فتيات تتراوح أعمارهن بين العشرينات والثلاثينات يرتدين "ساري" أنيقًا يكشف عن أجسادهن الممشوقة وشعرهن الأسود الطويل، يغنين ويرقصن خلف الطبول، ويلقين على بعضهن الألوان وهن يركضن في الشوارع، تبتهج "مي" معهن وتتأثر بحالتهن وهي تشاهدهن عبر شاشة التليفزيون، متمنية أن تكبر سريعًا وتصير شابة لتسافر إلى بلدها المفضل الهند. مرت السنوات سريعًا، وحققت "مي" ما تمنته في طفولتها وسافرت إلى الهند وقررت أن تنقل ثقافتها وفنها إلي مصر، تقول ل"التحرير":"بحب الهند بكل تفاصيلها، وماطلعتش أنا لوحدي، لقيت ناس كتير، اتعرفت عليهم في جروب، وبدأنا نفكر ازاى نقدر ننقل الثقافة الهندية في مصر، فتواصلت مع السفارة الهندية والمركز الثقافى الهندي، وقدرت أعمل حاجات كتير". "هولي فاجوا" مهرجان شعبي هندي يحتفل فيه الهنود بفصل الربيع، ويطوفون الشوارع والميادين ملقين الألوان على بعضهم، استطاعت "مي" أن تعد مثله في القاهرة بالتعاون مع السفارة الهندية على ضفاف النيل، تقول:"جهزت أول مهرجان ألوان فى مصر، ومن بعده الموضوع اتكرر، ودي حاجة بسطتني، لأنى لقيت رد فعل إيجابى كبير جدًا". "سينما هندية" تعرض عددًا من الأفلام الهندية، كلاسيكية ورومانسية وكوميدية، داخل السفارة لمدة أسبوع، تقول عنها "مي": "عملت سينما عشان الناس تيجي وتنبسط وتعرف أكتر عن الفن الهندي، ولقيت إقبال كبير". تنظم أيضا "مي" رحلات إلي الهند، لكنها توقفت هذه الفترة بسبب تعويم الجنيه: "اكانت أكبر رحلة من القاهرة للهند، ولأن علاقتى ومعرفتى كبيرة بالهند، فكنت زي المرشد السياحي ليها، وزورنا أماكن كتير، ولأن دلوقتى الدولار غالى والرحلة بقت مكلفة، فوقفت شوية، بس هرجع تانى، لأنى نفسي أسفر بنتى كمان الهند ومستنية تكبر شوية عشان تستحمل السفر".
بعد أيام، تنوي "مي" إقامة "indian open day" بأحد كافيهات دار الأوبرا لمصرية، تقول عن اليوم: "بشكل عام البضاعة الهندية ليها سمعة كويسة في أى مكان وخاصة مصر، وعشان أنا ليا علاقة بهنود، فبقدر أجيب منهم اللى بحتاجه، وبعمل إيفنت أعرضها فيه، وفي كتير في مصر مهتمين بده".
وتتمني "مي" أن تتعاون مصر والهند في كل الأمور الاقتصادية والثقافية والفنية، وأن يحدث تبادل ثقافى على نطاق أوسع من المتوفر الأن، تقول: "من أحلامى أنه يتعمل معرض كبير، في مصر بمكان مميز، ويتعمل فيه كل الفعاليات الخاصة بالهند".