نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، نص حوار أجراه مراسلها دبليو جي هيننغان مع قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل، وعنونت الصحيفة الحوار ب "المعركة ضد تنظيم الدولة سوف تستغرق أسابيع إن لم تكن شهورًا". وقالت الصحيفة في بداية الحوار، أن فوتيل تحدث، بعد عودته من زيارة إلى المنطقة، وإطّلاعه على سير العمليات العسكرية هناك، حيث سأله "هيننغان" عن التحديات التي تواجه القوات العراقية في عملية استعادة مدينة الموصل، فأجاب "أن مهمة الحفاظ على زخم المعركة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة تُعد تحديًا لأي جيش، بما في ذلك القوات الأمريكية وهو ما علينا مراقبته". وأشارت إلى أنه عند سؤال "فوتيل" عن دور الميليشيات الشيعية في العملية، لم تكن إجابة الجنرال واضحة، حيث نوه إلى عمليات حرف الانتباه، التي قام بها التنظيم في كركوك والرطبة، وكيف كانت القوات العراقية قادرة على مواجهة هذه التحديات، اعتمادًا على القوات المحلية، دون تغيير وجهة القوات التي تدير المعركة على الموصل. وأشار "هيننغان" إلى أنه لدى سؤال "فوتيل" عن أثر الغارات على المدنيين في المدينة، خاصة أن المعركة تنتقل الآن نحو التجمعات السكانية، أجاب الجنرال الأمريكي قائلًا: "رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي وافق على خطة الهجوم النهائية، أعطى عددًا من الإرشادات حول كيفية استخدام الطيران في داخل الموصل وخارجها، وأكد على أهمية ضرب مراكز القيادة والتحكم التابعة للتنظيم، مُضيفًا أنّه يُريد التركيز على مواقع تحتفظ بها الدولة بأسلحة، وتعد أهدافًا عسكرية واضحة، ومن أجل منع مزيد من المعاناة الإنسانية. ونقلت الصحيفة عن الجنرال فوتيل قوله: "بالتأكيد، نرد على مطالب من القوات الأمنية العراقية بشن غارات، وعلينا التأكد من أثرها على الأرض، فقد تعلمنا من دروس الرمادي، حيث حلّ الكثير من الدمار بسبب الذخيرة التي ألقيناها، وعندما تدمر شيئًا فعليك إعادة الإعمار، ولذلك فإننا سنحاول تحقيق نوايا رئيس الوزراء". ويبين هيننغان أنه عند سؤال فوتيل عما إذا كان سكان الموصل، وغالبيتهم سُنَّة، سيرحبون بالقوات العراقية ذات الغالبية الشيعية، فإنه أجاب قائلًا: "أعتقد أن الطريقة التي تدير فيها الأمور، والطريقة التي ستتصرف فيها القوات العراقية المدعومة من قوات التحالف واضحة، والطريقة التي ندير فيها عملياتنا، التي تأخذ فيها بعين الاعتبار أثرها في المدنيين، والطريقة التي نقدم فيها الدعم بشكل سريع من أجل إرسال رسالة بأن القوات العراقية تركز عملها على مساعدة الناس الفقراء الذين عاشوا تحت حكم تنظيم الدولة لسنوات".
ونقلت الصحيفة إجابة الجنرال حول سؤال عن مُقاتلي التنظيم، وعما إذا كانوا هربوا من الموصل، حيث قال: "القيادة العراقية قالت إن هناك مجموعة من الانشقاقات، وكان هناك خمسة إلى ستة أشخاص، وفي بعض الحالات لا يحملون أسلحة، ويبدون مدنيين، ولا يمكن متابعتهم؛ لأنهم جماعات صغيرة، ولم نشاهد مجموعات كبيرة يتحركون في المدينة، ومن المحتمل مشاهدة أكثر". وقال الجنرال فوتيل عن الحملة المتوقعة لاستعادة الرقة: "في هذه الحالة لديك تنظيم الدولة، الموجود في مدينة كبيرة، ويتحرك عناصره بين الناس، ولهذا أعتقد أن هذا الوضع صعب، والقدرات المطلوبة هي عدد القوات المطلوبة، ويجب تدريبها وتحضيرها للمعركة، وفي بعض الحالات يجب أن يتم إعدادها للعملية، وهناك حاجة للتخطيط لهذا كله". وذكر الكاتب أن فوتيل قال: إنّ "المرحلة الحالية هي للتحضير"، مُتابعًا أن قواته تتابع على الأرض بتوفير الدعم، وبناء أجيال من القوات، وتوفير القدرات من أجل تولي هذا الأمر، وما سنراه لاحقًا هو عزل الرقة، والهجوم عليها". واختتم "هيننغان" حواره بسؤال الجنرال عما سيحدث بعد هزيمة تنظيم الدولة، فأجاب قائلًا: "أعتقد أن لا أحد لديه أوهام حول هذا الموضوع، فمعركة الموصل مهمة، لكنها لن تكون الأخيرة، وليست كافية لمعالجة الهزيمة النهائية للعدو، وفي الوقت الذي نقوم فيه بتحطيم الخلافة كما يُطلق عليها، فإننا نتوقع أن تتحول إلى شكل من أشكال المنظمات الإرهابية: ذات عناصر صغيرة متفرقة، وليست قلقة حول كيفية الحفاظ على الأراضي، وتركز على تنفيذ الهجمات".