صورة: إسراء الطيب فيديو: علي السيوفي ثقب دائري صغير الحجم يحول مصير تلك البيضة ذات السطح الأملس السيراميكي، قد تتفاجئ في بادئ الأمر أن تلك البيضة يمكن أن تتحول لتحف فنية كاملة يمكنك وضعها ضمن ديكور شقتك، رحلة طويلة تأخذك فيها فرشاة مها شلبي عاشقة الرسم التي نجحت في تحويل بيض النعام لتحف فنية في كل بيت. قد تستغرق ساعات وأيام في بيضة واحدة، إلا أنها لا تشعر بالملل أو التكاسل، فهي مستغرقة في رحلتها خاصة من متعة الفن رغم مشتقته، بداية من جلب البيض من مزارع النعام وتفريغه من محتوياتها ثم تنظيفه وتعقيمه وحتى تنتهي أخر لمسة لفرشاتها منفذة تحدي جديد لها على سطح البيضة. تروي مها عن رحلتها مع بيض النعام "أول مرة أعرف إن ممكن يترسم عليه وعرفت فكرته من حوالي 7 سنين من الإنترنت، ابتديت أدور بيتباع فين وأحاول أنفذ أفكار جديدة عليه، لكن المشكلة حتى الآن إن مش كل الناس تعرف إنها ممكن يكون بيض النعام قطع ديكور عندها في البيت، وإنه ميفرقش عن الفازات وأي قطعة ديكور، وبيختلف عن أي بيض تاني في أن قشرته أسمك وسطحه قابل للرسم". تحول مها البيض من سطح أصم لعالم من المراكب الشراعية والفراعنة، وأحيانًا تجدها ترسم الأشكال الفرعونية المختلفة وتجسد الأسود والنمور على قشرة البيضة بدقة بالغة وحرص في كل خطوة. ولم تكتفِ مها بمرحلة الرسم على البيض فقط، بل اتجهت إلى النحت عليه بحرص شديد قائلة: "لو حد إيده مش مالكة البيضة ومتدرب عليها ممكن بسهولة يكسرها لو حاول ينحتها أو ينفذ شغل الفراغات، لازم الإيد تكون مظبوطة وتشتغل بدقة خصوصا إننا بنستخدم شنيور صغير أشبه باللي بيستخدمه طبيب الأسنان فلازم الحرص الشديد". واستطاعت أعمال مها أن تكسر حاجز الفاجئة التي عاشها الجمهور مع أعمالها في بادئ الأمر واستغرابهم كيف يمكن الرسم على بيض النعام، وبدأ الأقبال يتزايد على الرسم على البيض وبشكل خاص الرسومات الفرعونية وحفر الآيات القرآنية، وتعلق مها: "أصعب حاجة كان تجسيد تمثال توت عنخ آمون لأن تفاصيله كتير جدًا ودهبي بجانب الظلال اللي في الصورة". لم تكن تعرف مها خريجة إدارة الأعمال والتي تعمل في مجال الاستيراد والتصدير منذ أعوام مضت أنها ستتجعل للرسم مساحة أكبر في حياتها بشكل كبير، فباتت تقيم المعارض الفنية في القاهرة وشرم الشيخ وغيرها من المناطق السياحية. وتوضح مها: "دايمًا بلاقي الأجانب بيقدروا أكتر الفن وعارفين قيمة العمل نفسه ومراحل الصعاب اللي بيمر بيها، على عكس كتير من المصريين، ونفسي الرسم على النعام ينتشر جدًا في مصر لأن في أفكار كتير جدًا عشان تتحق لازم يكون في معدل طلب أكتر من الناس عشان نقدر نطلع كل الأفكار المختلفة والجديدة". تبدأ الرحلة دائمًا في حياة كل فنان بموهبة تستهوية ويصبح عاشقًا لها، يعيش تفاصيلها في حياته اليومية ويورثها لأبنائه، كما فعلت مها مع ابنتها نوران ذات ال14 عام، لتكون الموهبة جزءًا لا يتجزأ من حياة الفرد يبحث بها عن التفرد في كل شيء وتصبح أعماله فريدة من نوعها، فلم تحترف مها الرسم على بيض النعام فقط بل سبقه عشق الرسم منذ صغرها ليكون باب لها في موهبة تعيش معها أبد الدهر.