بحثت روسيا وإيران، اليوم الجمعة تنسيق المواقف قبيل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية يومي 29 و30 من يناير الحالي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، خلال لقاء مع نظيره الإيراني، حسين أنصاري، في موسكو، اليوم، إن هذا اللقاء يحمل أهمية كبيرة بالنسبة لنا، لأنه يهدف إلى توضيح الحيثيات وتنسيق الخطوات في إطار جهود لتسوية الأزمة السورية. وسيتوجه أنصاري من موسكو إلى منتجع سوتشي للمشاركة في اللقاء الثلاثي للدول الضامنة لمفاوضات أستانا وهي روسياوتركيا وإيران، ضمن جهود التحضير لمؤتمر ما يسمى ب "الحوار الوطني السوري" المتوقع انعقاده يومي 29 و30 يناير. في نفس السياق استقبل وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، يوم أمس الخميس، رئيس الأركان التركي خلوصي آكار ورئيس الاستخبارات الوطنية التركية هاكان فيدان لبحث الوضع في الشرق الأوسط عموما، والأوضاع في سوريا على وجه الخصوص. وذكر بيان لوزارة الدفاع الروسية، أنه تم بحث القضايا المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط وغيرها من المواضيع الملحة ذات الاهتمام المشترك. من جانبه عقد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري جيراسيموف، لقاء منفصلا مع آكار وفيدان، تمحور حول الوضع في سوريا، بما في ذلك تنفيذ الاتفاقات الموجودة حول ضمان عمل مناطق خفض التصعيد والحفاظ على نظام وقف العمليات القتالية فيها، حسب بيان لوزارة الدفاع الروسية. وذلك في إشارة إلى عدم رضاء روسيا بشأن العمليات العسكرية التركية في عفرين. كما بحث الجانبان حالة وآفاق التعاون العسكري الثنائي، والقضايا الملحة المتعلقة بضمان الأمن في المنطقة. الجدير بالذكر أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن أن بلاده تعتزم القيام بعملية عسكرية عفرين ومنبج، متهما واشنطن بعدم الالتزام بوعودها، وأضاف أن أنقرة ستنسق عملية عفرين مع روسيا وإيران. وأوضح أوغلو، أن الولاياتالمتحدة لم تف بوعودها بشأن منبج والرقة، مشيرا إلى انعدام ثقة أنقرةبواشنطن. وقال "إننا نريد رؤية خطوات ملموسة من قبل واشنطن نحو إنهاء التعاون مع المجموعات الإرهابية"، في إشارة إلى الفصائل الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي شمال شرق سوريا. وأكد أوغلو، أن بلاده ستتدخل في عفرين ومنبج لدرء خطر ما تعتبره أنقرة تنظيمات إرهابية كردية، مشيرًا إلى أنه حذر واشنطن من "أننا لا نريد المواجهة مع الحليف هناك". كما دعا الوزير التركي روسيا إلى عدم معارضة العملية التركية المرتقبة في عفرين، ووعد بالتنسيق مع موسكو فيما يتعلق بوضع المراقبين الروسي في تلك المنطقة، مؤكدًا أن أنقرة تنوي التنسيق مع موسكو وطهران حول تنفيذ عملية جوية في عفرين. وفي هذا الصدد أيضا طالب بضرورة إيقاف تقدم القوات الحكومية السورية في إدلب. على خلفية هذا المشهد، ورغم مساعي روسيا وإيران وتركيا إعطاء انطباع بأن العلاقات جيدة بينها، إلا أن العديد من التقارير يشير إلى أن مؤتمر ما يسمى ب "الحوار الوطني السوري" المقرر عقده في سوتشي في نهاية يناير، مهدد بعدم الانعقاد، أو على الأقل لن يسفر عن أي نتائج. ورأت التقارير أن تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشن عملية عسكرية على عفرين السورية بدأ يتحقق على الأرض. إذ أن القوات التركية وجهت ضربات واسعة على القوات الكردية في المنطقة المستهدفة بالعملية. واعتبرت أن "هذا ليس سوى مقدمة لحرب كبرى تقوم أنقرة وحلفاؤها في سوريا بالاستعداد لها ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا. فأردوغان، خلال خطابه يوم 16 يناير الحالي، في البرلمان أكد أن مقاتلي المعارضة السورية سوف يشاركون في العمليات العسكرية واسعة النطاق ضد المقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب. ومع مشاركتهم، فسوف تشتعل المعارك ليس فقط في عفرين، إنما في منبج أيضا". والمعروف أن وحدات الدفاع الذاتي الكردية التي تعمل في عفرين ليس لديها سوى القليل من القواسم المشتركة مع الأمريكيين. فوفقا لوزارة الدفاع الروسية، أرسلت روسيا، في سبتمبر 2017، وحداتها إلى عفرين، إضافة إلى وحدات عسكرية روسية من الشرطة ومراكز مراقبة في منطقة منبج، ما يوضح أن أن تركيا، شأنها في ذلك شأن روسيا، لها مصالحها الخاصة في المنطقة. وفي سياق متصل، انتقدت وسائل إعلام روسية الموقف التركي، مشيرة إلى أن تركيا لها أهدافها الجيوسياسية والاقتصادية، التي هي أبعد ما تكون عن دعم وحدة سوريا، وهي مرتبطة بالمحافظة على الأراضي التي تخضع للمعارضة السورية الموالية لتركيا في إدلب وحلب واللاذقية، إضافة إلى الأراضي التي تسيطر عليها الولاياتالمتحدة الآن، بينما موسكو لا تزال لا تولي هذه المصالح اهتماما خاصا، حسب وسائل الإعلام الروسية المتطرفة، وذلك في إشارة إلى ضرورة أن تقوم روسيا بمواجهات مع تركياوالولاياتالمتحدة في سوريا.