تسبب "البوركيني" في خلاف حاد بين مرشحي الرئاسة الفرنسية خلال المناظرة التلفزيونية مساء أمس، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية. واختلفت مرشحة أقصى اليمين، مارين لوبان، مع مرشح الوسط، إيمانويل ماكرون، بسبب "البوركيني"، لباس السباحة الذي يغطي كامل الجسد وترتديه بعض المسلمات، حيث قالت لوبان: إن "التعددية الثقافية يجب أن تنتهي، فيما اتهمها ماكرون بصنع أعداء من المسلمين في فرنسا". ولفتت "الجارديان" إلى أن ستطلاعات الرأي أوضحت أن لوبان قد تحصل على أغلبية الأصوات في جولة الاقتراع الأولى، لكن ماركون سيهزمها في جولة الاقتراع الثانية. ورأت "الصحيفة" أن ماكرون حريصًا على تحدي لوبان، مجادلاً إياها بأن البوركيني كان قضية "شأن عام" وليست تحديًا للتقليد العلماني الفرنسي، كما تصفه. وشارك في مناظرة الاثنين أيضًا ثلاثة مرشحين آخرين هم: مرشح يمين الوسط، فرانسوا فيون، والمرشحان اليساريان بونو أمون وجان لوك ميلونشون. وهاجم المرشحون الخمسة بعضهم البعض في القضايا الكبرى التي تهم الفرنسيين، ومن بينها توفير الوظائف والإرهاب وموقع فرنسا في أوروبا. وقال ماكرون في المناظرة" إنه "سيغير الانقسام السياسي التقليدي في البلاد"، بينما قالت لوبان: إنها "تريد أن لا تكون فرنسا "منطقة غامضة" في الاتحاد الأوروبي، أو مجرد تابع للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل"، متعهدة بمنع الهجرة بشتى أشكالها. فيما صرح فيون - أنه إذا انتخب فسيكون رئيسًا لما سماه الإصلاح أو "التعافي الوطني". وانتقد "ماكرون" أيضًا مرشح يمين الوسط فيون، "إذ بعد اتهامه لوبان بالقذف والتشهير قال: إن "العدالة ستنتصر في النهاية كما هي الحال في حالة مرشحين رئاسيين معيينين"، في إشارة واضحة إلى التحقيق القضائي في مزاعم دفع فيون مئات الآلاف من اليوروات لزوجته عن عمل في البرلمان لم تقم به. ونفي فيون هذه المزاعم، رافضًا الانسحاب من السباق الرئاسي، مشتكيًا من أنه ضحية عملية "اغتيال سياسي". واصطدم المرشحون فيما بينهم بشأن كيفية معالجة البطالة، التي ظلت نسبتها عند نحو 10% لوقت طويل. بينما دعت لوبان، آملة في توسيع قاعدة تأييدها، إلى "اقتصاد وطني" وإلى إجراءات حمائية تعطي أفضلية للشركات الفرنسية، لكن فيون قال: إن "خططها ستتسبب في فوضى اقتصادية". يذكر أن عدد من المنتجعات في جنوبي فرنسا منعت ارتداء البوركيني قبل أن تقرر المحكمة الإدارية العليا أن هذا المنع ينتهك الحريات الأساسية. وسيتوجه الناخبون الفرنسيون إلى مراكز الاقتراع في 23 أبريل وإذا لم يحقق أي من المرشحين نسبة أكثر من 50% من أصوات الناخبين، سيعاد الاقتراع في جولة ثانية في السابع من مايو بين المرشحين اللذين حققا أعلى الأصوات في الجولة الأولى.