أحيانًا يسرق الممثل المساعد الأضواء من البطل الرئيسي بسبب براعة أدائه، هذه اللحظة التي تتجسد فيها متعة السينما، فمعيار الحكم هنا هو الأداء ولا شيء سواه، حينها لا يهم اسم البطل ولا أجره، الأهم هو أن الممثل المساعد قام بأداء أفضل، لهذا السبب تقدم لجنة الأوسكار سنويًا جائزة أفضل ممثل مساعد إيمانًا منها بأن الدور الثانوي لا يقل أهمية عن رئيسي، ومثلما يتسبب نجاح الممثل المساعد في خطف الأضواء صوبه، قد يتسبب فشله في تعكير صفو نجاح الفيلم أو المسلسل المشارك فيه رغم اكتمال عناصر النجاح، وفي تقرير موقع Looper الأمريكي، نستعرض 5 ممثلين قاموا بشخصيات فاشلة دمرت نجاح أفلامهم، رغم أن بعضهم حالفه النجاح في أعمال أخرى. 1- أندرو لينكولن فيلم Love, Actually واحد من أشهر وأنجح الأفلام الرومانسية الكوميدية في العصر الحديث، فهو يضم مجموعة كبيرة من النجوم منهم ليام نيسون وهيو جرانت وكيرا نايتلي، ورغم ذلك كان متاحا لكل ممثل منهم مساحة مناسبة أمام الكاميرا، وفي حين ساهم كل منهم بدوره في إنجاح الفيلم، جاءت شخصية "مارك" التي قام بدورها أندرو لينكولن، المعجب الولهان الذي كان يحب حبيبة صديقه منذ أن رآها إلا أنه رفض أن يصارحها بحبه بعد أن وقع صديقه في غرامها، إلا أنه اعترف لها في النهاية في أسوأ وقت ممكن بعد زواجها من صديقه، مسار القصة السيء وإن لم يكن خطأ الممثل بالكامل، إلا أنه اعترف بنفسه أن الشخصية كانت سيئة ولا تقارن بشخصيات الفيلم اللطيفة التي يبذل كل منهم جهده في عيد الحب لإظهار مشاعره للطرف الآخر بشكل لا يتضمن الخيانة مثلما فعل. 2- رينو ويلسون وتوم كيني سلسلة Transformers واحدة من أنجح سلاسل الأفلام التي تحدثت عن الكائنات الآلية، إلا أن الجزء الثاني من السلسلة Transformers: Revenge of the Fallen الذي شارك فيه شخصيتي سكيدز ومادفلاب، وقام بأدائهما الصوتي توم كيني ورينو ويلسون، تم انتقادهما بسبب التعليقات العنصرية المتواصلة التي لم يتوقفا عن ترديدها، ويلعب "سكيدز" و"مادفلاب"، دور أخوين "روبوت" يتشاجران بشكل متواصل، ولا يعرفان القراءة، ويتحدثان بطريقة تشبه مغني الراب، بل ويمتلك أحدهم "سنة" ذهبية مثل تلك التي اشتهر بها مغني الراب، وهو ما اعتبره الجمهور بمثابة سخرية من سمر البشرة وشكلهم وطريقة كلامهم بشكل عام. 3- أليسون الممثلة إيما ستون، الفائزة بجائزة الأوسكار عن فيلم La La Land تمتلك بكل تأكيد مواصفات الممثلة الناجحة، وهو ما جعل المخرجين يتهافتون على التعاقد معها، ومن بينهم مخرج فيلم Jerry Maguire للممثل توم كروز، كاميرون كرو، وبالفعل نجح الأخير في التعاقد معها لبطولة فيلم Aloha الذي تقوم فيه الممثلة بدور "أليسون" الطيارة التي تمتلك جذورا من الصين وهاواي، ويشاركها "إيما" البطولة برادلي كوبر، الانتقاد الذي وجه إلى "إيما" كان واضحا جدًا، الممثلة ليست من الصين أو هاواي إذن كيف بإمكانها أن تقنع الجمهور أنها تمتلك جذورًا من هذه البلدان! وبالطبع قدم المخرج اعتذاره على اختيارها وقالت "إيما" إنها أصبحت "أضحوكة" بسبب هذا الدور، لكن ذلك لم يشفع للاثنين أمام الجمهور. 4- ريدل من جديد نجد ممثلًا موهوبا يتم اختياره للدور الخطأ فقط بسبب اسمه اللامع في سماء هوليوود، هذه المرة كان "جيم كاري" كبش الفداء، فرغم تقديمه أدوارا مثيرة للإعجاب في أفلام The Truman Show وEternal Sunshine of the Spotless Mind إلا أن اختيار المخرج جويل شوماخر له للقيام بدور الشرير "ريدل" في فيلم Batman Forever لم يكن اختيارًا موفقًا على الإطلاق، فالشخصية نفسها ظهرت غريبة بأداء مسرحي وكارتوني، يقوم فيه "جيم" بدور شخص مزعج يظهر بشكل متقطع في الفيلم ليصرخ جمله، ثم يختفي، كل ذلك حول شخصية الشرير إلى مجرد شخص مزعج، لدرجة أن زميل "كاري" في الفيلم توم لي جونز بنفسه رفض الحديث مع جيم كاري وقال له إنه يكرهه بسبب هذا الدور! 5- تونتو الممثل جوني ديب ارتكب واحدا من الأخطاء التي لم ترحمه عليها هوليوود ولم تغفرها له بسبب رصيده من النجومية، وهو مشاركته في فيلم The Lone Ranger وقيامه بدور "تونتو" واحد من الهنود الحمر (سكان أمريكا الأصليين)، والسبب هو المبالغة التي أظهر بها المخرج جور فيربينسكي شخصية "جوني" بالمكياج الذي وضعه على وجهه، والطائر الميت على رأسه وطريقة الكلام الغريبة، التي تصر هوليوود على أنها نمط يعبر عن كل الهنود الحمر، كل هذه المبالغة والنمطية جعل الجمهور ينفر من الشخصية. الممثل المساعد لا يقل أهمية عن البطل، لذلك نجد كثيرا من النجوم المصريين بدأوا يتفهمون أن وجود نجمين في العمل سيساهم في نجاح الفيلم بشكل أكبر، وبسبب ذلك أصبحنا نرى بطولة جماعية مثل فيلم أولاد رزق، وثنائية مثل المصلحة، لكن عليهم الحذر لأنه مثلما يساعد الدور الثاني في النجاح قد يؤدي إلى غرق السفينة.