الاشتباك بالأيدى والتشاحن، والإمساك بالملابس، باتت مظاهر غير مألوفة للعنف المدرسي، مقارنة بالواقع الصادم الذى أصبحنا نراه تلك الأيام، من طعن بالأسلحة البيضاء والزجاجات الفارغة، فضلا عن اعتداءات جنسية، لنصل إلى الموت أو التشويه.. «التحرير» رصدت "جرائم في مدارس الفوضى والعشوائية".
طعنتان بالصدر «تعالى بره المدرسة وأنا أوريك»، هكذا بدأت اشتباكات بين رضا، طالب الثانوي وزميله جمال قبل أن يطعن الأول الثاني بسكين بمساعدة سائق توك توك بسبب مشاجرة على أسبقية دخول الفصل وتم نقل المصاب لمستشفى حوش عيسى. بعدما انتظر رضا زميله جمال، خارج المدرسة وانقض عليه بمساعدة سائق التوك توك وقام بطعنه طعنتين شبه نافذتين بالصدر من الناحية اليسرى، بسلاح أبيض مطواة، مما أدى إلى تجمع هوائي بالرئة اليسرى وتجمع هوائي بالرئة اليسرى وقام الأهالي بتخليصهما ونقله إلى المستشفى. تشريح جثة يكشف واقعة الاغتصاب في منطقة دار السلام بالقاهرة، قام عامل باغتصاب طفل يبلغ من العمر 4 سنوات داخل حضانة، وأبلغت الحضانة أهل الطفل بأنه مرض فجأة، ولكنه توفي فور وصوله للمستشفى، وبعد تشريح جثته تبين تعرضه لاعتداء جنسي شديد أودى بياته. وفي مدرسة جمال فودة الابتدائية بمنطقة الخانكة تعرضت طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات إلى اعتداء جنسي داخل المدرسة، وعلى يد معلمها، فبعد انتهاء اليوم الدراسي استدرج المعلم الطفلة إلى إحدى قاعات الدراسة، وخلع عنها ملابسها، ثم قام بالاعتداء عليها جنسيا. وفى واقعة أخرى، اتهم ولى أمر طالبة بالصف السادس الابتدائى مدير المدرسة بالبساتين بهتك عرض ابنته ومحاولة اغتصابها، وكشفت التحقيقات أن الجانى انتهز خلو الطرقات من التلاميذ وتعقب المجنى عليها، ثم اقتحم عليها دورة المياه وتحسس أجزاء من جسدها، وحاول تجريدها من ملابسها لولا صراخها، وتمت إحالته إلى محكمة الجنايات. ولم تفلت محافظات الصعيد من حالات الاعتداء الجنسي على الطلاب، ففي مدرسة بمحافظة سوهاج قام عامل مسن بالاعتداء الجنسي على إحدى التلميذات ذات ال11 عاما داخل حمام المدرسة، وبسبب خوف البنت من فضح أمرها لم تحك لأحد من عائلتها مما جرأ هذا العجوز على تكرار فعلته هذه مرة أخرى ولكن هذه المرة صراخ الطفلة فضحه. زجاجة مولوتوف قام شخص بإلقاء زجاجة "مولوتوف" على أحد فصول مدرسة ديروط الثانوية التجارية المشتركة، انتقاما من إدارة المدرسة، مما أدى إلى إصابة إحدى الطالبات بحروق فى إحدى ذراعيها، بينما أصيبت أخرى بحالة إغماء، وتم نقلهما إلى المستشفى، لتلقى العلاج اللازم وتمكن أمن المدرسة من القبض على المتهم وتسليمه إلى الشرطة.
لفظ أنفاسه الأخيرة توفى ولى أمر إحدى الطالبات بمدرسة روض الفرج الإعدادية بنات، داخل فناء المدرسة إثر مشاجرة بينه وبين أحد المعلمين نظرا لإصراره على دخول المدرسة "هدخل المدرسة غصب عنكم"، وقبل أن يتلقى الإسعافات اللازمة لفظ أنفاسه الأخيرة، وعلى الفور تحرر محضر وأحيل المدرس إلى النيابة. ضرب وسحل في المدرسة اقتحم ولى أمر مبنى إدارة مدرسة أبو بكر الصديق الابتدائية بمحافظة بنى سويف، واعتدى على مديرة المدرسة بالضرب وسحل الإخصائية الاجتماعية من شعرها أمام المدرسين والعمال والتلاميذ لرغبته فى قيد نجله فى الفترة الصباحية بدلا من الفترة المسائية، وتم تحرير محضر بالواقعة. طفلة ضحية أتوبيس وفي محافظة بني سويف، لقيت تلميذة بالصف الأول الابتدائى بإحدى المدارس الخاصة بمدينة الفشن، مصرعها تحت عجلات أتوبيس المدرسة، أثناء استقلالها الأتوبيس متجهة للمدرسة، وعند نزول التلميذة من الأتوبيس ووقوفها خلفه فى انتظار زميلاتها، واعتقد السائق أن التلاميذ نزلوا إلى داخل المدرسة، وأثناء رجوعه إلى الخلف صدم التلميذة لتسقط تحت عجلات الأتوبيس وتلقى مصرعها فى الحال. "بلطجة مضادة" من جانبه قال أحمد عبد الله، الخبير التربوى، إن السبب الأساسى في هذه الظاهرة العنيفة الخطرة، هو غياب العدالة المجتمعية، وتدهور القيم، وسوء مستويات المعيشة وتكالب الأهل لمحاولة توفير العيش الكريم، فى ظل تدهور منظومات الدولة. وتابع الخبير التربوي: "أصبحت المدارس بلا قيمة، والحصص فيها صورية، لا تقدم للطلبة تربية وإفادة حقيقية، وهذا منطقى إذا وضعنا فى الاعتبار أن كثافة الفصول تتفاوت بين 45 و160 طالبا حسب الكثافة بالمنطقة السكنية، فكيف يتعامل مدرس مع كل هذا العدد؟ بخلاف تربيتهم وتقويم سلوكهم".. واصفا ما يحدث في المدارس من جرائم بالدموية، ونوع من "البلطجة المضادة" بسبب غياب الحقوق، فالأبوان يسعيان للكسب ولا يجدان فى المقابل حياة كريمة ورعاية صحية أو تعليما مناسبا للأولاد، بل وينشغلان عنهم ويتعاملان معهم من منطلق عقدة الذنب، ويحاولان تعويضهم والتجاوز عن عقابهم بسبب التقصير فى التقرب منهم ورعايتهم. وشدد الباحث التربوي على عدم وجود وصفة جاهزة لعلاج تلك الأزمة، وإنما يحتاج الأمر إلى إصلاح منظومة الدولة، وتقويم المدارس، ومناهج التعليم والتربية، علاوة على تفعيل دور الأسرة ورقابتها ومتابعتها لسلوك طفلها فى كل خطواته داخل المنزل وفى المدرسة وخارجها.