يبدو أن الرئيس الروسي سيعمل جاهدا على تقريب وجهات النظر مع نظيره الأمريكي، خاصة بشأن سوريا، حيث يعتزم بوتين إقناع ترامب بمغادرة سوريا في وقت قريب جدا، وفق رغبة الأخير. ويتمتع بوتين بنفوذ كبير في سوريا، كونه تمكن من إدارة علاقات معقدة مع جميع الفرقاء الأساسيين (النظام السوري وإيران وتركيا وإسرائيل)، مع حفاظه على علاقات منتظمة مع القادة في الخليج العربي. واليوم، وفقًا للكاتب البريطاني مكسيم سوشكوف، فقد يسعى بوتين إلى إقناع ترامب بأن الجيش السوري سيتولى زمام المبادرة في العمليات المقبلة، وأنه لن يكون هناك تدخل من جانب إيران وحزب الله، بحسب سبوتنيك. اقرأ أيضًا: تفاصيل معركة بين واشنطنوروسيا كادت تشعل حربا عالمية في دير الزور الكاتب أوضح أنه في ظل تأكيدات روسيا بأنه لن يتم السماح سوى للجيش السوري بالانتشار في جنوبسوريا ووسط تقارير تفيد انسحاب الميليشيات الإيرانية، من الصعب رؤية كيف يمكن تبرير موقف الولاياتالمتحدة. جون هانتسمان سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في روسيا، قال: إن "البيت الأبيض لا يزال يتطلع إلى عقد اللقاء بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب". أما صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، فذكرت أن سوريا أحد المجالات القليلة التي تشهد اتصالات كثيفة بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية والتي يمكن أن يتم فيها تحقيق التقارب بينهما، ومن الضروري للحفاظ على منطقة خفض التصعيد في جنوبسوريا، عقد لقاء جديد بين الرئيسين الروسي والأمريكي. وتم إعلان اتفاق إقامة منطقة خفض التصعيد في جنوبسوريا بعد لقاء بوتين وترامب في فيتنام في نوفمبر من العام الماضي 2017. اقرأ أيضًا: سوريا تحبط مؤامرة أمريكية حول هجوم كيماوي جديد والآن هناك خطورة في أن تواصل إسرائيل ضرباتها على مواقع قوات موالية لدمشق في هذه المنطقة، ما يهدد استمرار منطقة خفض التصعيد في جنوبسوريا، بحسب الوكالة الروسية. لكن من أجل الحفاظ على منطقة خفض التصعيد في جنوبسوريا يتطلب الأمر أيضًا خروج قوات رديفة للجيش السوري وقوات المعارضة السورية من هذه المنطقة. وستكون سوريا أحد الموضوعات الرئيسية المُدرجة على جدول مباحثات بوتين وترامب المنتظرة إلى جانب أوكرانيا والاستقرار الاستراتيجي، وقد تكون الموضوع الوحيد الذي يتم التوصل إلى اتفاق بشأنه، وفقًا للصحيفة الروسية. المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف كان قد أشار في وقت سابق إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب وافقا على بيان مشترك حول سوريا، بشأن التزام دمشق بعملية جنيف والإصلاح الدستوري وإجراء الانتخابات بموجب القرار الدولي 2254. اقرأ أيضًا: لماذا تخلت روسيا عن إيران في سوريا؟ وأشاد بوتين وترامب بتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة حول الالتزام بعملية جنيف والإصلاح الدستوري وإجراء الانتخابات بموجب القرار الدولي 2254. وجاء في البيان المشترك الروسي الأمريكي، أن الرئيسين ترامب وبوتين أعربا عن توافقهما على أن الصراع في سوريا لا حل عسكريا له، وأن التسوية النهائية يجب أن تكون في أطر عملية جنيف، بحسب روسيا اليوم. وفي هذا الإطار، شدّد الرئيسان على التزامهما بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها وعلمانيتها وفقا للقرار الدولي ذي الصِّلة، ودعا بوتين وترامب الأطراف السورية كافة إلى المشاركة الفاعلة في عملية جنيف السياسية ودعم الجهود الرامية إلى إنجاحها.