أت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية اليوم الثلاثاء أن استخدام قوات الأمن وسائل العنف ضد المتظاهرين وتداول صور هذا العنف عبر مواقع التواصل الاجتماعي أدى إلى تأجيج المظاهرات. ولفتت الصحيفة «في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني» إلى أن التظاهرات التي بدأت بأعداد قليلة من أجل التعبير عن رفض الزيادات في تعريفة وسائل النقل ثم تفاقمت ليحتشد الآلاف في أكبر المدن البرازيلية في مشهد لافت من أجل التعبير عن زيادة الغضب عند البرازيليين جراء ارتفاع تكاليف المعيشة على المواطنيين واهتمام الدولة بمشاريع ملاعب كرة القدم الفخمة. وأشارت إلى أن المظاهرات المتزايدة التي تشهدها البلاد تعد من أكبر المظاهرات التي حدثت في البلاد منذ انتهاء عصر الديكتاتورية العسكرية عام 1985 ليبلغ عدد المتظاهرين المحتشدين في سان باولو عشرات الآلاف إلى جانب احتشاد أعداد ضخمة من المتظاهرين في العديد من المدن الأخرى مثل ريو دي جانيرو والسلفادور وكوريتيبا وبيليم والعاصمة البرازيلية برازيليا، حيث شق المتظاهرون طريقهم إلى الكونجرس البرازيلي. ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن تظاهرات البرازيل جاءت على غرار المظاهرات المناهضة للنظام الحاكم في تركيا .. مشيرة إلى أن تداول العديد من المتظاهرين صورا التقطت لقوات الأمن وهي تضرب المتظاهرين السلميين بالعصي وتفرق الحشود من خلال إطلاق الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين الأسبوع الماضي، أدى إلى صدمة العديد من المواطنين من النظام الحاكم في البرازيل، مما تسبب في تفاقم المظاهرات. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن مثل تلك المظاهرات غير شائعة في البرازيل .. مشيرة إلى وصف بعض المحللين السياسيين البرازيليين لما يحدث على الساحة بأنها ثقافة سياسية مقبولة للغاية جراء استمرار ارتفاع مستوى المعيشة إلى جانب عدم المساواة وتدني مستوى الخدمات العامة مقارنة بما يحصل عليه المواطنون في الدول المجاورة في أمريكا الجنوبية. يذكر أن البرازيل شهدت مظاهرات مشابهة في ناتال، وهي مدينة تقع في شمال شرق البرازيل، في شهر مايو الماضي وفي سان باولو الشهر الجاري في أعقاب زيادة السلطات لتعريفة المواصلات بما يوازي ما يقرب من 9 سنتات لتصل إلى 20ر3 ريال بما يعادل 47ر1 دولار أمريكي، مما تسبب في اندلاع موجة من المظاهرات التي تنمو بكثافة في البلاد. واستدركت الصحيفة أن المتظاهرين لم يرفعوا لافتات تعبر عن غضبهم من الكونجرس في ساو باولو أو الحكومة الفيدرالية في برازيليا أو السلطات المحلية على مستوى الدولة أو على المستوى المحلي على الرغم من توجيه المتظاهرين انتقادات حادة إلى نواب الكونجرس ... منوهة إلى أن المتظاهرين توجهوا إلى قصر الحاكم في ساو باولو، وتوجه آخرون إلى المجلس التشريعي للدولة في ريو دي جانيرو، بينما توجه المتظاهرون في برازيليا إلى الكونجرس. واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى تحليل أحد الباحثين الذي نوه عن أن استخدام المواطنين المكثف لمواقع التواصل الإجتماعي ساهم في تطور المظاهرات بصورة كثيفة في استجابة للصور المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للعنف المفرط من قبل قوات الأمن والتوتر السياسي في البرازيل.