يحتفل العالم في الثاني والعشرين من إبريل من كل عام ب"يوم الأرض"، وهذه تعد المرة ال48 على تلك الفاعلية، ويعود ذلك الحدث لعام 1970، عندما لاحظ السيناتور الأميركي، جايلورد نيلسون، وجود حيوانات نافقة بالقرب من المحيط الهادي. وعلى الرغم من ملاحظة تأثر البيئة بالملوثات التي تنتج من الاستخدام غير النظيف للطاقة، فإن معظم الدول لم تلتزم بالاتفاقيات التي وقعتها في القمم التي كان بداية تنظيمها في عام 1972. ويشير تقرير نشره موقع "لانسيت" الطبي إلى أن التلوث كان له صلة بوفاة تسعة ملايين شخص حول العالم في عام 2015، وأن جميع حالات الوفاة تقريبا وقعت في دول ذات دخل منخفض أو متوسط، وأن تلوث الهواء كان له التأثير الأكبر، إذ إنه كان السبب في ثلثي حالات الوفاة جراء التلوث. الخبير البيئي عبد المولى إسماعيل يوضح في تصريحات خاصة ل"التحرير"، أن الهدف من الاحتفال بيوم الأرض، هو حمايتها من الآثار السلبية التي تؤدي إلى التلوث، مشيرًا إلى أن زيارة السيناتور الأمريكي، جايلورد نيلسون، ومساعده، سانتا باربارا، بولاية كاليفورنيا عام 1969، ومشاهدتهما كميات النفط الكبيرة التي تلوث مياه المحيط الهادي بشكل كبير، وتهديد حياة الأسماك والطيور المائية كان وراء جعل هذا اليوم ذكرى من كل عام للتذكرة. وأوضح أن السيناتور طلب إصدار قانون لحماية البيئة، وأسس مؤسسة للاحتفال بيوم الأرض، والتوعية بأضرار ومخاطر التلوث والدمار الذي يمكن أن يحدث لكوكب الأرض نتيجة الانبعاثات الضارة، لافتًا إلى أن الولاياتالمتحدة والصين من أكثر الدول الملوثة للبيئة في العالم، ولا تلتزمان ب80% بالاتفاقيات الخاصة بالجانب البيئي وتحاولان تحميل هذه المشكلات لبلدان الجنوب. عبد المولى أشار إلى وجود انتهاك كبير لكل الاتفاقيات الخاصة بمجال البيئة، بالإضافة إلى استخدام تكنولوجيا ملوثة لها، مشيرًا إلى أن مصر تتأثر بشكل كبير، لأنها تستورد صناعات ملوثة للبيئة لاستخدامها في صناعات البتروكيماويات الأسمنت والسيراميك. وفي عام 1990 تأسست منظمة دولية ضمت 141 دولة للاهتمام ببيئة كوكب الأرض، ومع مرور الوقت أصبح يحتفل الآن 184 بلدا بهذا اليوم، في الوقت الذي لا تلتزم فيه مصر بالاتفاقيات الملزمة لها في مجال البيئة، كما تجاهلت وزارة البيئة الاحتفال بيوم الأرض، مكتفية بعقد مؤتمر حول فرص التمويل لتنمية صناعة قطاع المخلفات فى مصر. ويقول الدكتور مجدي علام، الخبير البيئي، إن من أسباب زيادة معدلات تلوث الهواء فى مصر تتمثل فى أن القوانين البيئية لا يتم الالتزام بها فى المنشآت الصناعية الجديدة، إذ إن منشآت التلوث من المسابك حتى المصانع الكبرى يحدد لها اشتراطات بيئية، مشيرًا إلى أن مصر ضمن أكثر 9 عواصم فى تلوث الهواء. وأشار علام في تصريحات خاصة ل"التحرير" إلى أن العالم سيتعرض لكوارث طبيعية، إذا لم يتم خفض نسب الكربون خلال ال25 عامًا، وأن المناخ سيفسد ولن يجدي شيئا بعد ذلك، وسيدفع الجميع ضريبة عدم احترام البيئة.