يبدو أن مصر ماضية في قرار اعتمادها على الجانب الروسي فيما يتعلق بتصنيع قمر صناعي جديد، وهو القمر المقدر تكلفته بنحو 100 مليون دولار تتحملها مصر، لكن لماذا تُقدم مصر على مثل هذه الخطوة بعد فقدان القمر "ايجيبت سات 2" العام قبل الماضي وهو قمر صناعة روسية أيضاً، وتجاوزت تكلفته 45 مليون دولار. "ايجيبت سات 2" هو ثاني قمر صناعي مصري للاستشعار عن بُعد بعد القمر الأول إيجيبت سات 1، أطلق من قاعدة بايكونور الروسية بجمهورية كازاخستان، وتم إطلاقه في 16 إبريل 2014 يأتي إطلاق القمر ضمن برنامج الفضاء المصري والذي يهدف إلى تطوير استخدامات تكنولوجيا الفضاء في مصر، والذي يهدف أيضاً لاكتساب وتوطين تكنولوجيا صناعة الفضاء في مصر ليصبح لها دورها ومكانها المناسب في هذا المجال. وكان مقررًا لهذا القمر أن يكون وسيلة عصرية هامة للاستشعار عن بُعد تفتح المجال أمام توفير المعلومات لتحقيق أهداف ترتبط بالتخطيط وتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في مصر، هذا وتجدر الإشارة إلى أن استخدامات هذا القمر واسعة وتشمل ضمن أمور أخرى تخطيط المدن، والمسائل الجيوفيزيقية، والكشف عن الثروات المعدنية، بالإضافة إلى أمور تتعلق بالزراعة والري وغيرها من الاستخدامات المختلفة التي تحتاجها مصر خلال المرحلة القادمة. أكتوبر الماضي قال رئيس مؤسسة إنيرجيا للصواريخ والتقنيات الفضائية فلاديمير سولنتسيف، إن المؤسسة ستصنع قمرًا صناعيا جديدًا لمصر ليحل محل القمر الصناعي المفقود "إيجيبت سات 2"، موضحاً أنه من المتوقع أن يتم البدء الفعلي في تصنيع هذا القمر قبل بداية 2016، ليتم الانتهاء منه وإطلاقه بعد 3 سنوات. وحول أسباب فقدان الاتصال بالقمر الصناعي المصري السابق "ايجيبت سات 2" قال رئيس مؤسسة إنيرجيا إن السبب وراء ذلك هو التأثير المتزامن لعدة عوامل دون توضيحها، مشيرا إلى أن مبلغ تأمين القمر الصناعي المفقود سيكون جزءا من تكلفة القمر الجديد الذي يجري التعاقد عليه. وفقد الاتصال بالقمر الصناعي إيجيبت سات 2 في 14 أبريل عام 2015، حسبما ذكرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية نقلاً عن مصدر مسؤول فى مؤسسة "إنيرجيا"، وذلك بالرغم من تأكيد رئيس هيئة الاستشعار عن بعد المصرية الدكتور مدحت مختار أنه تمت السيطرة على القمر الصناعي إيجيبت سات2، لكن القمر فقد تماما وليس له أي آثار حتى الآن. وفي هذا التوقيت علق الدكتور عصام حجي المستشار العلمي للرئيس السابق عدلي منصور، بقوله: "305 ملايين جنيه مصري تضيع، نتيجة عدم وجود تصور لبناء أو للاستفادة من الخبرات المصرية، وغياب وكالة فضاء مصرية.. القمر المعد للبقاء 11 عاما لم يكمل سنة واحدة". وفي محاولة من التحرير للحصول على تعليق من الدكتور محمود حسين رئيس هيئة الاستشعار من بعد، حول زيارة الرئيس الروسي لمصر، وارتباط ذلك بتصنيع القمر الصناعي الجديد فإن جوابه كان صادما بقوله «الكلام ده ما بيتقالش في التليفون يا حبيبي» وقام بإغلاق الهاتف مباشرة. وفي بيان مشترك لمؤسسة الصواريخ والأقمار الصناعية الروسية "إنيرجيا" والهيئة القومية المصرية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، أعلن الجانبان الروسي والمصري أغسطس العام الماضي عن تفعيل عقد إطلاق قمر صناعي مصري جديد إيجيبت سات A خلال الفترة القادمة، القمر المصري إيجيبت سات A هو بديل القمر المصري إيجيبت سات2 ، الذي كان قد أطلق في أبريل 2014 من قاعدة "بايكونور" الفضائية بكازاخستان، وفقد الاتصال به في أبريل 2015 خلال فترة تشغيله بواسطة الخبراء المصريين. وحول أسباب فقدان القمر، أكد إيغور فرولوف كبير مهندسي أنظمة الأقمار الفضائية بمؤسسة "إنيرجيا" أن لجنة مصرية روسية مشتركة كانت قد أعدت تقريرا فنيا خاصا، توصلت إلى استنتاج حول عدم مسؤولية أي من الجانبين -المصري والروسي- عما حدث للقمر المصري، الذي فقد الاتصال معه بفعل ظواهر طبيعية خارجية. وأشار إيغور فرولوف إلى أن التقرير المصري الروسي عن فقد الاتصال بالقمر المصري، تمت مراجعته علميًا وفنيًا من قبل لجنة كبرى تمثل ممثلي شركات التأمين الروسية وشركات إعادة التأمين من التحالف الأوروبي، والتى استندت إلي مراجعات لما يطلق عليه بيانات التليمتري للقمر المصري قيل فقد الاتصال به، وهي بيانات يتم تسجيلها أوتوماتيكيًا لرصد أوامر الطيران والمناورة، التي يصدرها طاقم التشغيل للقمر، وهي بيانات أكدت سلامة إجراءات التشغيل، التي تلقاها القمر حتي لحظة فقد الاتصال به في الساعة 18:26 بتوقيت القاهرة مساء 12 أبريل 2015. وبناءً على هذا فقد قررت شركات التأمين الدولية صرف قيمة التأمين على القمر المصري للجانب المستفيد. يُذكر أن مصر كانت قد فقدت الاتصال بأول قمر للاستشعار عن بعد "إيجبت سات 1"، في أكتوبر الأول 2010، بعد ثلاثة أعوام فقط على إطلاقه من القاعدة الروسية في كازاخستان، في أبريل 2007، لتستبدله بالقمر "إيجبت سات 2"، المصمم للبقاء في الفضاء 11 عامًا.