«داليا.ج».. حظها التعس جعلها شقيقة لتاجر مخدرات، يبيع سمومه للشباب، لم يعلم أن سمومه التي يبيعها ستتمكن من أخته، وتُصبح مدمنة مخدرات، وعندما طالبته بأموال «لزوم الكيف»، انهال عليها ضرباً حتى سقطت جثة هامدة أمامه. في منشأة ناصر بداخل «عشَّة» صغيرة متَّسخة ليس بها إلا منضدة صغيرة وسرير ودورة مياه غير آدمية، وقف السيد مصطفى، جار المتهم، يروي اللحظات الأخيرة للحادث قائلاً: «أخوها مجدي شغَّال سواق، وبيبيع برشام جنب شغله، وعايز في العشة هنا من سنة تقريباً مع مراته ومالهوش اختلاط معانا أوي.. هو مابيقعدش هنا كتير». ويضيف الجار: «من شهرين جت داليا تعيش معاه، واحنا مانعرفش هي كانت فين قبل كده، ومن ساعة ما جت وهو في مشاكل مع مراته، لدرجة إنها سابت البيت من أسبوع تقريباً، وفضل هو قاعد مع أخته.. وكان أوقات كتيرة بيجيب أصحابه ويفضلوا يشربوا مخدرات طول الليل في العشَّة». وفي يوم الواقعة يقول: «كان سهران مع أصحابه بيشربوا كالعادة.. وفجأة سمعنا صوت زعيق جامد ففكرنا إنه بيتخانق مع زمايله، بس اكتشفنا إنه بيتخانق مع أخته لمّا لاقينا أصحابه خارجين من العشّة.. ومانعرفش هي كانت قاعدة معاهم بتشرب ولا كانت لسّه جايّة.. أنا سمعتها بتقولُّه إنها عايزة 200 جنيه ولمّا زعقوا مع بعض جامد قالتله إنها عايزاهم عشان تجيب بودرة.. ففضل يضربها فهي كمان مسكت فيه وقالتله: أنا غلطانة إن أنا قولتلك عايزة فلوس.. الواد اللي هاشتري منه ممكن أبيعله جسمي وأخد منه اللي أنا عايزاه.. وأخوها بعد ماقالتله كده فضل يضرب فيها جامد وصوتها سكت بعد كده.. ومتخيلناش إنه قتلها». في المقابل أوضح رجب السيد، صاحب «العشة»، التي كان يسكن بها المتهم وشقيقته، أنه باع «العشة» للمتهم ب2000 جنيه، وكان على علاقة طيبة بالمتهم. وأضاف: «لاقيته بيكلمني وبيقوللي إن أخته تعبانة وطلب مني إني أروحله عشان ننقلها للمستشفى بالموتوسيكل بتاعي.. ولمّا روحتله العشة لقيت المجني عليها مرمية على الأرض على ضهرها.. ووشها كله دم والأرض كلها دم وميتة.. وحسيت إن أخوها هوّ اللي عمل كده.. وسألته لقيته مرتبك.. فسبته وخرجت وقولت للجيران خدوا بالكم منه عشان شكله قتل أخته.. وبلغت الشرطة». على صعيد التحريات فقد أكدت أن المجني عليها مسجلة آداب، وشقيقها مسجل مخدرات، وفي يوم الواقعة دعا عددًا من أصدقائه إلى منزله لتعاطي مخدر الهيروين، وبعد تعاطيهم كمية كبيرة من المخدرات، طلبت منه أموالا لشراء المواد المخدرة، ولكنه رفض وقام بضرب رأسها بالحائط عدة مرات حتى سقطت جثة هامدة. تلقى قسم شرطة منشأة ناصر بلاغًا، من الأهالي يفيد بمقتل فتاة داخل مسكنها بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص تبين أن وراء ارتكاب الواقعة شقيقها، وتم ضبطه بمسكنه، وبمواجهته اعترف أنه قتلها في أثناء قيامه بتأديبها لتعاطيها المخدرات.