استضافت جريدة «التحرير»، اليوم الخميس، ندوة بعنوان: «في انتظار الولاية الثانية للرئيس.. من المسؤول عن التعثر الديمقراطي في مصر؟»، بحضور نخبة من المفكرين والسياسيين والبرلمانيين، على رأسهم النائب البرلماني، المهندس أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، والدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية ووزير الشباب والرياضة الأسبق، والدكتور عبد المنعم سعيد المدير السابق لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتورة نيفين مسعد أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور سمير مرقص الكاتب والمفكر السياسي، وأدار الندوة الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. قرطام: الحُكم خلال العقود الماضية خوّف الشعب من التعبير عن رأيه قال المهندس أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، إن الديمقراطية وسيلة هامة جدًا للوصول إلى الحكم الرشيد، فالنظام الديمقراطي ركيزة المعاصرة والحداثة لملاحقة التيار المتسارع، مشيرًا إلى أن الحكم الدستوري الديمقراطي هو توازن دقيق بين سلطات الدولة والمجتمع. وأوضح رئيس حزب المحافظين، أن «كل إنسان بطبيعته لديه حب الاستزادة من السلطة، لدينا دستور جيد، وسيتم تفعيله خلال الفترة القادمة»، موضحًا أن الحكم خلال العقود الماضية أدى لتخوف الشعب من التعبير عن رأيه. للمزيد علي الدين هلال: البعض يرى المشاركة الشعبية في السياسة «خطرا» تحدث الدكتور علي الدين هلال، عن الحاجة إلى استخلاص مفهوم علمي للديمقراطية من واقع التاريخ المصري، وتاريخ الدول الأخرى. وأضاف: «عن أي ديمقراطية نتحدث.. هذه الكلمة أصبحت كاللبانة من كثرة استخدامها، وعدم تحديد مضمونها، فالديمقراطية الليبرالية هي التي تربط بين الحريات والنظام الرأسمالي، فيما يعرفها آخرون بأنها الالتزام بحرفية الدستور والقانون». للمزيد هل المجتمع يتقبل الديمقراطية في ظل ارتفاع نسبة الأمية؟ الدكتور عمرو الشوبكي، طرح عدة تساؤلات: «هل المجتمع يتقبل الديمقراطية في ظل ارتفاع نسبة الأمية؟ وهل قضية التحوّل السياسي لها تحديات؟ وهل الحديث عن دولة القانون مشروع مؤجل؟ وهل الأولوية لدولة القانون أم للتحول السياسي؟ أم أن دولة القانون تؤدي لتحول سياسي؟»، مضيفًا: «نناقش الأمر ليس بمنطق أن هناك شعوبًا غير قابلة للتقدم والديمقراطية، بل نتحدث عن التحوّل الديمقراطي في مجتمعات تشبه مجتمعاتنا، ونتحدث عن دولة القانون والمؤسسات». للمزيد سمير مرقص: الحالة الديمقراطية في مصر «تاهت» الدكتور سمير مرقص، الكاتب والمفكر السياسي، يرى أن الأجيال الجديدة في مصر رافضة لفكرة الانخراط في الأحزاب التقليدية والكلاسيكية، وهو أمر يدعو للتفكير، مشيرًا إلى أن الحالة الديمقراطية تاهت وتأجلت مقابل اللحظة التي نعيشها الآن، ولم نستكمل الموجات الحراكية للتغيير». وأوضح أن ثورة يناير رسالة واضحة تمامًا لكل ما يهدد فكرة الديمقراطية، و30 يونيو رسالة للاستبداد الديني، وما حدث بعد ذلك أن مصر انشغلت، ولم تستطع مواصلة المهمة التاريخية في الحالة الحراكية، لأنها وجدت دولة مترهلة يجب إعادة بنائها. للمزيد نيفين مسعد: الدولة والمواطنون لا ينحازون للديمقراطية قالت الدكتورة نيفين مسعد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هناك مزجًا بين الديمقراطية والبعد الاجتماعي، موضحة أن الفئة التي تطالب بالمساواة في المطلق لا تتحدث بواقعية، وأوضحت أن المساواة ليست حسابية، بل ما يجب وجوده هو «العدالة». وأشارت نيفين، إلى أن الديمقراطية لها أشكال مختلفة، لافتة إلى نموذج «ديمقراطية الأغلبية»، الذي ساد خلال فترات ماضية، ثم «الديمقراطية التوافقية» لتقسيم المناصب إلى حصص بين المذاهب والقوى المختلفة، ثم «الديمقراطية التشاركية»، أي الاشتراك في صنع القرار بعيدًا عن المحاصصة. وأوضحت أن السبب في «خلل المسار الديمقراطي» هو وجود مؤسسات بلا مضمون، شارحة: «لدينا تنظيمات من حيث الشكل، وليس بها جوهر العمل المؤسسي، على المستويين الرسمي وغير الرسمي». للمزيد عبد المنعم سعيد: التعامل مع الفقر أهم من الديمقراطية قال الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، والرئيس السابق لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه لا بد من تأصيل قضية التحول الديمقراطي. وأوضح أنه يعتبر الديمقراطية أسوأ النظم السياسية؛ لأن لها تجمعًا ما بين المركزية الشديدة والتفكك أو الفوضى، والنجاح بها يتوقف على قدرة النخبة السياسية على قيادة المجتمع باختلافاته. للمزيد علي الدين هلال: لا يمكن بناء دولة قوية على أنقاض مجتمع ضعيف قال الدكتور علي الدين هلال، إن الدول القوية لا تكتسب قوتها من حجم ملكيتها لأدوات الإنتاج وتدخلها في الحياة الاقتصادية، إنما من خلال قدرتها على تنظيم كل جوانب المجتمع، والتي لها مساحة من حرية الرأي، مؤكدا أنه لا توجد دولة محايدة، فالدولة مجموعة مؤسسات تديرها مجموعة أشخاص لهم انحيازات محددة. للمزيد الشوبكي: الحديث عن تآمر الغرب على مصر «خرافات» قال الدكتور عمرو الشوبكي، إنه لا بد من تأمل اللحظة الراهنة، معقبًا: «نقول كلامًا عقلانيًا على المستوى الاقتصادي، لكن على المستوى السياسي نردد العكس، ويقال في بعض الأحيان أشياء مثل الخرافات، ومنها أن الغرب متآمر على مصر، بينما نسعى للاقتراض من البنك الدولي، وندعي أن دولا تتدخل في شأننا سياسيًا وتتآمر علينا، وفي نفس الوقت، نطلب دعمها الاقتصادي، فهذا الحديث يلغي خطاب العقل». للمزيد تغريدات #ندوة_التحرير