في عام 1974، صدر فيلم «أين عقلي»، الذي تقوم ببطولته الفنانة الراحلة سعاد حسني، ومحمود ياسين، ورشدي أباظة، وعماد حمدي، وسعيد صالح، ومصطفى فهمي، وحياة قنديل، وسيد زيان، وهو من إخراج عاطف سالم، وتصوير عبد الحليم نصر، وموسيقى عمر خورشيد، وسيناريو وحوار رأفت الميهي، مأخوذ عن رواية «حالة الدكتور حسن، لإحسان عبدالقدوس، ومن إنتاج أفلام الاتحاد «عباس حلمي وشركاه». «أين عقلي» الذي تدور أحداثه حول فتاة تُدعى «عايدة»، وتجسدها سعاد حسني، والتي تعاني من زوجها محمود ياسين «توفيق»، الذي يحاول إيهامها بأنها مجنونة، تتردد على الدكتور النفساني «زهدي»، الذي يُجسد شخصيته رشدي أباظة، تبوح له أنه قبل زواجها تورطت في علاقتها بحبيبها «شريف»، الذي يموت في حادث، تعترف له أن «توفيق» تنتابه حالات شلل مؤقت عقب رحلات يقوم بها إلى الإسكندرية بصحبة سائقه «سيد زيان»، يبوح السائق ل«زهدي» بأن «توفيق» يتصيد هناك بائعات اليانصيب ليمارس معهن الحب، فيطلب منه أن يحضر له إحداهن، فتحكي له «حياة قنديل»، عن بعض تصرفات «توفيق» معها، حيث يجلبها إلى البيت ويحميها، ثم يثور في وجهها ويلومها على فقد شرفها؛ حينها يتوصل «زهدي» لمشكلة «توفيق»، وهي صراعه بين تقاليده المصرية والتقاليد الأوروبية أثناء دراسته هناك إلى أن يُصبح مريضًا نفسيًا، يتم علاجه ويعود الوفاق بين الزوجين. ويعد «أين عقلي»، الذي صُنف ضمن أفلام «الكبار فقط»، من أبرز الأفلام التي تناولت قضية العذرية عند المرأة العربية، ومن أكثرها جرأة، فهذه القضية باعتبارها إرثًا قديمًا، كانت ملازمة للثقافة العربية والإسلامية منذ نشأتها، وما زال الكثيرون يتحسسون من الحديث في هذه القضية الشائكة، والفيلم يحسب لمخرجه عاطف سالم، حيث بذل جهدًا كبيرًا للسيطرة على موضوع حساس كهذا، موضوع يحتاج إلى دراسة متأنية في مجال علم النفس العام والتحليل النفسي، كما أنه نجح في إدارة ممثليه واستخراج الكثير من الطاقة الأدائية الدفينة لديهم. وحمل «أفيش» «أين عقلي»، نفس درجة الجرأة التي ظهر بها الفيلم، كما انتشرت له بعض البوستارت الجريئة أيضًا، والتي يظهر خلالها «فتى الشاشة الأول»، الفنان محمود ياسين، ويداه ملتفتان حول منطقة الصدر بجسد السندريلا الراحلة سعاد حسني؛ ما جعل «الأفيش» يلقى تداولًا إلى يومنا هذا، مقارنةً برد الفعل حينها على الصورة، ونفسه حال كونها الآن أفيشًا لفيلم بدور العرض السينمائي.