في الوقت الذي مُنيت فيه ميليشيات الحوثي بخسائر فادحة في مناطق شاسعة بالأراضي اليمنية، إلا أنها لم تتواني عن شن حملة اعتقالات واسعة لشباب مدينة الحديدة، وذلك بتهم "الخيانة والتآمر"، والعمل مع قوات المقاومة اليمنية التي اقتربت من السيطرة على المدينة الاستراتيجية الواقعة غربي اليمن. فقد أطلق الحوثيون عربات تحمل مكبرات صوت، تطلب من المواطنين في المدينة "عدم تصديق" وصول قوات المقاومة المشتركة إلى مشارف المدينة، وحثهم في المقابل على مشاهدة منابر الحوثي الإعلامية، وفقًا ل"سكاي نيوز". الدعوات الحوثية تؤكد حالةَ الهلع التي انتابت المتمردين المتحالفين مع إيران، في ضوء الانتصارات الميدانية الأخيرة والتقدم المستمر لقوات المقاومة المشتركة، بإسناد ومشاركة من القوات الإماراتية العاملة ضِمن تحالف دعم الشرعية، واقترابها من السيطرة على المدينة الاستراتيجية. اقرأ أيضًا: اليمن في قلب التحالف.. وجسر جوي بين صنعاء والقاهرة وفي ظل الانهيار المستمر في صفوفها تحاول بشكل يائس رفع الروح المعنوية عبر مكبرات الصوت، مع تهاوي جبهاتها؛ في ظل استمرار تقدم قوات المقاومة المشتركة إلى مشارف المدينة. ليس هذا فحسب، فقد قام وزير الداخلية في حكومة الانقلاب، عبدالحكيم الماوري، بزيارة إلى مدينة الحديدة في محاولة لضبط الوضع الأمني، حيث يخشى الحوثيون اندلاع انتفاضة شعبية داخلية بالموازاة مع تقدم قوات المقاومة المشتركة، وذلك بعدما عانى المواطنون داخل المدينة قمع واضطهاد الميليشيات على مدى 3 أعوام، بحسب "سبق" وتشكّل عملية الاعتقالات في صفوف الشباب في المدينة، جزءًا من محاولات الحوثيين الحفاظ على قبضتهم الأمنية على المدينة، وتعبيرًا عن خشيتهم من أن يلعب أولئك الشباب دورًا في توجيه الشارع للانتفاضة ضدهم، وخلخلة قبضتهم الأمنية. في حين دفع المتمردون بتعزيزات إلى جبهات القتال في مديرية الدريهمي، من محافظة حجة ومديرية القناوص بالحديدة، خاصة بعد فرار وانسحاب كثير من مقاتليهم من أبناء المحافظات الأخرى. اقرأ أيضًا: البهائية في اليمن│ترامب يحذر الحوثيين.. ويعلن حالة الطوارئ لكن يبدو أن التحركات التي تقوم بها الميليشيا الحوثية، لم تكن ذات موضع اهتمام، وذلك بعد دعوات قيادات الحديدة للقبائل وأبناء الحديدة للانتفاضة ضد الحوثيين، والمساهمة في طردهم من مناطقهم. وتحركت قوات ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية والتهامية باتجاه المدينة، وقاموا بتمشيطها من ميليشيات الحوثي، وسط وصول تعزيزات جديدة، وفقًا لمصادر يمنية. فمعركة تحرير مدينة الحديدة ومينائها دخلت مرحلة جديدة بعد الانتصارات الكبيرة، التي تحققت خلال ال72 ساعة الماضية، وتم خلالها تحطيم دفاعات مليشيات الحوثي وتحرير معظم مناطق مديريتي التحيتا والدريهمي، بحسب اليمن برس. يمكن القول إن صفوف مليشيات الحوثي بدأت تشهد تراجعًا ميدانيًا في مختلف الجبهات بالتزامن مع وصول القوات المشتركة إلى مشارف الحديدة، تمهيدًا لتطهيرها من مسلحي الحوثي ودحر المخطط الانقلابي في اليمن. اقرأ أيضًا: ساعة الصفر تقترب.. المقاومة اليمنية تستعد لشق القلب الحوثي ولقي عدد كبير من عناصر ميليشيات الحوثي الموالية لإيران مصرعهم خلال مواجهات مع قوات المقاومة اليمنية في مديرية الدريهمي، وسط خسائر كبيرة ومتسارعة في صفوفهم، ما دفع زعيمهم عبدالملك الحوثي إلى استجداء مسلحيه لعدم الفرار. وتحاول قيادات ميليشيا الحوثي حشد المدنيين ومناصريها لصد تقدم قوات الشرعية وقوات التحالف، والتغطية على الخسائر المستمرة في صفوف الميليشيات معلنين "النفير العام"، فيما أكد المالكي "انهيار وهروب" أعداد كبيرة من صفوف المتمردين. وتواصل قوات المقاومة اليمنية بمشاركة القوات السودانية العاملة ضمن التحالف العربي وبإسناد جوي وبري وبحري من القوات الإماراتية تقدمها شمالا بالتزامن مع استمرار زخم العمليات في أكثر من اتجاه حتى تحقق أهدافها النهائية.