شهدت إحدى مدن العاصمة الفرنسية باريس تصاعد التوتر، بعد أن نظم سياسيون ومواطنون فرنسيون مظاهرة لمنع المسلمين من الصلاة في الشوارع. وأشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، إلى أنه لم ينتج أي إصابات خلال المناوشات في مقاطعة "كليشي لا جارين" في باريس. وقاد ريمي موزيو عمدة المقاطعة المسيرة التي حملت لافتة كبيرة مكتوبا عليها "امنعوا الصلوات غير القانونية في الشوارع"، وشارك فيها نحو 100 متظاهر أمس الجمعة، في محاولة لثني المسلمين عن أداء الصلاة في ميدان سوق المدينة. كانت السلطات الفرنسية قد أخلت مبنى كان تقام فيه الصلوات بالمقاطعة في مارس الماضي، بعد صدور قرار بتحويله لمكتبة، فيما ترفض جمعية ثقافية مغادرته. ما تسبب في اندلاع مناوشات بين الشرطة والمحتجين على القرار، ومنذ ذلك الحين، يصلي مسلمو المقاطعة في الشارع اعتراضًا على القرار. وتسببت المسيرة في إجبار المصلين على تغيير مكان إقامة شعائرهم، وتواجه الطرفان، حيث هتف المصلون "الله أكبر"، بينما رد المتظاهرون بغناء النشيد الوطني الفرنسي، ولوح بعضهم بالأعلام الفرنسية، وحمل آخرون الصليب عاليًا. وقام المتظاهرون بقطع لافتة حملها المصلون كتب عليها "متحدون من أجل مسجد كليشي الكبير"، وبعد انتهاء الوقفة تعهد عمدة المدينة بتنظيم مسيرة أخرى الجمعة المقبلة، كما أكد المتظاهرون إقامة الصلاة في نفس المكان الأسبوع المقبل. وشارك في المسيرة رئيسة الحكومة الإقليمية لمنطقة باريس فاليري بيكريس، ذات الميول اليمينية، وسياسيون آخرون وعدد من سكان المناطق المجاورة. وتشهد فرنسا نقصًا شديدًا في عدد المساجد، في الوقت الذي يعد الإسلام الدين الثاني في الدولة، ويقدر عدد المسلمين في الدولة العلمانية بنحو 5 ملايين مسلم. وكثيرًا ما يلجأ المسلمون للصلاة في الشوارع، الأمر الذي يثير ضدهم مشاعر اليمين المتطرف والمعارضين للهجرة. وتقول مدينة كليشي إن المسلمين من الممكن أن يؤدوا شعائرهم في المركز الإسلامي الجديد الذي بنته الحكومة، والذي يستخدمه بالفعل مئات المسلمين. إلا أن هذا الاقتراح لقي اعتراضًا من المصلين الذين يؤكدون أن هذا المكان ضيق للغاية ولا يتسع لجميع المصلين، كما أنه في منطقة نائية، ولا تتوفر فيه معايير السلامة.