فنى أسنان: البلطجية أوسعونى ضربا وسحلا عندما حاولت إسعاف أحد المصابين حصلت «التحرير» على تفاصيل التحقيقات التى أجرتها نيابة غرب القاهرة الكلية، بإشراف المستشار أحمد البقلى المحامى العام الأول للنيابات، مع المتهمين فى أحداث رمسيس الدامية التى وقعت فجر يوم الثلاثاء الماضى، وأسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة المئات، فى أثناء حدوث اشتباكات بين مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى من جانب، وأجهزة الأمن والأهالى من جانب آخر. النيابة انتقلت إلى مكان احتجاز المتهمين البالغ عددهم 408 لصعوبة ترحيلهم إلى النيابة لكثرة أعدادهم وخشية تجمع أى من أنصارهم وذويهم، وتبين حدوث تضارب فى أقوال المتهمين، ومن بينهم أحمد حسن حسن أبو الفرج، 25 سنة، فنى أسنان، من بورسعيد، الذى قال أمام النيابة إنه كان يمر فى رمسيس وقت الاشتباكات، وعندها أصيب أحد المشاركين فى مسيرة مؤيدة لمرسى إصابة خطيرة فى عينيه، مما دعاه إلى حمله بمعاونة آخرين وجرى به نحو سيارة الإسعاف، وفى أثناء استقلالهم السيارة، أوقفهم بعض البلطجية المجهولين وأنزلوهما من السيارة بسبب كونهما أصحاب لحى، وتعدوا عليه وعلى المصاب بالضرب والركل فى كل أنحاء جسدهما ثم قاموا بعدها بسحله على وجهه فى الشارع وسلموه إلى الشرطة، وأثبتت النيابة إصابة المتهم بقطع فى ظهره بآلة حادة وجروح عدة فى وجهه، وقال المتهم «كيف أتحول من مجنى عليه إلى متهم لمجرد كونى صاحب لحية». أما أحمد عبد البديع، 38 سنة، مدرس لغة عربية، مقيم بأسيوط، فكانت روايته مختلفة، حيث أكد أمام النيابة أنه قدم من الصعيد لتقديم أوراق لإحدى شركات التوظيف بالخارج، إلا أنه وصل قبل أذان المغرب مباشرة، فلم يجد أمامه إلا أن يدخل مسجد الفتح للإفطار به وأداء صلاة التراويح، ثم يذهب للبحث عن «لوكاندة» يقيم بها، تمهيدا للاستيقاظ فى اليوم التالى لتقديم أوراقه للشركة، وبسؤال المحقق له عن طبيعة مشاركته فى المظاهرات التى قطعت شارع رمسيس، أجاب المتهم بأنه سمع دوى طلقات نارية أمام المسجد بعد صلاة التراويح، فخرج وسط الزحام أمام المسجد فوجد بلطجية يحاصرونه، وقاموا بالتعدى على من بداخله، ولم يتمالك وعيه حتى وجد نفسه داخل قسم شرطة الجمالية وبه إصابات عديدة. رجب نايل، 27 سنة، كهربائى من إمبابة، اعترف بأنه كان من بين المعتصمين برابعة واستقل هو وآخرون سيارة ميكروباص لتوصيله إلى ميدان رمسيس للمشاركة فى مسيرة مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، وفى الطريق أوقف مجهولون السيارة وفتشوا من بداخلها، وعندما علموا بقدومهم من رابعة أفرطوا فى التعدى عليهم بالضرب حتى اصطحبوهم بالقوة إلى خارج السيارة، وسلموه إلى الشرطة بحجة ارتكابهم لأعمال بلطجة. النيابة من جانبها وجهت إلى المتهمين تهما بالتجمهر لتكدير السلم والأمن العام، وارتكاب جريمة استعراض القوة، وإلقاء الذعر والخوف فى نفوس المارة، وتعطيل الطريق العام، ووسائل النقل والمرافق والانضمام إلى إحدى العصابات المؤسسة على خلاف القانون بغرض الدعوة لتعطيل الدستور والقانون، وتعطيل مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعى. كانت النيابة قد أمرت بحبس 408 متهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، من بينهم 70 تم حبسهم 15 يوما احتياطيا على ذمة أحداث رمسيس والفجالة والسبتية، قبل أن يأمر قاضى المعارضات بتجديد حبس 245 متهما منهم 15 يوما أخرى، فى ضوء الأحداث الدامية التى تزامنت مع مسيرات ومظاهرات مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى برمسيس، والتى نتج عنها حرق مقر نقطة شرطة رمسيس وتحطيم محطة ترام مصر الجديدة، وإصابة المئات برش الخرطوش.