تطوّرت لعبة كرة القدم إلى حدّ فاق جميع التوقعات، بالنظر إلى الأصول المتواضعة لهذه الرياضة، خاصةً فيما يتعلق بالمعدات المستخدمة في اللعبة، حيث بدأ لعبها لأول مرة عن طريق ركل قربة مصنوعة من جلود الحيوانات، وكان من أهم عوامل تطور كرة القدم في السابق هو اكتشاف "تشارلز جوديير" طريقة لتقوية المطاط، واستخدامه في صنع الكرة. وفي عام 1990 تم اكتشاف كرة قدم يصل عمرها إلى 450 عامًا، في قلعة ستيرلنج بأسكتلندا، حيث وُجدت مخبأة في العوارض الخشبية لغرفة نوم "ماري ستيوارت"، ملكة أسكتلندا الشهيرة، وهي مصنوعة من مثانة خنزير، وتم تغليفها بجلد غزال ثم خياطتها. وتتناول «التحرير» في هذا التقرير الحلقة الثانية من سلسة الحديث عن قوانين كرة القدم وتطورها عبر التاريخ « الحلقة الأولى » تطور الكرة تتحدث الحكايات حول تاريخ كرة القدم عن رؤوس الخنازير المستخدمة في القرون الوسطى، كما صُنعت الكرات الأولى من مثانات الحيوانات، والتي كانت تُنفخ بالفم، قبل أن تصبح الكرات أكثر صلابة، حيث صارت تُصنع من الجلد والفلين في إنجلترا، خلال القرنين ال18 وال19، ثم من المطاط والخشب في بلاد أخرى. وجاء التطوّر المفاجىء لكرة القدم في منتصف القرن ال19، مع اختراع أكياس المطاط الهندية، ومضخة هواء لنفخها، ما ضمن استدارة الكرة لأول مرة. وفي عام 1872 أرسى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم "المبادىء التوجيهية الأولى" للعبة، موضحًا أن الكرة يجب أن تكون كروية، بمحيط 68 سنتيمتر، ومُغلّفة بالجلد، وتزن ما بين 396 و453 جرام، في بداية المباراة. وكانت الإشارة إلى وزن الكرة قبل بداية اللعب هامة في ذلك التوقيت، لأن الكرات الأولى كان لديها ميل لامتصاص المياه خلال المباراة. وتميزت فترة بداية تطور اللعبة بوجود اختلافات إقليمية حول طبيعة الكرة، ففي نهائي النسخة الأولى من كأس العالم، عام 1930، أصر كل من منتخبي الأرجنتين والأوروجواي على اللعب بكرته الخاصة، ليدور جدال حماسي قبل بداية المباراة حول هوية الكرة المستخدمة، ولكن تم اللجوء إلى حل وسط، حيث اُستخدمت كرة الأرجنتين في الشوط الأول، وكرة الأوروجواي في الشوط الثاني، والذي ربما كان حاسمًا في قلب نتيجة المباراة، حيث عادت الأوروجواي من التأخر بنتيجة 1-2، لتنهي المباراة لصالحها 4-2. كرة الأوروجواي كرة الأرجنتين وكانت الكرة عاملاً رئيسياً أيضاً في نهائي كأس العالم 1934، عندما تخلّفت إيطاليا 1-0 أمام تشيكوسلوفاكيا، قبل 8 دقائق على نهاية المباراة، ولكنها عادلت النتيجة بتسديدة من "رايموندو أورسي"، انحرفت عن مسارها لتخدع الحارس التشيكوسلوفاكي بشكل غير مألوف، وتسكن الشباك، وعقب ذلك يفوز الأزوري باللقاء بنتيجة 2-1 بعد التمديد بالشوط الإضافي، ويحرز اللقب. وحاول "أورسي" في اليوم التالي للمباراة تكرار المحاولة 20 مرّة أمام المصورين المحتشدين، لكنه عجز عن ذلك. الكرة الحديثة بدأت شركة "أديداس" في إمداد بطولات كأس العالم بالكرات بدءًا من عام 1970، حيث اُستخدمت في البطولة كرة "تيلستار"، التي على الرغم من غلافها الجلدي، حققت تقدّماً حاسماً من خلال القضاء على امتصاص الماء. وفي كأس العالم بالمكسيك 1986، قدمت "أديداس" كرة "أزتيكا"، وهي أول كرة اصطناعية بالكامل في التاريخ. وشهدت السنوات التالية تطورًا تكنولوجيًا ومعالمًا جديدة للكرة، ابتداءً من "تريكولور" عام 1998، باللونين الأسود والأبيض، و"تيم جايست" عام 2006، مرورًا ب"جابولاني" عام 2010، وصولاً إلى "برازوكا" في البرازيل 2014. - أبرز التعديلات التي طرأت على "الكرة" عبر التاريخ - في عام 1871 كان محيطها بين 68,5 سم و71 سم. - في عام 1898 كان وزنها بين 370 جرام و 425 جرام. - في عام 1906 صار واجبًا أن يكون الغطاء الخارجي للكرة مصنوعًا من الجلد. - في عام 1923 تم تعديل وزن الكرة ليصبح بين 370 و450 جرام. - في عام 1937 تم تعديل محيط الكرة ليصبح من 68 سم إلى 71 سم، ووزنها من 396 جرام إلى 453 جرام. - في عام 1994 تم تعديل وزن الكرة ليصبح 445 جرام. - أصبح وزن الكرة في عام 2014 خلال كأس العالم بالبرازيل 437 ± 2 جرام. معدات اللاعبين يعود تاريخ أوّل أحذية خاصة بكرة القدم إلى عام 1526، من عهد ملك إنجلترا، هنري الثامن، حيث يوجد زوج من الأحذية في "خزانة العظيم" الشهيرة. ووصفت التقارير الأحذية الملكية بأنها مصنوعة من الجلد القوي، وأثقل من الأحذية العادية في تلك الحقبة، ولم يتغيّر هذا النموذج لعدة قرون. وفي القرن التاسع عشر، استمر لاعبو كرة القدم في ارتداء أحذية ثقيلة، مع أربطة طويلة، وحماية فولاذية للأصابع، مع تطور وحيد تمثل في الأزرار المعدنية، أو المسامير، من أجل تماسك أفضل على الأرضيات المزحلقة. وظهرت المسامير التي يمكن استبدالها وفقًا لأنواع الأقدام لأول مرة في عام 1925، لكنها احتاجت إلى عقدين من الزمن، من أجل الانتقال من التركيز على حماية القدم، إلى تقديم أفضل تجهيز للسيطرة على الكرة والتمرير والمراوغة. جلبت ستينيات القرن الماضي خرقاً هاماً للتقاليد، مع ظهور أحذية ما أسفل الكاحلين. وتبع ذلك تقدم تكنولوجي إضافي في التسعينيات، من خلال إطلاق "أديداس" حذاء "برداتور" الرائد. وركّز صناع الأحذية الكروية في السنوات الأخيرة على الخفّة، حيث صارت الأحذية تزن نحو 150 جرامًا، فيما خاض لاعبو القرن التاسع عشر المباريات بأحذية وزنت أكثر من كيلوجرام. - أبرز التعديلات التي طرأت على المعدات الكروية - في عام 1863 أصبح غير مسموح بارتداء الأحذية المصنوعة من المطاط الناشف. - في عام 1887 صار واجبًا على الحكم أن يقوم بالتفتيش على ملابس اللاعبين. - في عام 1925 أصبح لازمًا أن تكون ملابس جميع لاعبي الفريق من لون واحد. الملعب - في عام 1863 كان طول الملعب 180 مترًا وعرضه 90 مترًا، ولكن لم يكن هناك نصًا ملزمًا بذلك في قانون اللعبة. - في عام 1906 أصبحت أبعاد الملعب كما يلي:- الطول من 100 إلى 110 أمتار، والعرض من 65 إلى 75 مترًا. - في عام 1920 أصبحت أبعاد الملعب كما يلي:- الطول من 90 إلى 120 مترًا، العرض من 50 إلى 90 مترًا. وتطور تحديد الملعب كالتالي: - في عام 1863 كان الملعب يُحدد فقط بإحاطته ب6 أعلام. - في عام 1898 حُدد الملعب بخطي تماس وخط مرمى. - في عام 1909 انتقلت رايتا خط منتصف الملعب للخارج، على مسافة متر واحد من الجهتين. - في عام 1913 ظهرت دائرة منتصف الملعب، بنصف قطر 9 أمتار. مناطق اللعب - في عام 1898 حُددت المنطقة الركنية، بحيث تكون عبارة عن ربع دائرة نصف قطرها متر واحد. - في عام 1903 حُددت منطقة المرمى ومنطقة الجزاء ونقطة الجزاء، بنفس أبعادها الحالية. - في عام 1937 تم تخطيط قوس خارج منطقة الجزاء، بناءً على اقتراح الحكم المصري "عثمان نوري" . المرمى - في عام 1863 كان المرمى عبارة عن قائمين المسافة بينهما 7,30 متر، بدون عارضة أفقية. - في عام 1866 وُضعت عارضة أفقية فوق القائمين، ولم يُحدد ارتفاعها، وكانت في هذا الوقت عبارة عن حبل، أو أي شيء مشابه. - في عام 1883 صُنع القائمين والعارضة من الخشب. - في عام 1894 تم تحديد سُمك القائمين والعارضة، ليصبح 12,5 سم. - في عام 1925 تم وضع الشبكة خلف المرمى. - في عام 1937 حُددت أبعاد المرمى بالضبط، وكان العرض 7,32 متر، والارتفاع 2,44 متر.