إذا أجريت استفتاءً بين أوساط الجمهور المطلع على التكنولوجيا، عن أي معالج يفضلون وجوده في الهاتف الذكي، هل ذلك الذي تصنعه شركة كوالكوم الأمريكية أم شركة ميدياتيك الصينية؟ فسوف تجد النتيجة النهائية تصب في مصلحة الأولى. ليس هناك عجب في هذه النتيجة، فشركة كوالكوم التي أسست في 1985، تصنع معالجات "Snapdragon- سناب دراجون"، وهي فئة المعالجات الأشهر في عالم الهواتف الذكية. صناع الهواتف الكبار يفضلون دائمًا وضع سناب دراجون في هواتفهم الجديدة، خاصة تلك التي تنتمي إلى الشريحة الرائدة، ولن تجد شركات بحجم سامسونج، أو إل جي، أو سوني على سبيل المثال، يستخدمون معالج ميدياتيك في هاتف رائد. لا يعني ذلك أن شركة ميدياتيك ضعيفة، فمعالجاتها تعمل في مئات الهواتف العاملة بنظام تشغيل أندرويد، لكن الحقيقة هي أننا عندما نتحدث عن معالج بهاتف رائد، فلابد من ذكر "كوالكوم سناب دراجون" أولًا. هذا الأسبوع شهد ظهور عدة تقارير تفيد بأن شركة كوالكوم تعمل حاليًا على تطوير معالج جديد يعمل بتقنية "7nm" أي "7 نانو متر"، في خطوة تهدف بها إلى بسط نفوذها على عالم الهواتف الذكية الرائدة، فكيف سيجعل هذا المعالج هواتف عام 2018 الرائدة أكثر سرعة من أي وقت مضى؟.. الإجابة تجدها في السطور التالية:
بداية.. ما علاقة النانو متر بالمعالج؟ أي عملية تصنيع للمعالجات ترتبط بشئ يسمى "Nm- نانومتر"، والنانومتر هو وحدة لقياس الأطوال، ويستخدم لقياس الأطوال الصغيرة جدًا. النانومتر يعد جزءًا من مليار جزء من المتر، وغالبًا ما يكون من أبعاد الذرة، فهل تخيلت لتوك أن هذا الحجم متناهي الصغر هو الذي يتحكم في قوة أداء هاتفك الذكي؟ وتتضمن عملية تصنيع المعالج وضع عدد من الترانزستورات بجانب بعضهم البعض على شريحة من السيليكون، و"النانومتر" هو الرقم الذي يشير إلى المسافة التي تبعد بين هذه الترانزستورات. الترانزستور في عالم الإلكترونيات هو من يتحكم في تنفيذ العمليات الحاسوبية، وبالتالي كلما كان هناك عدد أكبر من الترانزستورات المضغوطة على شريحة السليكون، كلما زادت قوة الحوسبة التي يمكنها القيام بها في وقت معين.
10 نانومتر و7 نانومتر في عام 2017 الجاري، قدمت كوالكوم معالج سناب دراجون 835 بتقنية تصنيع 10 نانومتر بالتعاون مع شركة سامسونج، وهي التقنية التي جعلته أسرع 27% وأقل في استهلاك الطاقة بنسبة 40% من معالج العام الماضي سناب دراجون 825 الذي تم تصنيعه بتقنية 14 نانومتر. شركة كوالكوم تصمم المعالج، وتسند مهمة تصنيعه إلى شركة أخرى، وقد اختارت سامسونج هذا العام كي تصنع هي سناب دراجون 835، الأمر الذي يفسر لماذا كانت الشركة الكورية الجنوبية الأولى التي تحصل على المعالج وتزود هاتف جلاكسي إس 8 للعمل به. أما معالج سناب دراجون 845، والذي سيعمل بتقنية تصنيع 7 نانومتر، فسوف يكون أسرع بنسبة تتراوح ما بين 25 إلى 30% مقارنة بمعالج سناب دراجون 835، كما أن صغر حجمه سيسمح بتقليل حجم الهاتف ككل وزيادة نسبة نحافته. وسيصنع المعالج الجديد بالتعاون مع شركة سامسونج أيضًا إلى جانب شركة tsmc التايوانية، وسوف يظهر أولًا في هاتف جلاكسي إس 9 الذي سيطلق في فعاليات معرض الهواتف المحمولة العالمي MWC 2018 بمدينة برشلونة الأسبانية في فبراير 2018. معالج سناب دراجون 835 الذي يعمل بتقية 10 نانومتر هو خارق السرعة بالفعل، فهل تتخيل كيف سيكون الحال مع معالج سناب دراجون 845 حين يطلق بتقنية 7 نانومتر؟