أصبح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محاصرًا بين عدة أمور، خاصة فيما يتعلق بتعامله مع الولاياتالمتحدة، أولها إما التسليح من مقاتلات أمريكا المتطورة أو الاعتماد على المنظومات الصاروخية لروسيا دون جمع السلاحين، إضافة إلى تجنب التعاون مع إيران، لتفادي العقوبات. البداية مع المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن حيث قال: إن "بلاده تعتبر إيران شريكا تجاريًا مهما، ولن تتخلى عن صفقات الغاز والنفط مع الجمهورية الإسلامية". "قالن" أكد أن تركيا ستتحرك وفقًا لمصالحها الاقتصادية، وهي تعتبر إيران شريكا تجاريا هاما، فضلا عن وجود الحدود المشتركة للبلدين، موضحا أن بلاده لن تدخل أبدًا في خطوة تعرض ذلك للخطر، حسب "بلومبرج". لم يكتف متحدث أردوغان بالتأكيد على دعم إيران، بل أشار أيضًا إلى موقف بلاده الرافض لانسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق حول برنامج إيران النووي، مشددا: "لسنا نحن فقط أو بلدان المنطقة ضد حزمة العقوبات الأمريكية ضد إيران، وإنما البلدان الأوروبية أيضًا. اقرأ أيضًا: أمريكا تعاقب تركيا وتحرمها من مقاتلات «F-35».. وأردوغان يجد بديلًا وفيما يتعلق بمنظومة إس 400 الروسية، أكدت الرئاسة التركية أنها لن تتراجع عن شراء منظومة الدفاع الصاروخية "إس 400" من روسيا، رغم تلويحات من الجانب الأمريكي بفرض عقوبات على أنقرة حال عدم تراجعها عن هذه الخطوة. فالإدارة التركية ترغب في علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة، لكنها سترد وتتخذ الخطوات اللازمة حال فرض واشنطن عقوبات عليها. من غير الوارد التراجع عن الصفقة الروسية، فالاتفاقات أبرمت وتم التوقيع، والتسليم العام المقبل، وتضمن الاتفاق على نقل التكنولوجيا، حيث يعتبر هذا أهم مسألة في هذا الاتفاق بالنسبة لنا، فنحن لا نرغب فقط في أخذ هذه التكنولوجيا واستعمالها، وإنما إنتاجها، حسب الرئيس التركي. مسؤول تركي أفاد بأن معاهدة حلف الشمال الأطلسي (ناتو) لا تتضمن مادة تفيد بإنهاء عضوية أي بلد في حال شرائه منظومة دفاع من دولة خارج الحلف، حسب الأناضول. اقرأ أيضًا: تركيا تصطدم بأمريكا في قاعدة إنجرليك دفاعًا عن إيران لكن متحدث الرئاسة التريكة إبراهيم قالن، نوه بأن تركيا ستدرس موضوع شراء منظومة الدفاع الجوي "باتريوت" الأمريكية أو أخرى مشابهة لها مصنعة في الغرب إذا توفرت الشروط المناسبة. بدوره، صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تعليقا على هذا التطور، بأن بلاده لا تقبل تأجيج أي أزمات جرى تسويتها في الماضي، خاصة فيما يتعلق بالمنظومة الدفاعية الروسية، والملف النووي الإيراني. وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب 8 مايو، عن انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، معتبرًا أن هذه الصفقة لم تضمن على الإطلاق عدم حصول إيران على السلاح النووي ومتعهدًا بفرض عقوبات قاسية على إيران. لكن سرعان ما جاء الغضب الأمريكي من تركيا، حيث أوصت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم، رعاياها بالتخلي عن السفر إلى بعض المناطق في تركيا. "الوزارة" دعت المواطنين إلى التخلي عن السفر إلى المناطق الحدودية بين تركيا وسوريا، وكذلك إلى 15 ولاية أخرى جنوب شرق تركيا، وذلك بسبب وجود الخطر الإرهابي هناك، وفقًا ل"روسيا اليوم". اقرأ أيضًا: لماذا تضغط واشنطن على تركيا لمنع شراء منظومة «إس 400»؟ كان عشرات آلاف الأشخاص، بمن فيهم أمريكان، قد اعتقلوا بتركيا في أثناء سريان مفعول حالة الطوارئ، بتهمة التورط في المحاولة الفاشلة للانقلاب العسكري بتركيا عام 2016، وكذلك بالتورط في الإرهاب، وذلك على أساس معلومات سرية وغير كافية للاعتقال. الخارجية الأمريكية شددت أيضًا على كل أمريكي يريد زيارة تركيا، أن يكون حذرًا في أماكن تمركز الأجانب، وأن يتجنب أي مظاهرات، وأن يقيم في الفنادق المتميزة بالإجراءات الأمنية المشددة، وإبلاغ الوزارة بتحركاته. يُذكر أن أنقرة رفضت طلب واشنطن إلغاء الاتفاق مع روسيا بشأن توريد أنظمة صواريخ الدفاع الجوي "إس 400"، ولكنها أبدت استعدادها لمراعاة مخاوف الولاياتالمتحدة بشأن المخاطر المحتملة على طائرات الناتو، وذلك حسب صحيفة "حرييت".