لم أقرر ما سأفعله بأكثر من مليون دولار سأتسلمها مع الجائزة فى أول حوار لها منذ حصولها على جائزة نوبل للآداب لعام 2013 مع صحيفة «جلوب آند ميل» الكندية بدت آليس مونرو أنيقة وساحرة وحادَّة كعادتها بشَعرها الفضى المموّج بهدوء، الشَّعر الفضى القصير الذى يميّز ملامح وجهها عندما كانت تجلس فى بهو فندق فيكتوريا بمقاطعة كولومبيا البريطانية فى كندا. وكشفت مونرو التى تعد أول مواطنة كندية تفوز بالجائزة الأدبية الأكثر شهرة فى العالم، إنها تحدّت أوامر ناشرها بعدم «إجراء مقابلات» خلال حوارها القصير الذى تحدثت خلاله عن الإثارة التى شعرت بها بعد الفوز، وشكرت لجنة نوبل، وحثت معجبيها على «الاستمرار فى القراءة». ولدى سؤالها عما إذا كان لديها كتاب واحد أخير لتقوم بتأليفه، قالت ضاحكة: «كتاب آخر؟ ليس لدىَّ أدنى فكرة. أنا كبيرة فى السن جدا كما تعرف»؛ لكنها أضافت: «ربما، ربما. أنت لا تدرك أبدا هذه الأمور». وأعربت مونرو التى أشادت بها الأكاديمية السويدية بوصفها «سيدة القصة القصيرة المعاصرة» على استحياء عن سعادتها ودهشتها بأنها قد تم اختيارها للفوز بالجائزة بها؛ وقالت «كل هذه الإثارة؟! لا يمكننى أن أصدق ذلك»، مضيفة: «إنه أمر رائع. رائع فقط». ويبدو أنها قد تأثرت بالاختيار، وقالت إن الجائزة كانت «غير متوقعة تماما» ولكن «هذا يعنى أنك تحظى بالكثير من التقدير هناك، وبالنسبة إلى الكاتب، أعتقد أن هذا يمثل دائما قليلا من المفاجأة». وحثَّت مونرو، التى تعد أول مؤلفة كندية تفوز بجائزة نوبل فى الآداب، معجبيها بالاستمرار فى القراءة. وقالت الروائية التى تشتهر بقصصها القصيرة، إنها لم تقرر حتى الآن ما ستفعله بأكثر من مليون دولار التى ستتسلمها مع الجائزة، وعندما سألها مصور «جلوب» جون ليمان: ما الخطوة التالية؟ أجابت ساخرة: «سأذهب لتناول الغداء». وفى إطار الاحتفاء بمونرو نشرت مجلة «نيويوركر» الأمريكية حوارا سابقا أجرته محررتها الأدبية معها عام 2008، حيث دار بينهما حديث لمدة ساعة تحدثت خلاله عن نشأتها فى المناطق الريفية فى أونتاريو، وبداية كتابتها للقصص القصيرة عندما كانت أمًّا شابَّة، ومراحل تغير أسلوب كتابتها ومواقفها تجاه عملها على مر السنين. قالت مونرو إن فى بلدتها وينجهام: «أحد أسوأ الأشياء التى يمكن القيام بها» هو لَفْت الانتباه إلى نفسك.. وأن النساء هناك كن «يشققن طريقهن بصعوبة إلى الكلية». وأوضحت أنها كانت تشعر بأنها تنتمى إلى مكان آخر، وقالت إنها بدأت كتابة القصص فى سن مبكرة، بعد تأليف نهاية أكثر سعادة لنسخة هانز كريستيان آندرسن المأساوية من «الحورية الصغيرة» التى وصفتها بأنها لا يمكن أن تُحتمل؛ مضيفة: «ومنذ ذلك الحين، كنت أحكى لنفسى القصص طوال الوقت.. حيث كنت أمشى مسافة طويلة إلى المدرسة». وفى معرض حديثها عن عملية الكتابة، أوضحت مونرو أنها تقضى الكثير من الوقت تحدق خارج نافذة منزلها، لتسمح لأفكار قصصها بالاختمار فى رأسها. وأضافت «زوجى يعرف الآن». كان يقول لى: «أنا أعرف أنك تفكرين»؛ لأنه «خلافا لذلك كان سوف يعتقد أننى المخلوقة الأشد كسلا على وجه الأرض»؛ على حد قولها. وأشارت إلى أنها كانت تقضى الكثير من الوقت فى تنقيح القصص وإجراء التعديلات الضرورية عليها لتخرج بالشكل الملائم؛ حتى إنها كانت تستيقظ فى منتصف الليل، وتقوم بتغييرها». مونرو كانت قد أعلنت قبل بضع سنوات أنها ستتوقف عن الكتابة، على الرغم من توقفها الذى استمر لمدة 3 أشهر فقط، وفى شهر يونيو من هذا العام، أعلنت اعتزالها مرة أخرى. أما زوجها السيد مونرو فلا يزال يتذكر كيف «تفاجأ» الناس ليس فقط عندما ألّفت زوجته السابقة كتابها الأول، ولكن عندما نشرته ونالت استحسان نقاد الأدب. ووصف مونرو بأنها «نسوية قبل اختراع النسوية» قائلا: إنه كان دائما يؤمن بموهبتها، وهذا هو السبب فى أنه لم يتفاجأ حين أيقظه محرر صحيفة «جلوب» وأخبره أن زوجته السابقة قد فازت بجائزة نوبل. وفى تعليقه على نوعية كتاباتها، قال إنها «جيدة مثل أى من الأشخاص الذين فازوا بجائزة نوبل بل وأفضل من البعض»؛ مضيفا: «إنها كانت دائما تكتب القصص» متذكرا عندما كتبت فى الخمسينيات قصة «شكرا على التوصيلة» التى نشرتها فى مجموعتها الأولى، وشعر عندما قرأها أن هذه القصة لا تقل جودة عن أى قصة قرأها؛ مضيفا: كنت من أكبر المعجبين بالقصص القصيرة أكثر من أى شخص آخر». أما عن الشىء الوحيد الذى فاجأه فهو طول الوقت الذى تم استغراقه قبل اختيار زوجته السابقة للفوز بالجائزة.