"ربنا ما يكتب على حد المعاناة اللي إحنا فيها.. ضنانا بيموت قدام عيونا ومش عارفين نعمله حاجة.. يوسف بيدفع حياته ثمن الإهمال الطبي والاسترخاص بحياة البني آدم".. بهذه الكلمات بدأ إيهاب محمد محمد عثمان، يروي تفاصيل تهتك جدار بطن نجل شقيقه يوسف محمد محمد عثمان، 4 سنوات، وإصابته ب"العمى" نتيجة خطأ طبي بمدينة الزقازيق في الشرقية. وأشار عثمان، إلى أن بداية مرض الطفل كانت أوائل شهر يونيو الماضي، حيث تعرض لوعكة بشكل مفاجئ، قمنا على إثرها بنقله إلى مستشفى الأحرار بمدينة الزقازيق، وهناك تم تشخيص الحالة على أنها "انسداد معوي"، على الفور، تم إجراء جراحة عاجلة للطفل بواسطة الدكتور "أحمد. م. ش"، استشاري الجراحة بالمستشفى. وأضاف عم الطفل، أنه وبعد مرور ثلاثة أيام على العملية، شعر الطفل بتعب وآلام شديدة، وحينما تواصلوا مع الطبيب، الذي أجرى العملية له، طالبهم الأخير بالذهاب إليه في عيادته الخاصة بمستشفى "ح. ال" الخاصة بالزقازيق، وهناك أخبرهم بحاجة الطفل لإجراء عملية أخرى، بسبب عدم تعقيم أدوات الجراحة بمستشفى "الأحرار"، على حد قوله. وتابع: "العملية ما جابتش نتيجة، والطفل مرض أكثر، ونظره بدأ يروح بالبطيء لدرجة إنه بقى مش بيشوف خالص لفترات طويلة، ولما كلمنا الدكتور قال لنا ودوه مستشفى الأحرار تاني، لكننا مش رضينا، ومن وقتها ويوسف محجوز في العناية المركزة بمستشفى الجامعة". وأوضح عم الطفل، أنهم حرروا محضرًا بقسم شرطة ثان الزقازيق، يتهمون فيه الطبيب "أحمد. م. ش" استشاري الجراحة بمستشفى "الأحرار" بالتسبب فيما وصلت إليه حالة الطفل "يوسف" من إهمال وتأخر، مضيفًا أن الطفل يُعاني أشد معاناة، حيث امتنع عن الطعام والشراب، وأصبح موصولًا بالأجهزة الطبية، ويتغذى على المحاليل. وطالب عم الطفل، بتحويل حالة "يوسف" إلى الطب الشرعي، وتكوين فريق طبي من أساتذة الجامعة لمتابعة الحالة وبيان سبب الإهمال ومحاسبة المقصرين، وقبل كل هذا العمل، يجب إنقاذه. على الفور، كلّف اللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، الدكتور حسام أبو ساطي، بإعداد تقرير طبي مُفصل عن حالة الطفل "يوسف محمد عثمان"، البالغ من العمر 4 سنوات، المُقيم بمدينة بلبيس، والموجود حاليًا بمستشفى الزقازيق الجامعي، وذلك بعدما أجريت له عدة عمليات جراحية أسفرت عن إصابته بحالات اختلال عصبي أثرت على عينيه. وشدد المحافظ، في تصريحات صحفية، على متابعة الحالة بشكل يومي، وتوفير كل أوجه الرعاية الصحية والعلاجية للطفل، مع تشكيل لجنة قانونية للتحقيق في الواقعة وإحالة المقصرين إلى النيابة الإدارية. من جانبه، قال الدكتور حسام أبو ساطي، وكيل وزارة الصحة بالشرقية: إن "الطفل يوسف، دخل لمستشفى الأحرار، الخميس 8 يونيو الماضي، حيث كان يُعاني من قيء وإمساك وانتفاخ بالبطن، وتم تشخيص حالته على أنه انسداد معوي، وحدث تدخل جراحي بواسطة الدكتور (ه .أ) إخصائي الجراحة بالمستشفى، حيث تم عمل شق جراحي مكان عمل (الزائدة الدودية)، وتبين وجود ما يُشبه (كتلة لحمية) داخل الأمعاء، ليتم استئصال جزء من الأمعاء وإعادة توصيلها، وذلك في يوم الثلاثاء 13 يونيو، بغرفة عمليات الطوارئ". وغادر الطفل، المستشفى يوم الخميس 15 يونيو للمتابعة بالعيادات الخارجية، إلا أن حالته ساءت مرةً أخرى، فقام الدكتور "أ. م. ش"، استشاري جراحة، بإدخاله مستشفى خاص بمدينة الزقازيق، وكان التشخيص "ناسور أمعائي مع انفجار موضعي بجدار البطن"، ليتم إجراء عملية أخرى، وخروج الحالة بعد التحسن (حسب ما ورد بتذكرة المريض)، وذلك يوم الاثنين 19 يونيو، ثم دخول الحالة لمستشفى الزقازيق الجامعي، يوم الأحد 25 من نفس الشهر، تحت إشراف الدكتور "أ. ط"، الذي أفاد بأن الطفل يُعاني من أعراض اختلالات بالجهاز العصبي أثرت على عينيه.