هناك شيء ما جذاب في دور الشخصية الشريرة في الأفلام، قد لا نستطيع أن نحدد مصدره، ومع ذلك لا يمكننا أن ننكر أننا أحيانًا كثيرة نحب الشخصية الشريرة بقدر خوفنا منها، وكلما زاد إتقان الممثل للدور الشرير كلما اضطربت مشاعرنا تجاهه، هل نحبه؟ هل نكرهه ونتمنى أن ينتهي الفيلم بالنهاية التقليدية ونصرة الخير على الشر حتى لو كان الاخير أكثر ذكاءَأ، موقع Rotten Tomatoes لتقييم الأفلام يتطرق في تقريره لأبرز الشخصيات الشريرة في تاريخ السينما، ممن تركونا حائرين بين الحب والخوف من شدة إتقان الممثل لدوره. 1- توم هاردي في دور باين الممثل توم هاري معروف بأدواره الدرامية المعقدة، إلا أن دوره في فيلم The Dark Knight Rises شكل مفاجأة بالنسبة لكثيرين، ربما لصعوبة التعرف عليه من وراء القناع الذي ارتداه طيلة الفيلم، وربما بسبب تلبسه المحترف للشخصية؛ فدور الحارس الشخصي لتاليا الغول، وقائد ثورة تدمير مدينة جوثام التي يحميها باتمان، كان يليق به، بل -لو تحرينا الدقة- خٌلق من أجله، فجملته الخالدة ل"باتمان" (أنا لم أتكيف مع الظلام مثلك، أنا ولدت فيه) ما زالت تثير القشعريرة حتى الآن رغم صدور الفيلم من أكثر من 6 أعوام. 2- صامويل إل جاكسون في دور مستر جلاس كل شخصية شريرة بحاجة إلى بطل خارق لإنقاذ البشرية منها، ومستر جلاس في فيلم Unbreakable وجد في بروس ويليس (قام بدور ديفيد دن) ندًا له، صامويل إل جاكسون نجح في أن يظهر الاضطراب النفسي للشخصيات الشريرة، فعلى الرغم من امتلاكه موهبة خارقة إلا أن أعوام من الإهمال وسوء المعاملة حولوه إلى واحد من أقسى أشرار السينما الHجنبية. 3- ريبيكا رومين في دور ميستيك على الرغم من أن موهبة ميستيك الخارقة تمكنها من التنكر في هيئة أي شخص تريد، إلا أن لونها الأزرق قادر على إثارة الرعب لدى المشاهد والممثلين على حد سواء بمجرد رؤيته، ميستيك التي لعبت دور مساعدة ماجنيتو -الشرير الرئيسي في سلسلة X-Men-، كانت تعتمد على مهاراتها القتالية وموهبتها التي تشبه الحرباء لخداع الشخصيات بذكائها قبل أي شيء، لتكون أكبر مثال على أن الخداع المعنوي قد يكون مخيف بنفس قدر القوة الجسدية. 4- كريستوفر ريف في دور باد سوبرمان عندما يتعرض سوبرمان لسموم "جاس جرومان" الشرير في سلسلة Superman III لعام 1983، يتحول إلى شخص أناني سيء يفضل أن يقضي وقت مع النساء على أن ينقذ حافلة ممتلئة بالركاب على جسر منهار، صعوبة إتقان ريف لهذا الدور، وسبب انضمامه إلى هذه القائمة يكمن في أنه كان يلعب كل من الشخصية الطيبة والشريرة في الفيلم. 5- ميشيل فايفر في دور كات وومن استطاعت "فايفر" احتلال مكان في هذه القائمة، بسبب قدرتها على التميز في دور Cat Woman على الرغم من أن كثيرات لعبن هذا الدور ومن ضمنهن النجمة هالي بيري، إلا أن فايفر في جزء Batman Returnsعام 1992 استطاعت أن تضع بصمتها على هذا الدور بحيث لم يفارق ذاكرتنا حتى الآن. 6- سبيستيان ستان في دور ذا وينتر سولجر على الرغم من أنه ليس شرير بالفطرة، وإنما تم التلاعب به واستخدامه كسلاح في يد هيدرا في فيلم Captain America: The Winter Soldier، إلا أن أداء سيبستيان الدرامي للشخصية أهله بسهولة لاحتلال مركز في هذه القائمة، فدور الجندي الذي يتم التلاعب به من قبل السوفييت لم يكن دورًا سهلًا، إلا أنه استطاع أن يجعلك تبكي من إتقانه للدور وفي نفس الوقت تكرهه بعد خيانته لصديقه القديم كابتن أمريكا. 7- ألفريد مولينا في دور دكتور أوكتبوس دكتور أكتبوس في فيلم Spider-Man 2 هو ضحية بقدر ما هو جاني، فطيلة الفيلم يضعك دكتور أوكتبوس معه في نفس الصراع ما بين تحقيق شغفه، ومحاولته تدمير سوبرمان، لا عجب أن الفيلم كان من الأفلام الناجحة في شباك التذاكر الأمريكية إبان عرضه بإيرادات 783.8 مليون دولار. 8- إيان ماكلين في دور ماجنيتو الدور النفسي الذي قام به ماجنيتو في سلسلة The X-Men يمكن أن يخلد، فليس من السهل أن يقنعك الشخص الشرير بوجهة نظره، ولكن إيان فعلها، حيث استطاع التلاعب أكبر عدد من المتحولين طيلة أجزاء الفيلم وضمهم إلى الجانب الشرير بقوة حجته، بحيث أصبح أيقونة للشخصية الشريرة في تاريخ السينما. 9- توم هيدليستون في دور لوكي القدرة على الإقناع والتلاعب هي إحدى أهم نقاط قوة لوكي، فهو ملك الأكاذيب كما يلقب، غيرة لوكي من أخيه ثور في فيلم Thor جعلته ناقمًا وغاضبًا عليه طيلة حياته؛ ليتحول إلى الجانب الشرير، براعة توم في أداء كانت بجعلك تصدقه، فأنت تعلم أنه يكذب ولكن هذه البراءة والوجه الصادق لا يمكن أن يكون مخادع، لكنك غالبًا تكون واهمًا هو كاذب ومخادع. 10- هيث ليدجر في دور جوكر مايجعل شخصية الجوكر جذابة، هو أنه لا يمكن تحديد أهدافه، لو شاهدت فيلم The Dark Knight ستخرج منه وأنت لا تعلم أي شيء عن الجوكر، لا تعرف كيف حصل على ندبته، كيف أصبح بهذه الدرجة من الاضطراب النفسي، لا تعرف لماذا يكره باتمان كراهية جحيمية، لكنك تعرف بكل تأكيد أنه يرغب في أن يشاهد العالم بأكمله ينهار، وسيبذل أقصى جهده لكي يفعل ذلك، وقطعًا، لن يترك باتمان يوقفه. في السينما المصرية، حفر محمود المليجي وزكي رستم أسمائهم في ذاكرتنا، فحتى الآن عندما نسمع كلمة الشرير يتبادر إلى أذهاننا تلك الأسماء، ليسوا وحدهم فالئمة تطول وينضم لها توفيق الدقن بواحدة من أشهر العبارات في تاريخ السينما (العلبة دي فيها فيل)، حتى الآن تظل تلك الأدوار تداعب مخيلتنا مثيرة حنينا إلى زمن الفن الجميل.