رسائل عديدة وجَّهها الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، إلى الشعب، خلال لقائه بعددٍ من ممثلي فئات الشعب. خطاب السيسي ورسائله الموجهة من خلاله تطرَّقت إلى مختلف القضايا والموضوعات التي تشغل بال الرأي العام الدخلي. استقرار الأمن تحقَّق والتحديات قائمة استهلَّ الرئيس السيسي حديثه بالتأكيد على ما أسماه "الاستقرار الراهن" في الأوضاع الأمنية، غير أنَّه شدَّد على ضرورة ألا ينسى الشعب أنَّ التحديات لا تزال قائمة، رغم هذا الاستقرار. وقال السيسي إنَّ هناك محاولات لإحداث شقاق في الوحدة الوطنية من أجل إلحاق الضرر بالوطن، لافتًا إلى أنَّ التحدي الحقيقي أمام قوى الشر هو الحفاظ على التركبية والكيان المصري. السيسي.. ليس إخوانيًّا وليس سلفيًّا وليس خائنًا لمرسي تحدَّث الرئيس عن جماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي، فأكَّد أنه ليس إخوانيًّا أو سلفيًّا ولن يكون كذلك. وأضاف: "أنا مصري شريف لا أباع ولا أشترى، أنا قلت للرئيس الأسبق إنَّ الجيش يحترم اختيار الشعب له، ونحن لم نتآمر على أحد، ولم نخن أحدًا.. والله لم يحدث إلا إخلاص وشرف واحترام". وتابع: "لم نتآمر على أحد في 30 يونيو.. أدينا واجبنا وقدمنا للرئيس الأسبق العمل بكل إخلاص، وكنا بنقدم تقدير موقف له عن التحديات الراهنة علشان ننقذ الوطن من الانهيار.. حتى يوم 3 يوليو 2013، حاولنا التوصل إلى مخرج للأزمة، كان ممكن يكون ده على حساب قيادات الجيش لكن مكنش هيكون على حساب الوطن". واستطرد: "قدمنا لهم في 3 يوليو دورة جديدة للعملية السياسية، وهذا لن يقدم لهم مرة أخرى، العملية كانت صعبة وأحد أهم أسباب صلابة مصر هي وحدة شعبها باستثناء فئة واحدة.. ربنا يهدي الجميع". تيران وصنافير.. جزيرتان سعوديتان ب"تأكيد الرئيس" متحدثًا عن أزمة إعلان الحكومة أنَّ جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان، قال الرئيس إنَّ مصر لا يمكن أن تبيع أرضها أو تعطيها لأحد، مشدِّدًا على أنَّ مصر كذلك لا تأخذ حق أحد. وأضاف: "والدتي علمتني إني مش أحق حاجة حد، حتى لو كان أبويا.. لازم الناس تفهم عقيدتنا كويس.. هناك محاولات قائمة لضرب الإرادة والتماسك، وهناك محاولات للوصول إلى الانتحار القومي، الحالة التي تشكَّلت تقوم على عدم تصديق شيء".
وتابع: "مصر لم تفرِّط في أي حق لها، لافتًا إلى أنَّ أعطت الحقوق لأصحابها.. الإشكالية اللي بنواجهها هي إن فيه مسافة بين نسق الدولة وتعاملها في قضاياها وبين التعامل الفردي.. هذا الموضوع لم يتم تداوله قبل ذلك، وهذا الأمر لم تُطرح حتى لا تؤذي الرأي العام للبلدين.. كانت هناك ظروف سياسية وأمنية ومصر تولت الحفاظ على هذه الجزر منعًا لسقوطها في يد أحد، ثمَّ حدثت تداعيات كثيرة وصولاً لاتفاقية السلام، وكان من غير الممكن طرح القضية في ظل حساسية اتفاقية السلام". واستطرد: "في ترسيم الحدود نحن لم نخرج عن القرار الحكومي الصادر قبل 26 سنة، والدولة اشتغلت في هذا الأمر عام 1990 بناءً على طلبات سعودية بأهمية استعادة الجزر، ونحن في حاجة بعد انتهاء الأمر الحفاظ على العلاقات السعودية.. أنا أخدت الضربة في صدري ولو كنت أعلنت الأمر من شهور كانت حصلت حالة الجدل دي طيلة الأشهر الماضية". وأكَّد الرئيس: "والله أنا سألت الناس قبل اتخاذ القرار.. كل الوثائق بتقول إنَّ الحق ده بتاع السعودية.. فيه لجان متخصصة عقدت 11 جلسة بخصوص هذه القضية، يعني مفيش ولا في الخارجية ولا في المخابرات ولا في الجيش حد وطني يعني.. والله حرام على الناس اللي بتشكك في ده كله". ومضى يقول: "كل من كانت له صلة بالموضوع وعايش تحدثنا معه في هذا الأمر، أنا بقول كده علشان أطمن الناس مش على الجزيرتين لكن على الراجل اللي الشعب آمنوا على البلد.. إحنا عندنا فوضى كبيرة بس إحنا مستحملين، ترسيم الحدود البحرية يخضع لمعاهدات دولية وهذا الأمر يسير وفقًا لها، وتمَّ تعيين الحدود بناء على قرار جمهوري صدر عام 1990 وتمَّ فيه خطوط مساحية وتمَّ إخطار الأممالمتحدة به". وقال الرئيس السيسي إنَّ الحديث عن أزمة جزيرتي تيران وصنافير بات كثيرًا، متابعًا: "لازم نتوقف عن الحديث في هذا الأمر.. البرلمان سيناقش الاتفاقية وسيتخذ قرار تمريرها أو يرفضها". التحديات VS الوطن قال الرئيس السيسي: "هناك حروب جيل رابع قائمة، ويجب على الشعب ألا يغفل عنها، لازم نعرف إن حجم العمل اللي اتعمل خلال العامين الأخيرين كان يحتاج لأكثر من 20 سنة.. والناس مش حاسة بكده علشان العمل المضاد السلبي". وأضاف: "أنا فرحان بغيرة المصريين على وطنهم، لكن أنا لازم أفهِّم الشعب إزاي يغير وإمته يغير علشان تكون الأمور ماشية في سياقها.. شرارة الهجمات ضدنا ستزيد ولن تقل". وأشار إلى أنَّ الشعب يسيء إلى الوطن دون وعي، مؤكِّدًا أنَّ كلما زاد النجاح ستكثر الهجمات ضد البلاد، مشدِّدًا على أنَّ شرارة الهجمات التي يتعرض لها الوطن هي دليل على النجاح. سياسة خارجية أكَّد الرئيس السيسي أنَّ مصر لا تدخل في تحالفات ضد أي أحد. وقال: "هناك مخطط لتشكيك في رمز الدولة، وأدوات هذا المخطط من داخل مصر وخارجها، والثابت لدينا أن يكون هناك توافق بقدر الإمكان على أساس الاعتدال والتوازن في القرارات". وأضاف: "نحاول دائمًا إحداث حالة توافق داخليًّا أو خارجيًّا لكن ليس على حساب الوطن أو شعبنا، ولن نفرط في حقوقنا ولن نمس حقوق الآخرين.. ومن ثوابتنا هو الصبر على إيذاء الآخرين لنا ونعطيهم الفرصة لمراجعة مواقفهم.. لم أرَ في هذه الثوابت إلا مكاسب كبيرة سواء في الداخل أو الخارج، والجميع أبدى استعداده للتعاون معنا في هذا الشأن.. نحاول دائمًا التأكيد على واقعنا للتصدي لمحاولات طمس الحقيقة وتزييف الواقع". حريات السيسي شدَّد الرئيس على أنَّ الدولة تكفل الحريات وحقوق الإنسان لكافة المواطنين، وقال: "ما ينشر في الجرائد ويقال في التلفزيون خير دليل على الحريات.. وإحنا في خطوة من مشوار طويل يحتاج وقتًا طويلاً قبل الانتهاء منه". وأضاف: "نحاول تحقيق توازن بين الأجهزة الأمنية وحقوق الإنسان.. الاستقرار والأمن لا يتحققان من فراغ، من سيعيش في أمان سيعيش بحريته، واللي هيرفع السلاح مش هنيسبه.. أنا عارف إحنا بنعمل إيه بس بحاول أفهم.. القضية كبيرة وأنا بحاول أحافظ على أمانة الشعب والوطن بين يدي". وأشار إلى أنَّ المجلس القومي لحقوق الإنسان يلعب دورًا في إطار الجهود الرامية إلى حفظ الحقوق، لافتًا إلى أنَّ الدولة حريصة على إطلاق سراح من لا يتورط في أعمال عنف. تجربة مصرية قال الرئيس إنَّ وعي المصريين آخذ في الارتفاع، في ظل التحديات التي تواجه البلاد في الفترة الراهنة وأضاف: "التجربة المصرية لها خصوصية نعمل على الحفاظ عليها، ويجب أن تسير في مسارها الطبيعي.. أمامنا الكثير من التحديات، وكل مؤسسات الدولة تحتاج وقتًا لتحقيق تطلعات الشعب.. المثالية في الكتب بس ومش كل حاجة نتمناها ممكن تحصل، لكن إحنا ماشين في طريق ومسيرنا هننجح". وأوضح: "هناك الكثير من الإشكاليات في مؤسسات الدولة وعملية الإصلاح تحتاج وقتًا، لا سيَّما في ظل التحديات التي تحاك بالوطن". سد النهضة.. الشعب "الضار" لقضاياه اعتبر السيسي أنَّ التعامل الشعبي مع ملف سد النهضة الإثيوبي أضرَّ بموقف مصر في هذه القضية. وقال الرئيس إنَّ مثل القضايا يتوجب أن تكون بعيدةً عن الأطروحات العامة التي لا تحقِّق لها أي فائدة. ريجيني.. دولة تصنع أزماتها قال السيسي إنَّ الدولة تتعامل بشفافية فيما يتعلق بواقعة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني من خلال السلطات القضائية. وأضاف: "إحنا اللي صنعنا مشكلة مقتل الطالب الإيطالي في مصر، وده من خلال ترويج الأكاذيب من أشخاص بيننا كمصريين". وتابع: "هناك أطراف داخلية اتهمت الأجهزة الأمنية بمقتل الطالب الإيطالي.. الأمر متروك للقضاء وعلى الجميع أن يعي ذلك". واستطرد: "بعض الإعلاميين يعتمد على شبكات التواصل الاجتماعي في أخباره وده أمر خطير جدًا، وعلى الإعلاميين عدم الاعتماد عليها كمصدر في أي قضية". الدولار والأسعار.. تعهد الرئيس تعهَّد الرئيس السيسي بألا تتسبَّب أزمة الدولار في ارتفاع أسعار السلع. وقال الرئيس: "الأسعار لن ترتفع، والدولة جاهزة لأي سيناريو، الجيش موجود والدولة موجودة، وهذا وعد مني أمام الشعب". وأضاف السيسي أنَّ الدولة نجحت على مدار الأشهر الماضية في التصدي للأزمات التي كانت تواجهها في السابق، لا سيَّما أزمة انقطاع الكهرباء والتموين. مشروعات الرئيس.. سجادة حمراء صرَّح الرئيس السيسي: "سنتفتح مشروعات في 25 أبريل الجاري.. لكن بلاش كلام عن السجادة الحمراء، يا ريت نركز على المشروعات الجديدة". وقال: "الدولة تنطلق في كل الاتجاهات، ونركِّز على الإنسان المصري في كل الاتجاهات". السيسي والتنمية.. حلم سيناء أعلن الرئيس السيسي أنَّه بنهاية العام الجاري سيبدأ العمل بعشرة مصانع للرخام في سيناء مع إنشاء تجمعات سكانية وجامعة بمدينة العريش لإحداث التنمية هناك. وقال الرئيس إنَّه يتم العمل حاليًّا في مشروع تنمية محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة. وأضاف أنَّه سيتم مد شبكات الصرف الصحي إلى 50% من قرى الجمهورية. الرئيس والشباب قال الرئيس إنَّ الدولة ملتزمة بالاهتمام بالشباب، مشيرًا إلى أنَّ البرلمان يشهد تمثيلاً ملفتًا للشباب، الذين أتى بهم الشعب إلى عضوية المجلس. وأضاف أنَّ هناك دورة إعداد القادة، التي تنفَّذ حاليًّا لإعداد الشباب للمرحلة المقبلة، متابعًا: "إحنا واجهنا معاناة شديدة من المحليات.. مواجهة الفساد بشكل حاسم يجب أن تكون من خلال الدفع بالشرفاء في الانتخابات المحلية". وتابع: "عاوزين ندخل المحليات بأفضل ما لدينا من أجل معالجة كافة القضايا التي تواجه الشعب". رسالة إلى الشعب وجَّه الرئيس السيسي رسالةً إلى الشعب، قال فيها: "لم أخذلكم ولم أتخلَ عنكم ولا أشك لحظةً في إخلاصكم عاملوني بالمثل وعاملوا الدولة بالمثل". تلفزيون الدولة يقطع البث عن رئيس الدولة وفي النهاية، قطع التلفزيون المصري "البث المباشر"، عن خطاب الرئيس السيسي، وجاء قطع البث بعد أن بدأ "أحد الضيوف" التحدث إلى الرئيس السيسي، إلا أنَّ الرئيس انفعل عليه، قائلاً: "أنا لم أعطِ الإذن لأحد على الهوا.. وبتسألوني ليه مش بعمل اللقاءات دي كل فترة؟، ما هو علشان بتتحوَّل إلى كلام"، وعقب ذلك، قطع التلفزيون المصري البث.