أثار الاتصال الهاتفي الذي جرى بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اهتمام العديد من وسائل الإعلام العالمية، وهو ما يعتبر آخر تطورات الأزمة الخليجية المستمرة منذ نحو أربعة أشهر. وكالة "بلومبرج" الأمريكية قالت إن تلك المكالمة الهاتفية التي كان من شأنها حل الأزمة الخليجية تسببت في مشكلة جديدة، مشيرة إلى أن وكالة الأنباء القطرية ذكرت أن "الاتصال الهاتفي جاء بتنسيق من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، وأن الأمير وافق على طلب ولي العهد السعودي بتكليف مبعوثين لبحث الخلافات، على أن يبحثوا القضايا العالقة دون المساس بسيادة الدول. غير أن وكالة الأنباء السعودية نقلت عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية اتهامه للسلطات القطرية ب "تحريف مضموم الاتصال" بين تميم وبن سلمان، ولم يحدد المصدر طبيعة التحريف المزعوم. وأوضح المصدر أن "الاتصال كان بناء على طلب قطر وطلبها للحوار مع الدول الأربع حول المطالب"، التي تشترط هذه الدول تلبيتها لإنهاء مقاطعتها لقطر. وحسب المصدر نفسه، فإن السعودية أعلنت تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر حتى يصدر منها تصريح واضح تبرز فيه موقفها بشكل علني، وأن تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به. وعلى الرغم من هذا الجمود، فإن بعض المراقبين يرون أن تلك المكالمة الهاتفية كانت علامة على تبدد التوترات، فقال كريستيان أولريكسن، الباحث في معهد بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس: "إن إجراء مثل هذه المكالمة الهاتفية وعرض الحوار شيئاً مهما في حد ذاته". وأضاف أولريشسن أن "الاتصال يشير إلى انخفاض حدة الغضب التي تواجدت منذ بدء الأزمة الخليجية في يونيو الماضي". يذكر أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد أعلنوا، قبل نحو أربعة أشهر، العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بما فيها الرحلات الجوية مع قطر، متهمين الدوحة بدعم منظمات إرهابية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. فيما نفت قطر بشدة هذه الاتهامات ووصفت عقوبات الدول الأربع ضدها بالحصار المخالف للقوانين الدولية.