كريم ربيع وأشرقت عرابي ديدان، حشرات، عقارب، خضار غير نظيف، هذا بعض مما يقدم لطلبة وطالبات المدن الجامعية، فلا رقابة ولا اهتمام، حتى التحقيقات الإدارية لا نعلم نتائجها، والنتيجة النهائية أمراض كثيرة تصيب الطلاب.. أسيوط.. عقارب في الفول عثرت طالبات المدينة الجامعية بجامعة أسيوط، أمس، على عقارب داخل إحدى الوجبات المقدمة لهم من المدينة، القصة بدأت حينما تداول عدد من طلاب وطالبات الجامعة، عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعى، صورا لعقرب فى طبق فول ضمن إحدى الوجبات. قال رفيق محمد، رئيس اتحاد طلاب جامعة أسيوط، إنه تسلم شكاوى من طالبات المدينة الجامعية للبنات بالجامعة، تؤكد العثور على عقرب فى طبق الفول المصروف من منفذ التغذية الخاص بالمدينة الجامعية، وتم تحريز طبق الفول وعينة من وعاء الفول بالمطعم، وسيتم تحليل العينات واتخاذ الإجراءات القانونية ومحاسبة المسئولين عن التقصير فى حالة ثبوت الواقعة. رئيس الجامعة يفتح تحقيقًا في الواقعة أمر الدكتور أحمد عبده جعيص رئيس جامعة أسيوط، بفتح تحقيق عاجل لمعرفة حقيقة وأسباب ما حدث، وكيف تسللت العقارب إلى المطعم، والتنبيه على جميع الطالبات بعدم تناول الفول حتى يتم الانتهاء من التحقيقات، مؤكدا حرصه على سلامة ال16 ألف طالب وطالبة من أبناء الجامعة المغتربين فى المدينة الجامعية. وقال عرفة أبو العلا مدير عام المدن الجامعية، إنه وقف صرف وجبة الفول مع استبدال وجبات أخرى بها لحين التأكد من سلامتها، مع فحص أجولة الفول الموجودة بالمدينة الجامعية، ولم يتلق أى شكاوى من الطالبات منذ أمس، ولم يتم رصد أى حالات تسمم غذائي، وأكد أنه تم التحفظ على طبق الفول وسماع أقوال الطالبة صاحبة الواقعة، وأخذ عينة من وعاء الفول بالمطعم والذى صرفت منه الوجبات وتحليلها. وزير التعليم العالي: عقوبات رادعة تنتظر المتسببين في فساد الوجبات كان الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، طالب بضرورة رفع جودة الطعام وتقديم وجبات غذائية متوازنة للطلاب المقيمين بالمدن الجامعية، تفى باحتياجات الجسم فى المرحلة العمرية للطالب، وتخضع للإشراف الطبى والصحى. وشدد الوزير على ضرورة المتابعة الدورية والرقابة المشددة، للتأكد من نظافة المطابخ والمطاعم وصالات الطعام، والقائمين على تجهيز الوجبات الغذائية، وتطبيق عقوبات رادعة على كل المتسببين فى فساد الوجبات التى توزع على الطلاب فى المدن الجامعية. تسبب أمراضا خطيرة كشف الدكتور مجدي نزيه رئيس قسم التثقيف الغذائي في المعهد القومي للتغذية، عدم وجود أية جهة تراقب عمل إدارات التغذية في الجامعات، وإنها هي المنوط بها التعاقد مع المتعهدين والموردين للجامعات، والرقابة على نفسها في الوقت ذاته. وأوضح نزيه أن وجود حشرات وديدان وعقارب، يدل بما لا يدع مجالاً للشك، أن هذا الطعام والخضار لا يهتم بغسله أو نظافته أحد، وهذا يسبب مشاكل صحية بالغة، وأمراضًا في غاية الخطورة، حيث إن يرقات -بيض- الديدان يدخل جسم الإنسان، ليفقس بداخله، وتنتشر الديدان والطفيليات داخله. وطالب رئيس قسم التثقيف الغذائي في المعهد القومي للتغذية، كل من يتعامل مع الأطعمة، بضرورة غسل الطعام وتنظيفه جيدًا، وأكثر من مرة، وخلق تلك الثقافة في نفوس أبنائنا. الفساد والرشاوى كلمة السر أكد الدكتور مصطفى رجب، الخبير التربوى وعميد كلية التربية الأسبق بجامعة سوهاج، أن الجهة المنوط بها مراقبة الطعام في المدن الجامعية، هي هيئة الإدارة العامة بالجامعة، وتضم أطباء بيطريين ومهندسين زراعيين، يفترض بهم الإشراف على جودة اللحوم والأطعمة المُقدمة للطلبة، والتعاقد مع شركات توريد أغذية ومطاعم من خارج الجامعة. وتابع رجب: «يجب أن يتأكد الأطباء البيطريون والمهندسون الزراعيون من صحة تلك الأطمعة، المقدمة للطلبة بشكل دائم، بعد التعاقد مع الشركات أو المطاعم». وطالب الخبير التربوى وعميد كلية التربية الأسبق بجامعة سوهاج، بضرورة إحالة كل المتعاقدين على الأغذية الفاسدة للتحقيق ليس بتهمة التقصير وتلقى الرشاوى، وتحويل القضية لجنحة جنائية، أو مجرد قضية إهمال، بل شروع في قتل، فمن الممكن أن يتسمم الطلاب. وتساءل الدكتور مصطفى رجب، لماذا لا تتولى الجامعات التي تضم كليات زراعة، توريد اللحوم والخضراوات ومنتجات الألبان، حيث إن تلك الكليات بها أقسام إنتاج حيواني واقتصاد زراعي. محاسبة الجميع قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إن إدارة الجامعة مسئولة بشكل كامل عن سلامة الطعام، ومن المفترض ألا يمر أى طعام دون اطلاعها عليه، واتخاذ إجراءات تخص المتابعة المستمرة بعد التعاقد مع المتعهدين، فهناك المتخصصون في الصحة يتأكدون من صلاحية الطعام، وهناك من يشرف على أدوات الطهي للتأكد من سلامتها ونظافتها. وأوضح مغيث أنه يجب معاقبة كل المتسببين في تقديم أغذية ملوثة بالحشرات، بداية من المتعهد الذي ورّد «الفول» الذى يحوي عقارب وحشرات، وأيضا المسئولين عن الطعام ونظافته، وصولاً للمسئولين عن مراقبة الغذاء، مشددًا على عمل لوائح يتم فيها تغليظ العقوبات على المخالفين.