لم يكن يتوقع أهالي قرية شنو التابعة لمركز كفر الشيخ أن يكون ابن قريتهم "سيف عبد الحليم عابدين سليمان" من ضمن قائمة المفرج عنهم بعفو رئاسي، ولم يكن يتوقع والديه ذلك العفو، ولم يكن يتخيل "سيف" هذا الطالب الذي يبلغ من العمر 23 عاماً أن يتم القبض عليه وتوجيه اتهامات له بالحرق والتدمير "ظلما"، على حد قوله . عندما سمع والداه أنه ضمن المفرج عنهم غمرتهما الفرحة لعودة نجلهما بعد 3سنوات من الغياب والفراق. «التحرير» التقت سيف عبد الحليم، الطالب بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر بمجرد وصوله لمنزل والده بالقرية. مشاعر الفرحة عمت أرجاء القرية فتوافد العشرات منهم لتقديم التهنئة لوالديه وسارعت والدته باحتضانه بعد أن طال فراقه، وسجدت شكرا لله، وقدمت الشكر للرئيس السيسي بعد أن أدخل البهجة على قلبها قائلة: "ربنا يخليك ياريس ودول ولادك واتظلموا، إحنا دوقنا الفراق وقلبي اتحرق على ابني يوم ما دخل السجن بس الحمدلله على عودته". وقال سيف "الحمدلله على عودتي لأهلي وكنت أتوقع العفو بعد أملي الكبير في الله"، مؤكداً أن مشاعر فرحته اختلطت بمشاعر حزن زملائه عندما سمعوا بالعفو الرئاسي عنه، كان أملهم أن يشملهم عفو الرئيس، مضيفاً "وجدت الفرحة الكبرى في عين المفرج عنهم والأهالي خارج سجن طرة". وأضاف أنه ألقي القبض عليه وأودع بسجن أبو زعبل أثناء إجراء التحقيقات، على ذمة القضية رقم 6917 لسنة 2013 جنايات قسم أول مدينة نصر، إلى أن قضت المحكمة بمعاقبته بالسجن 7 سنوات، قضى منهم 3 سنوات بسجن طره 2، مؤكداً أنه يوجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على قراره المنصف بالإفراج عنه. ومن جانبه، أكد عبد الحليم عابدين سليمان والد سيف، أنه منذ سجن نجله والأسرة "متبهدلة" فكل 15 يوما تتوجه لزيارته في السجن وتكلفه كل زيارة 500 جنيه، وأنهم كانوا يأملون في الإفراج عنه في أقرب فرصه، وكانوا يقضون الليل في انشغال وهم وحزن وألم حتى جاء الفرج من الله بالعفو الرئاسي. وأضاف والد سيف، "غمرتنا الفرحة الكبرى بعفو الرئيس وارتاح قلبي"، متمنياً من الرئيس عبدالفتاح السيسي الإفراج عن كل السجناء من الطلاب الذين لا ذنب لهم ويعتبرهم الرئيس أولاده. قال إبراهيم عبد الحليم عابدين سليمان "طالب بمعهد مساحة"، شقيق الطالب "سيف الدين" المفرج عنه، إن والده والدته اسقبلا العفو الرئاسي بفرحة كبيرة، مؤكداً توافد عدد من أهالي القرية بمنزلهم لتهنئة والده ووالدته خاصة أن العفو الرئاسي أعاد الحق لأصحابه، وأدخل الفرحة منزلهم لأن شقيقه بريء من حرق كلية التجارة كما اتهموه في المحضر . وأضاف إبراهيم أنه تم القبض عليه يوم 28 ديسمبر عام 2013، أثناء توجهه لأداء امتحانات "التيرم" الأول بالسنة الثانية من كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، وأنه واجه عدة تهم منها حرق كلية التجارة بنفس الجامعة، وغيرها من الاتهامات، وحكم عليه بالسجن ٧ سنوات، قضى منهم ٣ سنوات، وكان نزيلًا بسجن "أبو زعبل" أثناء التحقيقات، وعقب صدور الحكم عليه، نقل إلى سجن "طرة". وقدم الشكر للرئيس السيسي قائلاً "أشكر السيسي على العفو عن أولاده خاصة الطلاب حتى لا يضيع مستقبلهم" ،مشيراً إلى أنهم لم يتوقعوا العفو عنه ولكن جاء القرار ليُثلج صدورهم.