في أول زيارة لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، لمصر منذ توليه مهام منصبه العام الماضي، تعددت الرؤى والتحليلات حول صحة الموافقة على استقباله أو رفضها، بعد قرار إدارته بالاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريح خاص ل"التحرير"، "إن استقبال الرئيس السيسي لنائب ترامب مايك بنس، هو استجابة لطلبه بعد رفض شيخ الأزهر وبابا الكنيسة المصرية لقاءه، حيث جدد الزيارة بعد إلغائها. وأوضح بيومي أن طلب الزيارة للمرة الثانية، يوضح تفهم الإدارة الأمريكية للرفض المصري والعربي لاتخاذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، موضحًا أنه يجب استقباله رسميًا وفقًا للبروتوكول الدولي. وأكد بيومي أن بنس سيناقش تعميق العلاقات المصرية الأمريكية، فيما يتعلق بالمساعدات الاقتصادية والتعاون في المجال العسكري، موضحًا أن الولاياتالمتحدة تهدف إلى توسيع علاقاتها بالمنطقة في غضون تصاعد التواجد الروسي. وأشار بيومي إلى أن نائب ترامب سيشرح الظروف التي أرغمت الإدارة الأمريكية لاتخاذ قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس، مُوضحًا أن القيادة السياسية المصرية ستُبدى اعتراضها خلال الزيارة على القرار. وكما أوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن ترامب لن يتراجع عن القرار المعلن، ولكن سيتم تأجيل تنفيذه لحين تهدئة الأوضاع في المنطقة وبناء سفارة جديدة. وتابع بيومي، أن الزيارة لن تؤثر على العلاقات المصرية الروسية، موضحًا أنها قد تثمر عن مشروعات جديدة وإقامة منطقة أمريكية حرة، الأمر الذي يستلزم ترتيبات كثيرة مسبقة. وفي نفس السياق، قال الدكتور عبدالمنعم لطفي، الأستاذ بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة بنى سويف، "إن القيادة السياسية تمارس سياسة "المرونة والضغط" على الإدارة الأمريكية عقب قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأوضح لطفي، في تصريحات للتحرير، أن اعتراض المؤسسات الدينية على لقاء بنس هو ممارسة سياسة الضغط على إدارة ترامب لإبداء الاعتراض على اتخاذ هذا القرار وأنها لن تتراجع عن ذلك. وفيما يتعلق بتطوير العلاقات المصرية الأمريكية، أكد لطفي على ضرورة استغلال الزيارة لتعميق العلاقات في كافة المجالات، فضلًا عن جذب الاستثمارات لمصر، وتوقيع بروتوكول بين الجامعات المصرية والأمريكية، لزيادة البعثات العلمية وتطوير المناهج. وأشار لطفي إلى أن الزيارة تأتي عقب لقاء ترامب بالرئيس الروسي بوتين، الأمر الذى يوضح توجه أمريكا للمنطقة بعد تراجع تواجدها الفترة الماضية، وأنه يجب استغلال هذه الفرصة مثلما فعل السادات عقب معاهدة كامب ديفيد. من جانبه، قال الدكتور "عمرو هاشم" أستاذ العلوم السياسية، "إن استقبال الرئيس السيسي لمايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، يعتبر قرارًا غير حكيم بعد إعلان الإدارة الأمريكيةالقدس عاصمة لإسرائيل. وأوضح هاشم أن هذه الزيارة لا تعبر عن نبض الشعب المصري والعربي الذي عبر عن غضبه بعد القرار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي. وأكد هاشم أن الزيارة ستتناول في المقام الأول مناقشة الأزمة، فيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وإمكانية مدى مراجعة القرار بعد الإدانات الدولية المتعددة.