أعربت جماهير نادي فيورنتينا عن غضبها الشديد من سياسة النادي المستمرة في بيع نجوم الفريق، الأمر الذي دفع ملاك الفيولا إلى عرض الفريق للبيع إن تمكنت الجماهير من شراءه وذلك حسبما أوضحت صحيفة «ذا صن» البريطانية. واشترت عائلة ديلا فالي فيورنتينا في عام 2002 عقب إعلان النادي إفلاسه، ليهبط فيورنتينا إلى دوري الدرجة الرابعة الإيطالي في موسم 2002- 2003 قبل أن يتمكن الفيولا بعدها بأربع سنوات من إنهاء الدوري الإيطالي في مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا. وعلى الرغم من إنقاذ عائلة فالي للنادي بعدما كان في الدوري الدرجة الرابعة وأصبح منافس قوي في الكالتشيو على المراكز المؤهلة إلى دوري الأبطال، إلا أن سياسة العائلة المالكة في بيع النجوم لم ترضي شغف جماهير الفيولا. وفي الوقت الحالي تربط العديد من التقارير الصحفية بين رحيل نجم الفريق بورخا فاليرو وبين الإنتقال إلى صفوف إنتر على الرغم من نفي إدارة النادي لهذا الأمر كما يرغب يوفنتوس أيضًا في الحصول على خدمات نجم الفريق الأخر فريدريكو بيرناردسكي، لتخرج جماهير فيورنتينا بلافتات تحمل إهانات شديدة اللهجة للإدارة، وذلك بالنظر إلى إمتلاك فيورنتينا لواحدة من أكبر القواعد الجماهيرية في إيطاليا على الرغم من عدم إمتلاكه تاريخًا كبيرًا من حيث التتويج بالبطولات. وافتقد فيورنتينا طوال تاريخه لعنصر هام للغاية وهو عنصر الطموح وهو أمر لم تغيره عائلة فالي، وكيف لا وإدارة فيورنتينا قررت في عام 1990 بيع نجم الفريق الأول روبرتو باجيو لصالح الغريم يوفنتوس مقابل صفقة قياسية في ذلك التوقيت بلغت 9 مليون جنيه إسترليني، وهي الصفقة التي تسببت في أعمال شغب وعنف في شوارع مدينة فلورنسا. ولم يحصل فيورنتينا طوال تاريخه على لقب الدوري الإيطالي سوى في مناسبتين أخرها في عام 1960، ولكن يمتلك الفيولا تاريخ جيد بعض الشيء يدفع الجماهير للبحث عن الألقاب، ففيورنتينا هو أول فريق إيطالي يصل إلى نهائي بطولة أوروبا للأندية الأبطال وذلك عندما خسر 2-0 في نهائي 1957 أمام ريال مدريد بجيله الذهبي. كما وصل فيورنتينا إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي وتوج بلقب كأس الكؤوس الأوروبية في موسم 1961- 1962، ولكن تبقى فترة التسعينيات هي الذهبية في تاريخ النادي بقيادة النجم جابريل باتيستوتا وفرانشيسكو تولدو وروي كوستا، حيث توج الفيولا بلقبين في كأس إيطاليا ومثلهما في السوبر الإيطالي. وفي موسم 1998- 1999 نافس فيورنتينا بقوة على لقب الدوري قبل أن ينهي في المركز الثالث خلف ميلان ولاتسيو ويظهر في الموسم التالي قوته بالتغلب على كل من أرسنال ومانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا. ولكن بعد فشل الفريق في التأهل إلى المسابقات الأوروبية من جديد، عاني فيورنتينا من أزمة مالية كبيرة مثل تلك التي ضربت نادي ليدز يونايتد، أجبرت الإدارة على بيع نجوم الفريق من باتيستوتا إلى روما في عام 2000 مقابل 32 مليون إسترليني وتولدو إلى إنتر مقابل 22,5 مليون إسترليني وروي كوستا إلى ميلان مقابل 34 مليون إسترليني، ولكن ذلك لم يكن كافيًأ. وفي موسم 2000- 2001 نجح روبرتو مانشيني في قيادة الفريق في موسمه الأول للتتويج بلقب كأس إيطاليا، إلا أن الأزمات المالية الطاحنة ضربت الفريق ليهبط في الموسم التالي إلى الدرجة الثانية، ويبدأ الفريق في عام 2002 حقبة جديدة بعد شراء عائلة فالي للنادي ليحصل الفريق على لقب الدوري الإيطالي للدرجة الرابعة في المحاولة الأولى، ومع زيادة عدد فرق الدوري الإيطالي من 18 إلى 20 فريق، تأهل فيورنتينا مباشرة إلى دوري الدرجة الثانية بدلًا من الثالة لينهي في المركز السادس ويتغلب في مباراة الملحق على بيروجيا ويعود من جديد إلى الدوري الإيطالي لينهي موسم 2004- 2005 في المركز ال16. وعقب ذلك الموسم، أظهرت إدارة فيورنتينا طموحًا كبيرًا في المنافسة من خلال التعاقد مع تشيزاري برانديلي لتدريب الفريق إلى جانب التعاقد مع المهاجم لوكا توني الذي بات أول لاعب يسجل 30 هدفًا في موسم واحد في الدوري الإيطالي منذ عام 1959 وتوج بالحذاء الذهبي. وبفضل أهداف توني، أنهى الفيولا الدوري المركز الرابع في موسم 2005- 2006 ولكنه لم يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا بعدما خصم منه نقاط في فضحية التلاعب في نتائج المباريات الشهيرة التي ضربت الكرة الإيطالية حينها وأدت إلى هبوط يوفنتوس إلى دوري الدرجة الثانية. وعلى الرغم من ابتعاد يوفنتوس عن المنافسة، لم تستغل عائلة فالي الفرصة للمنافسة بقوى على اللقب بل باعت هداف الفريق توني إلى بايرن ميونيخ، ومع ذلك عاد الفيولا للمشاركة في دوري أبطال أوروبا في موسم 2008- 2009 حيث ودع من دور المجموعات، ومن ثم المشاركة في الموسم التالي مباشرة والخروج من دور ال16 على يد بايرن ميونيخ. ورحل برانديلي بعدها لتدريب منتخب إيطاليا ورحل نجم الفريق ستيفان يوفيتيتش إلى صفوف مانشستر سيتي في عام 2013 وبعدها ب18 شهر رحل خوان كوادرادو إلى تشيلسي. وبدأ فيورنتينا موسم 2015- 2016 بقوة واحتل صدارة الترتيب في بداية الموسم قبل أن ينخفض المستوى في النصف الثاني من الموسم وينهي الدوري في المركز الخامس، ومنذ ذلك الحين لا تتردد إدارة الفيولا في بيع أي نجم يتواجد في صفوف الفريق. وللمرة الأولى ستشارك إيطاليا بأربعة أندية بشكل مباشر في دوري أبطال أوروبا في موسم 2018- 2019، لذا ينبغي على فيورنتينا تغير تلك السياسة ومحاولة الاحتفاظ بالنجوم وعلى رأسهم بيرناردسكي مع تدعيم صفوف الفريق من أجل التأهل إلى دوري الأبطال ولكن كما تدرك جماهير فيورنتينا جيدًا، فأن سياسة عائلي فالي واضحة جني الأموال قبل تحقيق النجاحات.