عن عمر يناهز ال92 عامًا غيب الموت عن عالمنا الإذاعى الكبير أحمد سعيد، رئيس إذاعة صوت العرب الأسبق، رحل الإذاعى القدير فى هدوء فى ذكرى النكسة كان ل"سعيد" أسلوبه الخاص في الأداء الإذاعي، وذاع صيته في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. ولد الإذاعي القدير عام 1925، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1946، وعين مذيعًا رئيسيًا منذ انطلاق برنامج صوت العرب عبر إذاعة القاهرة، ومديرًا لإذاعة صوت العرب عند تأسيسها عام 1953، وحتى عام 1967. رأس أحمد سعيد إذاعة صوت العرب لمدة 14 عاما منذ تأسيسها في عام 1953 وحتى تقدم باستقالته في سبتمبر عام 1967 عقب "نكسة" يونيو، التي خسرت فيها الجيوش العربية الحرب ضد الجيش الإسرائيلي، واحتلال إسرائيل مزيدا من الأراضي العربية، منها سيناء. شارك سعيد فى العمليات الفدائية ضد القوات البريطانية في بورسعيد والإسماعيلية والسويس والتل الكبير، وسجل هذه العمليات الحربية وأذاعها في الراديو. ساهم الإذاعى الكبير فى الكثير من الأعمال الإذاعية، حيث كتب برنامجًا عن هجرة "نبي الإسلام" أوضح من خلاله فكرة سياسية، هي "هكذا كان أجدادنا في الماضي، وهكذا يجب أن يكون العرب في المستقبل" ومن أشهر البرامج التى قام بتقديمها خلال مسيرته الحافلة بالإنجاز برامج "أكاذيب تكشف حقائق" والذى قام بتقديمه في إذاعة صوت العرب عام 1959. وفي عام 1959، وضع الصياغة النهائية لكتابة القومية العربية، وفي عام 1965 اختاره مجلس الأمة المصري ليكون عضوًا في الوفد الذي يمثله في احتفالات بريطانيا بمناسبة مرور 700 عام علي بدء الحياة الديمقراطية في الجزر البريطانية. كان صاحب فكر في تقديم المسلسلات الوطنية بالإذاعة، مثل "في بيتنا رجل" ليكون أول مسلسل وطني تقدمه إذاعة عربية،عمل فترة في مجلة "آخر ساعة"، و"روز اليوسف"، و"الكواكب"، والتحق بالإذاعة سكرتيرًا فنيًا لمديرها، ثم تولى إدارة برنامج العلاقات الخارجية عام 1950. نجح سعيد فى أن يحدث طفرة كبيرة جدا خلال رئاسته صوت العرب، وأدخل العديد من التجديدات على البرامج الإذاعية، والخرائط البرامجية، وأساليب العمل الإذاعي، كما استخدم الفكاهة في التعبير السياسي والسخرية في برنامجه الشهير "هذا عدوك"، واستخدم السيمفونيات العالمية المعبرة عن كفاح الشعوب مثل "البولوني" لشوبان. طلبت الحكومة البريطانية من الرئيس جمال عبد الناصرعام 1965، رفع اسم أحمد سعيد من قائمة الوفد المصري المسافر إلى لندن، بعد اعتراض مجلس العموم البريطاني عليه، بتهمة تحريضه على قتل الجنود البريطانيين في عدن وهو الأمر الذى رفضه عبد الناصر. وجُهت إلى الإذاعى القدير الكثيرمن الانتقادات عندما أعلن انتصار الجيش المصري في حرب 1967، ونقل عبر إذاعة صوت العرب بيانات عسكرية منسوبة لمصادر عسكرية في الجيش المصري تخبر عن انتصار ساحق لمصر، وعن إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية، وذلك بناء على البيانات الصادرة من القيادة السياسية، في الوقت الذي شهدت فيه جميع الجبهات هزيمة للجيش المصري من قبل الجيش الإسرائيلي، وقصف للطائرات المصرية وهي على الأرض وقبل أن تقلع من المدارج. ورداًعلى هذه الانتقادات قال سعيد: "لا تستطيع أي صحيفة أو إذاعة أو قناة تليفزيونية عندما يأتي إليها بيان من أي وزير في الدولة وهي في حالة حرب أن تمتنع عن نشره".