جمهوره، وارتبطت بها أجيال عديدة، لكن للأسف الأغنية الثانية التي طرحها من ألبومه الجديد «كل حياتي»، والتي جاءت بعنوان «تعالي» لم تكن على المستوى المتوقع منه، وجاءت أغلب تعليقاتهم لتشير إلى أنه لم يعد كالسابق فنيا، وكانت لهم مجموعة من الملاحظات على "تعالي"، وهذه أبرزها: 1- الأغنية من كلمات تامر حسين، الذي تعاون مرات عديدة مع الفنان عمرو دياب، وقدم له أغنيات حققت نجاحات كبيرة، منها "أنا مش أناني"، و"أيوه اتغيرت"، ولكن في أغنية "تعالي" كانت الكلمات ضعيفة جدا، ولا تليق بمشوار الثنائي، ولا تشعر حين تستمع إليها أن هناك كلمات بالفعل كانت مكتوبة وقرأها "دياب" واقتنع بها فأخذا في البحث عن لحن وتوزيع يناسبها، واستكملا المراحل التالية؛ إذ تكرر كوبليه "تعالي تعالي، حبيبتي تعالي، تعالي متسبينيش تعالي تعالي، في حضني تعالي، تعالي يالا نعيش" عدة مرات خلال مدة الأغنية القصيرة، حتى تكتشف أنك تستمع لمجرد موسيقى مع صوت عمرو دياب وهو يكرر "تعالي"، وهو الأمر الذي انتقده الجمهور، وأكد أن "حسين" لديه القدرة على كتابة كلمات أفضل من الواردة بالأغنية الجديدة، خاصة أنه يشارك بأغنيتين في الألبوم لم يتم طرحهما حتى الآن. 2- الألحان التي قدمها الملحن عمرو مصطفى مكررة؛ فقد اعتمد علي مزيكا "هاوس" تشبه دخلة الأفراح، مع دمج موسيقى جيتار خفيف، تضيع ألحانه وسط ضجة الموسيقى الإلكترونية، ولكنه كان مميزا ولفت اهتمام المستمعين، الذين تمنوا لو كان استخدامه بشكل أكبر في الأغنية، وأكدوا أنهم كانوا يتوقعون من "مصطفى" لحنًا أكثر تميزًا وقوة، خاصة أن تجربته الأخيرة مع "الهضبة" في أغنية "برج الحوت"، التي تم تقديمها في ألبوم "معدي الناس" نالت نجاحًا واسعًا، واعتبر الجمهور أن اللحن هو بطل الأغنية. 3- رغم ضعف الكلمات وتكرار الألحان فإن الموزع أسامة الهندي بخبرته ومجهوده في الأغنية يجعلك تشعر وكأنه حاول إنقاذ الموقف؛ فالتوزيع نال إشادات من المستمعين، ول"الهندي" تاريخ كبير مع "دياب"، جعل الجمهور يميز توزيعه. 4- "لا تليق بمشوار عمرو دياب".. كان هذا تعليق أغلب محبي "الهضبة" على الأغنية؛ إذ وجدوا أنها أقل من المتوقع، وكذلك أغنية "ده لو اتساب" التي تم طرحها من الألبوم الجديد أيضًا، وسخر متابعو عمرو دياب من هذا الأمر قائلين: "عمرو بينزل بالأغاني الضعيفة الأول علشان تاخد حظها وأكيد التقيل لسه جاي وهو ده اللي إحنا مستنينه"، وأشاروا في تعليقاتهم إلى أن أغنية "تعالي" أحبطتهم جدا، ولكنهم ما زال لديهم أمل في نجمهم المفضل، وأن الأغاني التالية ستحمل مفاجآت قوية، خاصة أنه يتعاون فيها مع أصدقائه القدامى من كبار الشعراء والملحنين والموزعين.. (لمعرفة تفاصيل عن الألبوم اضغط هنا). 5- جمهور عمرو دياب يصل عدده إلى ملايين في العالم كله وليس فقط في الوطن العربي فقط، لذا فمن الطبيعي أن أي أغنية يطرحها تتجاوز مشاهداتها لتتصدر مواقع الأغاني، وبالفعل رغم الانتقادات والملاحظات التي أخذها الجمهور على "تعالي"، فإنها اقتربت من المليون ونصف المليون بعد يومين فقط من طرحها على موقع "يوتيوب"، وتداولها عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كان تعليقهم عليها بالسلب أو الإيجاب. في النهاية عمرو دياب نجم كبير ولديه تاريخ طويل يشفع له عند جمهوره، الذي دائما يردد "حتى لو الهضبة طرح "ألبوم فاضي هنفضل نسمعه ونحبه"، ونتمنى أن تحمل أغنياته القادمة كلمات وألحانا جيدة حتى يكسب رضا محبيه.