يعد مسلسل «أيوب» الذي يُعرض على قناة «الحياة» من الأعمال الدرامية الناجحة التي استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا داخل قوائم الأعمال الأكثر مشاهدة خلال الثلاثة أسابيع الماضية من السباق الرمضاني، وهناك أسباب كثيرة تسببت في صعود اسم المسلسل في قوائم ال«تريند» الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن مشهد انتقام زوجتي رجل الأعمال "حسن الوحش" -محمد لطفي- من زوجهما بطريقة بشعة الأكثر جدلًا عبر السوشيال ميديا ووسائل الإعلام أيضًا. انتقام بشع في الحلقة الرابعة والعشرين من المسلسل، سيطرت حالة من الذهول على متابعي العمل، بسبب غدر زوجتي "حسن الوحش" بزوجهما واتخاذهما قرار بالانتقام منه عن طريق وضع مخدر له في الطعام حتى يفقد وعيه تماما، ثم تقومان بكتم أنفاسه تمامًا حتى يفارق الحياة، ثم تضعانه في «بانيو» وتملآنه بمادة البوتاس، وتتركان الزوج فيه حتى يتآكل جسده تمامًا ما عدا عظمه وملابسه التي تضعانها في أكياس من البلاستيك وتتخلصان منها بإلقائها في الشوارع. وحقق هذا المشهد أكثر من 114 ألف مشاهدة على الصفحة الرسمية الخاصة بفضائية «الحياة» صاحبة العرض الأول للمسلسل. السوشيال ميديا تثور الطريقة التي اتبعتها الزوجتان للتخلص من زوجهما خوفا من حرمانهما من الميراث لصالح زوجته الثالثة التي أنجبت له طفلًا، جعلت جمهور السوشيال ميديا يثور على صناع العمل، متهمين إياهم بنشر الأفكار الإجرامية في المجتمع، واصفين المشهد بالبشع والمستفز. هذا الهجوم طال أجهزة الرقابة الفنية التي تقيم الأعمال الدرامية وتشاهدها قبل عرضها على الجمهور، معبرين عن دهشتهم بالسماح بعرض مثل هذه المشاهد على الشاشات التليفزيونية، فيما سخر كثيرون من قيام مادة «البوتاس» بإذابة جسد الفنان محمد لطفي في حين لم تؤثر على ملابسه. مؤلف المسلسل محمد سيد بشير رد على كل الانتقادات، عبر حسابه بموقع "تويتر"، مؤكدًا أن فكرة إذابة الجثة بالكامل جاءت من تفاصيل جريمة قتل وقعت بالفعل في الواقع، ولم يكتبها من خياله. كما رد على السخرية من فكرة إذابة الجثة بالكامل عدا الملابس التي كان يرتديها «حسن الوحش» حيث ظلت كما هي بالكامل، فقال في تغريدة له: «يا جماعة البوتاس بياكل الأنسجة الأورجواني مالوش تأثير على النون أورجانيك، وكمان هو هياكل الهدوم ومش هياكل الدزاير اللي متخون فيها؟ نشغل دماعنا شوية». هجوم إعلامي لم تترك وسائل الإعلام هذا المشهد يمر مرور الكرام دون مناقشته، خاصة بعد تقديم البعض بلاغات ضد القائمين على المسلسل بتهمة التحريض على العنف، وهذا ما فعله الإعلامي وائل الإبراشي، أمس الأحد، في برنامجه "العاشرة مساء"، الذي يُعرض على قناة "دريم 2"؛ إذ استضاف عددا من النقاد لمناقشة الأمر، والذي تعرض خلاله صناع العمل لهجوم عنيف. الكاتب والسيناريست مصطفى محرم، هاجم القائمين على العمل، معلقًا على المشهد قائلا: «توحش وفظيع، وكل حاجة لها حدود، واللي كتبوا مثل هذه المشاهد أخذوا أسوأ ما أنتجته السينما، وسعوا للدخول به إلى البيوت، فالدراما التليفزيونية يجب أن يكون لها موضوعات خاصة، وهذا المشهد يؤكد أن مؤلف المسلسل لا يمتلك الثقافة الدرامية التي تمكنه من تحديد المسموح وغير المسموح». فيما دافع الناقد الفني محمد فتحي عبد المقصود، عن صناع العمل متهمًا مهاجمي مشهد قتل شخصية «حسن الوحش» بأنهم يحاولون الاستخفاف بعقول المشاهد، مضيفًا: «ليس كل من سيشاهد المشهد سيقتل بنفس الطريقة، ولا يجب توجيه الاتهامات جزافية وأين الدليل على أن المشهد يحث على التخريب والقتل؟، وهناك المئات من مشاهد القتل التي تناولتها الأعمال الدرامية مثل المرأة والساطور وغيرها». تكنيك منقول اللافت للانتباه أن المشهد منقول من مسلسل أمريكي شهير هو Breaking Bad، وتحديدا في الحلقات الأولى من الموسم الأول الصادر عام 2008؛ ففي المشهد الأصلي يتفق «والتر وايت» مدرس الكيمياء مع مساعده «جيسي» على التخلص من جثة أحد المجرمين عن طريق التحلل الكيميائي لجثمان المجرم؛ لإخفاء معالم الجثة وتحللها بالكامل، وذلك بوضع الجثمان داخل حوض الاستحمام وسكب عليها محلول الأسيد القوي، لأنه يحتوي على مادة الهيدروفلين، ويتفاجأ الاثنان بذوبان الجثمان وسقف المرحاض ليسقطا من الطابق العلوي إلى السفلي. مسلسل «أيوب» يشارك فى بطولته بجانب مصطفى شعبان كل من آيتن عامر، محمد دياب، هنا الزاهد، محمد لطفى وميرهان حسين، تأليف محمد سيد بشير، وإخراج أحمد صالح، تدور أحداثه حول شخصية «أيوب» وهو شاب يعمل موظفًا فى أحد البنوك، ثم يتعرض للظلم ويدخل السجن، ومن هنا يتخذ قرارًا بالانتقام من أشخاص كانوا السبب فى دخوله السجن. حب الشعب المصري للدراما والسينما يجعله يسعى دائمًا إلى تقليد أبطالهم في كل شيء سواء كان خيرًا أو شرًا، كل حسب نيته، ولذلك يجب أن يكون القائمون على هذه الصناعة حذرين في تقديم النماذج السيئة لأن الجمهور سيشاهدها وقد يلجأ إلى تقليدها، وبالتالي هذه النماذج ستنتشر أكثر في المجتمع، وتعد واقعة «قميص النوم» التي شهدها مسلسل «الأسطورة»، خير مثال على ذلك، والتي قام فيها الفنان محمد رمضان بإرغام شخص على ارتداء قميص نوم كعقاب له على سرقة صور شخصية لزوجته "شهد" -مي عمر- من هاتفها، فبعد عرض المسلسل تكرر هذا السيناريو في أماكن كثيرة في مصر.