مكالمة بين رئيس الوزراء التركى وابنه: «صدقى بيه عايز يدفع 10 ملايين والباقى بعدين» بعد يومين من قرار النيابة العامة التركية التحقيق فى تسريب 5 مكالمات بين رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان وابنه بلال، ومدى صحة هذه المكالمات وقانونية تسجيلها، مع ادّعاء أردوغان وحزبه أن هذه المكالمات عن طريق مَن يريدون إسقاط الحكومة والدولة، ظهر على موقع «يوتيوب» قبل منتصف ليل، أول من أمس (الأربعاء)، بدقائق تسريبٌ جديد لمكالمة هاتفية قصيرة بين أردوغان وابنه بلال، تثبت تورطهما فى قضايا الفساد والرشوة التى بدأ التحقيق فيها فى 17 ديسمبر الماضى. المكالمة التى سُرّبت يخبر فيها بلال أباه بأن شخصًا يدعى «صدقى بيه» زاره قبل يوم و«سيدفع 10 ملايين دولار، وسيدفع الباقى فى ما بعد. هل أستمر معه أم لا؟»، فيقول له أردوغان: «لا تأخذ منه شيئًا، لا تأخذ منه شيئًا، هذا المبلغ قليل»، يردّ بلال: «لن آخذ شيئًا، ولكن ماذا أفعل معه؟»، فيقول الأب: «لا تأخذ شيئًا، فليدفع ما اتفقنا عليه. ليس مهمًّا إن أتى أو لم يأتِ. الرؤساء (رؤساء الشركات) أتوا، لماذا لم يأتِ هو؟ ماذا يظنّ هؤلاء؟ هم الآن سقطوا، وسيعودون إلينا مرة أخرى». المكالمة التى تبلغ مدّتها نحو نصف الدقيقة سبقها ناشرها بملخَّص لما جاء فيها وتفسير له، وتلاها بتعريف للمدعو صدقى، فذكر أنه هو صدقى أيان مدير وصاحب شركة «إس أو إم» للبترول فى لندن، ولها عدة أفرع فى عدة دول، وأن أردوغان أرسى على شركة أيان بعض مناقصات التنقيب فى تركيا، وأن صدقى اشترى فيلَّا لابن أردوغان الأكبر براق كان قد طلبها منه، بمليون و750 ألف دولار. وذكر ناشر الفيديو أيضًا أن أيان حين يخاطب أردوغان يناديه «أردوغان بيه»، وهى كلمة تركية تشير إلى المحبة والمودة. يملك صدقى أيضًا، كما جاء فى الفيديو المنشور، شركة اسمها «ترانك ترانزيت» لنقل الغاز من إيران وتركمانستان إلى أوروبا عبر الأراضى التركية، بقيمة 11.5 مليار ليرة تركية سنويًّا، ولكنه لا يدفع التأمين ولا الضرائب ولا الجمارك فى تركيا، ويضيف ناشر الفيديو أن أيان «يدفع رشوة منتظمة لرئيس العصابة» أردوغان. ويبدو أن رئيس الوزراء التركى لا يكتفى بتضييق الخناق على منظومتى القضاء والشرطة اللتين ترصدان وتحققان فى قضايا الفساد المتورط فيها رجاله والمقربون منه، وجاء الدور الآن على رجال الإعلام . وفى واقعة تكشف حالة التضييق تلك طلب مخرج تليفزيونى من مقدم برامج شهير هو أوكان بايولجان -والمعروف بانتقاده لسياسات أردوغان- وعلى الهواء مباشرة قطع حوار كان يجريه مع الصحفى المعارض أنور أيسيفر- والذى كان يكيل انتقادات لسياسات الحكومة بعد الكشف عن تسجيلات نسبت إلى أردوغان وابنه بلال يتحدثان فيها عن إخفاء كمية كبيرة من الأموال من التحقيقات فى الفساد.