"مونبليه بطل فرنسا؟ إذا كنت مشجع لمارسيليا أو باريس أو ليون أو ليل أو رين، كنت سأحرق نفسي، فمن الصعب للغاية تقبل هذا الشعور المحرج". كانت تلك كلمات رئيس مونبليه الفرنسي لويس نيكولين قبل أسبوع واحد من تتويج فريقه بلقب الدوري الفرنسي عام 2012 في مفاجأة مدوية، فالرجل الستيني في ذلك التوقيت لم تتصدر صورته الصحف من قبل ولكنه أصبح حديث العالم بعد تتويج مونبليه بالدوري وصبغه لشعره بألوان فريقه الزرقاء والبرتقالية. توفي نيكولين الأسبوع الماضي بأزمة قلبية في نفس اليوم الذي احتفل فيه بعيد ميلاده ال74، ففي الوقت الذي بدأت فيه الدبلوماسية تسيطر بشكل كبير على عالم كرة القدم، استحق رحيله أن يذكر ببعض الكلمات البسيطة ولعل أبرزها أنه في يوم من الأيام تواجدت في الكرة الفرنسية شخصية مثل نيكولين. ويعد جين ميشيل أولاس رئيس ليون الحالي والذي يرفض الظهور مع وسائل الإعلام التي لا يحبها، أخر بقايا الجيل الجنوني لرؤساء الأندية في الدوري الفرنسي، فلن تجد في 2017 شخصية مماثلة لنيكولين، على الرغم أنه منذ 25 عامًأ كان نيكولين شخصية جنونية ضمن كثيرين في فرنسا. فمن قبل نيكولين، تواجد رجل الأعمال سريع الكلام بيرنارد تابي الذي حول نظرته الواسعة إلى إمبراطورية خالدة في مارسيليا وأصبح معشوق جماهير فريق الجنوب الفرنسي بفضل وفاءه بوعوده الكبيرة وذلك على الرغم من تورطه بعد ذلك في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات التي لطخت سمعة مارسيليا لبعض الوقت. ومن ينسى جين لويس ترويد الذي ترك رئاسة نادي بوردو في وقت سابق من هذا العام، فهو الرجل الذي أحضر لاما مختطفة من سيرك من قبل مراهق في عام 2013 لإفتتاح إحدى المباريات في الدوري الفرنسي. ومن قبل تابي تواجد رئيس سانت إتيان روجر روشير الذي اشتهر بتدخين البايب، والذي توج الفريق في عهده بتسع ألقاب في الدوري الفرنسي متفوقًا على غريمه ليون مشيرًا إلى أن فريق ليون ليس أكثر من ضاحية في سانت إتيان وأن ليون هو العربة التي يحركها موتور سانت إتيان، ولكن شأنه شأن تابي، تورط روشير في فضحية فساد تسببت في سجنه لمدة 4 شهور. وعلى الرغم من كون مونبليه من مؤسسي الدوري الفرنسي في عام 1919، إلا أن الفريق عاني كثير من تواجده في درجات الهواة حتى قدوم نيكولين، فالرجل المليونير الذي صنع ثروته بنفسه قرر دمج فريق مونلبيه مع فريق من الموظفين يعملون في إحدى شركاته الخاصة بالتخلص من النفايات، وبات منذ ذلك الحين يحمل مكانة خاصة في قلوب عشاق الكرة الفرنسية. فلا يمكن النظر إلى نيكولين كرئيس نادي أو رجل أعمال، بل يجب النظر إليه كمشجع في المقام الأول وكيف لا والرجل يحمل تشكيلة أسطورية تصل إلى 5,000 قميص كرة قدم لجميع الأندية في مختلف أنحاء العالم. فطوال رئاسته للنادي لمدة 43 عامًا لم يتوج الفريق سوى بلقبين فقط، ولكن لا يمكن الحكم على نيكولين من تلك الزاوية فقط، فلم يحصل مونبليه طوال تاريخه على لقب الدوري سوى مرة واحدة وكانت في عهد نيكولين بالتفوق على أموال باريس سان جيرمان في عام 2012. ففي عهد نيكولين، مر على مونبليه العديد من اللاعبين المميزين من لوران بلان ورجيه ميلا وكارلوس فالديراما وإيريك كانتونا، وجميعهم وعلى الرغم من تحقيقهم للشهرة بشكل أكبر خارج أسوار مونبليه، إلا أنهم يحملون الذكريات الرائعة مع نيكولين. ويبقى نيكولين من أكثر الشخصيات التي أثارت الجدل في عالم كرة القدم، ومع ذلك يتذكر له الجميع تأسيسه لفريق كرة القدم لليديات في النادي قبل عقد من الزمان من تأسيس مارسليا لفريقه الخاص، والآن تسيطر الكرة الفرنسية للسيدات على الكرة الأوروبية بفضل نيكولين، كما تم تكريمه لجهوده ضد المثلية الجنسية والعنصرية في الملاعب.