الزيارة هى الأولى لمسؤول أمريكى منذ ثورة 30 يونيو التى أطاحت بنظام حكم الإخوان الحليف للولايات المتحدة، فوصل وليم بيرنز، نائب وزير الخارجية الأمريكية، بعد 10 أيام من عزل الرئيس السابق محمد مرسى، ليجتمع برؤوس الدولة، الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور ورئيس الحكومة المكلف د.حازم الببلاوى ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى ليقول لهم ماذا؟ ما الرسالة التى أرسلها الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى المصريين بعد أن رفض الاعتراف بثورتهم وشرعيتهم، وظل يطنطن بالشرعية المنتخبة ويلوح بقطع المساعدات للضغط على الشعب المصرى لتسليم البلاد مرة أخرى إلى أعدائها. بيرنز وصل مساء الأحد على متن طائرة عسكرية، قادما من اليونان على رأس وفد ضم ثلاثة من كبار مساعديه. ووفقا لبيانها فقد أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن بيرنز سيقابل بعض أعضاء الحكومة الانتقالية للتشديد على ضرورة وضع حد للعنف والمضى قدما نحو إقامة حكومة منتخبة ديمقراطيا. وسيلتقى أيضا المسؤولين التنفيذيين لبعض الشركات وبعض أعضاء المجتمع المدنى. وأضافت، فى بيان مقتضب: «فى كل هذه الاجتماعات سيؤكد دعم الولاياتالمتحدة للشعب المصرى ووقف كل أشكال العنف وتنفيذ عملية انتقالية تفضى إلى حكومة مدنية لا إقصائية منتخبة بطريقة ديمقراطية». الإدارة الأمريكية لا تزال تحاول صياغة موقفها من الثورة التى أطلقها الشعب لاستعادة بلاده، وللأسف تتحرك بنفس إيقاعها فى ثورة 25 يناير قبل أكثر من عامين، لكن الفارق أنها أمام خيارين، أفضلهما مر، فالاستماتة وراء الإخوان لإبقائهم حليفا أو كنزا استراتيجيا لأمريكا وإسرائيل تصطدم مباشرة بالشعب المصرى وليس بالقوى السياسية المتصارعة على الحكم، ومن ثم فإن عقد صفقات سرية لفرض الإخوان مرة أخرى لن يجدى. ومحاولة فرض عقوبات على الجيش بدعوى قيامة بانقلاب يعنى معاقبة الشعب الذى كلف الجيش، فالمواجهة مع الشعب المصرى فى الحالتين، ربما لهذا السبب تجنبت الإدارة الأمريكية وصف الثورة المصرية ب«الانقلاب»، وعلقت تعميم هذا الوصف حتى تدرس الأوضاع، فماذا يفعل بيرنز فى القاهرة؟ وهل حقا جاء بعرض لخروج آمن لقادة الإخوان يحصنهم من مواجهة عقوبات جرائم جنائية مطلوبون على ذمتها؟ بيرنز انتقل من اجتماع إلى آخر تصحبه السفيرة الأمريكية آن باترسون، التى تملأ صورها ميادين الثورة بشعار واحد «عودى إلى بلادك» بالعربية والإنجليزية، فاجتمع برئيس الحكومة د.الببلاوى للوقوف على خطوات الانتقال الديمقراطى غير الإقصائى للنظام فى مصر، كما حددت الخارجية الأمريكية، لكن ذلك لم يمنع أن يصدر فى اليوم السابق لوصوله وليام بيرنز، أمر من النيابة العامة بتجميد أرصدة 14 قياديا إسلاميا، بينهم أعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين على رأسهم المرشد العام للجماعة ونائبه خيرت الشاطر، ضمن إجراءات التحقيق فى اتهامات بالتحريض على العنف فى أثناء مظاهرات. ووفقا لبيان صحفى عسكرى فإن الفريق السيسى التقى بيرنز وباترسون والوفد الأمريكى لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحة المصرية، وتبادل وجهات النظر حول المستجدات فى المشهد السياسى المصرى، وعدد من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تدعيم أوجه التعاون فى ضوء العلاقات المتميزة التى تربط الدولتين. وبعد اجتماعه بالرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور بقصر الاتحادية ألغت الرئاسة مؤتمرا صحفيا كان محددا لنائب وزير الخارجية، وأعلنت إصدارها بيانا حول الاجتماع لاحقا.