قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "مصر لديها سياسات ثابتة مبنية على الحرص على أن التنمية والإعمار والسلام والاستقرار والتوازن، وهي ثوابت السياسة المصرية مع أشقائها وجيرانها وكل دول العالم، لأن تجاربنا هي أن السلام والتنمية والإعمار أفضل كثيرا من أي مسار آخر، وهو مسار بدأناه بالفعل ونسير فيه وحريصون عليه، ليس فقط بالنسبة للسودان وإثيوبيا، لكننا نتعامل بها مع جميع دول العالم". جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده، مع رئيس وزراء إثيوبيا هيلا ميريام ديسالين، في مقر قصر الاتحادية بمصر الجديدة، اليوم الخميس. وأضاف السيسي :"فيما يخص التعاون الاقتصادي والاستثمار المصري في إثيوبيا، أود أن أشير إلى أن انعقاد هذه الدورة للجنة المشتركة المصرية الإثيوبية على مستوى قيادتي البلدين للمرة الأولى بعد أن كانت تعقد على مستوى وزيري الخارجية، يهدف إلى إعطاء اللجنة قوة الدفع التي تستحقها العلاقة بين مصر وإثيوبيا". وذكر: "أنا بقول كده عشان شايف أن الكل واقف أمام مسألة سد النهضة والمياه، وهو أمر مهم، وأنا قلت لدولة رئيس الوزراء الإثيوبي، إنك ستجد المصريين لديهم حرص واهتمام شديد فيما يتعلق بهذا الموضوع، ومثل ما قال دولة رئيس الوزراء إن روح الاتفاق والتفاهم بين البلدين تؤكد على ضرورة ألا يقع ضرر بحصة مصر من المياه أو أن يكون هناك مشكلة لمصر من السد، هو أمر نحن متفقون عليه من أول لقاء برئيس الوزراء الإثيوبي في مالابو في 2014، وقلت إننا ليس لدينا مشكلة في التنمية لكل الدول حوض النيل، لأنه من حق كل الناس أن تعيش كما نعيش، ومن حقها أن تنمو كما ننمو أيضا، وهو أمر عادل جدا، إننا نفكر في ذلك ونمارس ما نفكر فيه، وما نقوله هو أن علينا دائما ونحن نقوم بالتنمية أنيكون ذلك بدون أي ضرر على مصر باعتبارها آخر دولة من دول المصب، وهذه هي الفكرة والروح التي اتفقنا". وتابع الرئيس: "عندما يدخل الموضوع في أمور فنية الهدف منها تحويل روح الاتفاق إلى إجراءات عملية وإطار يطمئن الجميع، وأنا قلت لدولة رئيس الوزراء الإثيوبي أنه مهم أن المصريين يسمعوا منك أنت وليس مني أنا، حتى يطمئنوا من كلامك، ويخفف الضغط على اللجان الفنية في مصر أو إثيوبيا". وأوضح: "إنه لا بد من وجود رسالة من القيادة السياسية في البلدين تكون واضحة لشعوبنا في إثيوبيا ومصر والسودان وباقي الدول المستفيدة من نهر النيل، ويكون الهدف منها التنمية وليس الإضرار، والمشاركة وليس شكل من أشكال الاستفادة الأحادية، وهو الأمر الذي أريد أن أؤكده لكم فيما يتعلق بموضوع سد النهضة، لأننا عايزين نتكلم أكتر من كده وأعمق من كده ويكون فيه تعاون أكبر من كده ويكون هناك مودة ومحبة أكثر بين الشعوب بعضها لبعض تترجمها المياه وليس العكس. وشهد السيسي وديسالين، اليوم، التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين، في قصر الاتحادية، بحضور عدد من وزراء البلدين. وتم توقيع اتفاقية في مجال التعاون الصناعي، وقعها من الجانب المصري وزير الصناعة والتجارة طارق قابيل، ومن الجانب الإثيوبي وزير الخارجية وركنه جبيو، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي الخارجية في مصر وإثيوبيا للمشاورات السياسية والدبلوماسية ووقعها من الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري، ومن الجانب الإثيوبي وزير الخارجية وركنه جبيو. وتم التوقيع على محضر أعمال اللجنة المصرية الإثيوبية المشتركة رفيعة المستوى، وقعها وزيرا خارجية البلدين. كانت قد بدأت اليوم مباحثات رسمية بين السيسي، وديسالين، في قصر الاتحادية، ركزت على سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.