قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، في تقريرها اليوم الثلاثاء: إن "النزعة القومية الاقتصادية المتصاعدة التي يجسدها دونالد ترامب، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وصعود حركات اليمين المتطرف في أوروبا، تدفع الشركات إلى إعادة النظر في الاستثمار"، وفقًا لبحث أجرته شركة "برايس ووترهاوس كوبرز". ووفقًا لاستطلاع رأي شمل قادة البحث والتطوير بكبرى الشركات في العالم، فإن اللوائح الصارمة حول التأشيرات والهجرة التي تحكم مشاركة المعرفة والتكنولوجيا يمكن أن تهدد الابتكار العالمي. وأفاد ما يقرب من ربع الشركات العالمية التي شملها الاستطلاع أنها شعرت بالفعل بضغوط لتغيير نهجها في الابتكار بوطنهم بسبب ارتفاع القومية الاقتصادية. ورأى المشاركون في الاستطلاع، أن الولاياتالمتحدةوبريطانيا والصين هم الأكثر تعرضًا لخطر تلك السياسات، في حين كانت كندا وألمانيا وفرنسا أكثر فائدة. وأشار التقرير السنوي إلى أن الشركات التي شملها الاستطلاع والبالغ عددها 1000 شركة أنفقت أكثر من 700 مليار دولار (530 مليار جنيه إسترليني) على البحث والتطوير في السنة المالية الماضية، أي بزيادة قدرها 3% عن العام السابق. بينما قال ثلث المتخصصين في البحث والتطوير: إنهم "وجدوا صعوبة في العثور على موظفين أكفاء أو الاحتفاظ بهم بسبب القومية الاقتصادية". وأضافت "الصحيفة" أن شركات المملكة المتحدة حذرت من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يؤدي إلى أزمة في المهارات الاقتصادية، والتي تجعل تدفق العمال من الاتحاد الأوروبي يسير ببطء، في حين أن أولئك الذين هم بالفعل في البلاد يبدأون بالمغادرة. أما في الولاياتالمتحدة، فتوحدت بعض الشركات التكنولوجية، بما في ذلك (جوجل، وفيسبوك، ومايكروسوفت) من أجل الوصول إلى الكفاءات في جميع أنحاء العالم، في ظل مواجهة حظر الرئيس ترامب على المهاجرين من بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة. وصرح أكثر من نصف قادة البحث والتطوير الذين شملهم الاستطلاع: "نعتقد أن النزعة القومية الجديدة التي انتشرت في جميع أنحاء العالم من شأنها أن تؤثر على جهود أبحاث شركاتهم". واختتمت "الإندبندنت" بقول ماركو أميترانو، المستشار الاستشاري البريطاني في شركة برايس ووترهاوس كوبرز: إن "المنظمات التي تعمل في المملكة المتحدة تراقب عن كثب المفاوضات الجارية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي ستؤدي بطبيعة الحال إلى اتخاذ قرارات بشأن رهانات الاستثمار لدعم الخطط المتوسطة والطويلة الأجل". وأضاف "الابتكار ضروري للنجاح المستقبلي لأي اقتصاد، ولكن هنا في المملكة المتحدة، فإن وضع سياسة للحفاظ على قدرة الشركات على جلب المواهب والكفاءات من الخارج سوف تكون مجالًا للنقاش وسنولي الأهمية للأعمال التجارية.. نحن بحاجة إلى التأكد من أن الحدود القوية للبلاد لا تعني ضعف الابتكار والتقدم".