"إحنا مقصرين في حقكم أوي".. جُملة رددها وما زال يُرددها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في عدد من المناسبات التي شهدت كلمات حملت رسائل إيجابية لتعامل الدولة مع ملف متحدي الإعاقة، أهمها ترسيخ مفهوم "كلنا إنسان"، في مختلف أركان المجتمع. محطات ووعود قطعها الرئيس لضمان حياة كريمة لذوي الإعاقة، قبل أن يشهد، اليوم الإثنين، افتتاح المؤتمر الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في إطار جهود الوزارة لتمكين الأشخاص متحدي الإعاقة باستخدام أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تقوم بتنفيذ عدد من المشروعات الخاصة بالمبادرة الرئاسية لدمج وتمكين ذوي الإعاقة التي تم اطلاقها في مايو 2016 من أجل توفير الإتاحة التكنولوجية لهم، و تطويع الحلول التكنولوجية من أجل توفير الخدمات التعليمية والصحية للأشخاص ذوى الإعاقة، وتوفير منح تدريبية تؤهلهم للاندماج فى سوق العمل والحصول على وظيفة مناسبة. وعود الرئيس حرص الرئيس السيسي، على ترجمة مفهوم الاهتمام بذوي الإعاقة لأفعال وواقع ملموس، منذ توليه مسؤوليته، وذلك من خلال بعض المواقف أبرزها حواره في شهر ديسمبر 2014، مع الشاب منعم سعد الدين على إحدى القنوات الفضائية، طلب خلاله منعم من الرئيس بتلقائية حضور افتتاح الأولمبياد الخاص، قائلا للرئيس: « أنت قوى ومعاك حراسة»، فضحك الرئيس، وقال: أنا هبقى في حراستك أنت واللي زيك». وقال الرئيس في هذه المداخلة، "أنت وكل اللى زيك فى عنينا يا ابني، وإحنا مقصرين فى حقكم أوي"، وتابع الرئيس: "أنا هفكر كل اللى بيسمعوني، بأن النبى محمد صلى الله عليه وسلم"، يقول عن ضعاف الأمة: "بهم ترزقون وبهم تنصرون"، فى إشارة إلى ذوى الإعاقة والمرضى والضعفاء. وقبل الرئيس دعوة «منعم» بطل كرة السلة وحضر افتتاح البطولة ودعم كل ذوي الإعاقة المشاركين. واستجابة الرئيس لطلب منعم كانت تطبيقا عمليا لشعار «كلنا إنسان»، وبمثابة إشارة البدء لكل مؤسسات الدولة للاهتمام بذوى الإعاقة، وإعطائهم حقوقهم الدستورية فى جميع احتياجاتهم الحياتية، سواء كانت تعليميا أو ثقافيا أو رياضيًا، أو سياسيًا. وفي أبريل الماضي، وفي أثناء انعقاد المؤتمر الثالث للشباب بمحافظة الإسماعيلية، طلب شاب ذو إعاقة من الرئيس جعل عام 2018 عاما لذوى الإعاقة، مثلما كان عام 2016 عام المرأة، و2017 عام الشباب. واستجاب الرئيس لطلب الشاب، وأعلن خلال المؤتمر أن عام 2018 لذوي الإعاقة. وفي شهر يوليو الماضي، في أثناء انعقاد مؤتمر الشباب بمحافظة الإسكندرية، احتضن الرئيس السيسي الشاب ياسين الزغبي، الذى يشكل نموذجا للتحدى وقوة الإرادة حيث جاب عدة محافظات بدراجته متحديا إعاقته على ساق واحدة، ليجمع شكاوى وطلبات الناس ليعرضها على الرئيس خلال المؤتمر. وأتت استجابة الرئيس في 6 أكتوبر الماضي، لطلب أول شاب مدني ذوي الإعاقة بالالتحاق بالقوات المسلحة، فموافقة الرئيس على ضم أحمد رأفت للعمل بقاعة المؤتمرات الكبرى الخاصة بالقوات المسلحة في التجمع الخامس هو دليل قاطع من الناحية المعنوية،على الأقل، بأن الرئيس السيسي يتعامل مع ذوي الإعاقة تعامل الأب مع أبنائه. قرار الدمج تخطو وزارة التربية والتعليم خطوات متسارعة من أجل توفير بيئة تعليمية تناسب كل فئة من الأشخاص ذوى الإعاقة، وظهر ذلك من خلال تعديل قرار الدمج التعليمي، ويحمل القرار الجديد رقم 252، والذي تم تطبيقه العام الماضي لتصبح بموجبه كل المدارس دامجة، وذلك تيسيرا على الأسر التى بها طفل ذو إعاقة، حتى تتمكن من إلحاقه بأقرب مدرسة من المنزل. كلية لعلوم الإعاقة افتتحت جامعة الزقازيق العام الدراسي المنقضي، الدراسة بالكلية الأولى فى مصر والعالم العربى لعلوم الإعاقة والتأهيل التى تمثل صرحا تعليميا جديدا يضاف إلى كليات ومعاهد الجامعة، وتضم 7 تخصصات علمية، وترتكز على برنامجين أساسيين، الأول يتعلق بالقسم التربوى الخاص بتخريج كفاءات فى التربية الخاصة والتدريس للطلاب فى المدارس العامة ومدارس التربية الخاصة كالفكرية والنور والأمل، والثانى قسم لإعداد اخصائى تعديل السلوك والتأهيل وهو القسم الأول من نوعه فى الشرق الأوسط وتنقسم الدراسة بكل قسم إلى 7 تخصصات علمية تشمل أقسام اضطرابات اللغة والتواصل، توحد، إعاقة فكرية، إعاقة سمعية وبصرية، وجسدية وصعوبات تعلم و جميعها مزودة بأحدث سبل التكنولوجيا. ويحتاجون ذوي الإعاقة إلى تعليم حقيقى قادر على جعل ذى الإعاقة الذهنية شخصًا معتمدًا على نفسه، وله قيمته وقادر على الإبداع والعمل والإنتاج وشخصًا صالحًا في المجتمع ويبحثون عن تعليم يناسب حالتهم، والاستفادة من قدراتهم الكامنة واستغلالها الاستغلال الأمثل. قانون ذوي الإعاقة وفي فبراير الماضي، أقر الرئيس السيسي، وأصدر قانون رقم 10 لسنة 2018 والمعني ب"حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"، بمثابة طوق نجاة لهم، يحمل الكثير من المكتسبات والحقوق لينقذ كل شخص من ذوي الإعاقة فقد الأمل في الحياة، بعد سنوات طويلة من التهميش والتجاهل. ويحمل هذا القانون أهمية ملفتة لذوي الإعاقة أو القدرات الخاصة، بما يحمله من من حقوق كاملة لهم، تستهدف وضعهم على خريطة أولويات الدولة خلال الفترة المقبلة والتمثيل الحقيقي لهم في كافة الهيئات والوزارات وكذلك التمثيل النيابي والحقوقي لهم. وتضمن القانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذين طالبوا بحقهم في المشاركة المجتمعية والتمتع بحقوقهم في التعليم والعمل والصحة والرياضة والفن وغيرها من الحقوق، وتأتي من بينها: وضع أول تعريف جامع للأشخاص ذوي الإعاقة يضم كل شرائح الإعاقة ويمنع سطو أحد من غيرهم على حقوقهم في مادة 1، وتضمن أيضًا القانون لأول مرة ضم الأقزام لذوي الإعاقة في المادة 3، وجرم التمييز بسبب الإعاقة. القانون أصدره الرئيس لحماية ذوي الإعاقة من أبرز نقاطه، حقهم في الزواج وتأسيس أسرة والحق في السلامة الجسدية وإصدار بطاقة موحدة لإثبات الإعاقة والتأمين الصحي لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة بموجب بطاقة إثبات الإعاقة والالتزام بالتعليم الدامج في المدارس والجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية الحكومية وغير الحكومية والالتزام بمحو أمية من فاتهم التعليم والحق في التعليم العالي والدراسات العليا وتخصيص نسبة لا تقل عن 10% من أماكن الإقامة في المدن الجامعية طبقًا لمادة 15، فضلا عن تمثيل ذوي الإعاقة بنسبة 5% في شركات القطاع العام والقطاع الخاص وقطاع الأعمال طبقًا للمادة 21. وقرر الرئيس أيضًا خفض ساعات العمل في كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية بواقع ساعة يوميًا مدفوعة الأجر للعاملين من ذوي الإعاقة وحق المعاق في الجمع بين الراتب والمعاش والالتزام بنسبة 5% من المساكن التي تنشئها الدولة أو المدعمة ويحق للفتيات الحصول عليها بالإضافة إلى تخفيض 50% في أسعار تذاكر كافة المواصلات العامة لذوي الإعاقة والإعفاء الضريبي والجمركي لسيارات ذوي الإعاقة وتكون من حق كل معاق أيًا كان نوع إعاقته ويكون للأشخاص ذوى الإعاقة البالغين سن التجنيد معاملة خاصة في مناطق التجنيد، وفي القومسيون الطبي العسكري والحبس 6 أشهر أو غرامة عشرة آلاف جنيه لكل من ينتحل صفة شخص من ذوي الإعاقة أو ساعد الغير على انتحال تلك الصفة. توفير التكنولوجيا لقطاع الخدمات توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والداخلية، في مطلع يوليو الجاري، لتوفير التكنولوجيا الحديثة للقطاعات الخدمية بوزارة الداخلية لتسهيل وتيسير التعامل مع الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال التطبيقات الإلكترونية والأجهزة اللوحية والحاسب الآلى المزودة بشاشات تعمل باللمس، للتواصل الفعال مع ذوى الاحتياجات الخاصة "الصم والبكم، المكفوفين"، ويسمح التطبيق الجديد بتحويل لغة الإشارة إلى نص مكتوب دون الحاجة إلى وجود مترجم للغة الإشارة، كما يتيح التطبيق الجديد تفاعل المكفوفين معه. وبموجب هذا البروتوكول سيتم تقديم كافة التسهيلات للأشخاص ذوى الإعاقة لتطوير الخدمات المقدمة لهم من وزارة الداخلية خاصة المتعلقة باستخراج مستندات الأحوال المدنية، والجوازات، وتصاريح العمل.