الزمان: التاسعة مساء أمس. المكان: شارع قصر النيل، فى وسط القاهرة. المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس العسكرى، مرتديا بدلة «كلاسيك»، كحلى وكرافت بنفس اللون، يتجول بين المواطنين، بكل سهولة، ودون حراسة، ودون مصاحبة أى من وسائل الإعلام. كان إلى جواره سكرتيره الشخصى فقط. «التحرير» كانت موجودة فى شارع قصر النيل، ولاحظت تجمع المواطنين الذين أحاطوا بالمشير، وحرصوا على تصويره بالموبايل، والسير إلى جواره، ومرافقته حتى مغادرة منطقة وسط البلد. اقتربنا من المشهد، ورصدنا تفاصيله. حركة المشير اقتصرت على السير على الرصيف، بجوار واجهات محلات الملابس، التى خرج أصحابها والعاملون بها، للترحيب به، ورؤيته عن قرب. بعضهم استوقفه لمصافحته، وآخر توجه بالدعاء له، على طريقة «ربنا يحميك يا افندم»، وشخص ثالث سار إلى جواره، وتحدث إليه فى أحوال المعيشة، وعبر له عن رغبة المصريين فى الاستقرار وعودة الأمن إلى الشوارع، بينما صاح أحد المارة «يحيا المشير». الابتسامة التى علت وجه طنطاوى، هى رد الفعل الوحيد على كلمات المواطنين وهمساتهم له، ولم تتجاوز كلماته حدود الشكر، لمن التفوا حوله، وامتنانه لترحيبهم به. وبمجرد وصول المشير إلى نهاية شارع قصر النيل، قرب تمثال مصطفى كامل، انتظر للحظات حتى قام أمين شرطة، بإيقاف حركة السيارات فى إشارة المرور، ليعبر طنطاوى ومعه عدد من المواطنين، لم يتركوه يستقل سيارته بسهولة. بعضهم استوقفه أمامها، ليكرر عليه ما قاله مواطن آخر، بخصوص الانفلات الأمنى، وضرورة عودة الأمن إلى الشارع، والاهتمام بالفقراء، وقبيل ركوب السيارة أصر شخص مُسن، ذو لحية بيضاء، على الحديث إلى المشير فى نفس الموضوع. وذكر له شكواه من عدم توافر فرص عمل للشباب، حتى بعد قيام ثورة 25 يناير. بعدها انطلقت سيارة المشير، بينما وقف المواطنون لدقائق يتحاورون فى ما بينهم، بشأن الزيارة المفاجئة للمشير فى وسط البلد، خصوصا أنها تعد الثالثة منذ اندلاع الثورة، بعد زيارة ميدان التحرير مرتين فى أثناء أحداث الثورة وبعد تنحى مبارك. عشرات المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية تداولت المشاهد التى بثها برنامج «مباشر من مصر» على القناة الفضائية المصرية، لجولة المشير، بينما امتلأ موقعا التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر» بتعليقات عن جولة وسط البلد المفاجئة.