لماذا نكره العقارب؟ سؤال يبدو ساذجا لكن لا يوجد مبرر حقيقي لكراهيته، فإذا كانت تبث سمومها وتميت ضحاياها، فإن الضحايا من المفترض إدراكهم أن العقارب سامة، ومن هنا فالأجدى الابتعاد عن أماكنها، و الاحتياط منها. ليست مفاجئة أن تبث إحداها سما زعافا يطعن غضبة الشعب المصري ضد حاكم قالت محكمة النقض إنه رأس عائلة من اللصوص... و ليست صدفة أت تقول إن الشهداء قتلوا أنفسهم. و ليست غريبة أن تقول إن يوليو و إزاحة الملكية انقلاب على ملك محبوب .. إنما الغريب أن نغضب لذلك. في مدينة "بايا" التايلاندية نقلت ديلي ميل منذ أشهر قصى امرأة تعيش في تايلاند تغطي جسدها بالعقارب السامة في حديقة "تايجر زو"، بل دربت العقارب السامة على تغطية أجساد السائحين لكن السائحين يرفضون ذلك. هكذا الثورات تضحك وتخيف وتركع العقارب ثم تعرضها للسياح. (2) هل تعرف نظرية الصفيحة، يقول موجزها "عليك إتمام المهمة مهما كان الصخب و الإزعاج. الصخب يصرف نظرك عن التفاصيل"، المسحراتي مثلا قد يستخدم الطبلة لكن عذوبة العزف ورقة اللحن الإيقاعي قد تساعد على الاستغراق في النوم، مانحة النائمين قدرا من المتعة يعينهم على تحمل المشقة صباح اليوم التالي، أما المسحراتي صاحب الصفيحة فيضمن إيقاظ الناس، منزعجين كانوا أو مقبوضي الصدور، سواء كانت الصفيحة في الأصل تستخدم في نزح المجاري، أم حاوية بويات؟ هذه تفاصيل لا مجال لتذكرها. في السياسة و ما يتبعها من أذرع وشاشات، ينتبه الناس لعازف الصفيحة، يخطف أبصارهم، ينسون تفاصيل تائهة بين أكاذيب الضرب العالي على الجسد الصلب الفارغ، كيف يدخل رجل صفوف النيابة وهو معتقل سياسي سابق، كما يدعي، كيف يتحدث عن الشرف من كان مستشارا لشركة توظيف أموال هبشت مدخرات البسطاء، كيف يتحدث عن النضال رجل نافق مبارك ومرسي ( وانتفض مهاجما باسم يوسف من أجله) و السيسي معا، وتبرع بجهد جهيد في النيل من سمعة من ينتقدهم. كيف يتحدث عن الشجاعة من اختبأ تحت السرير لعام كان مطلوبا فيه للعدالة، كيف يدعي الشجاعة من صرخ والشرطة تهم بالقبض عليه لتنفيذ حكم قضائي:" سيبووووووووني ... ماعملتش حااااااااااجة". كيف يلوث شرفاء وقفوا في وجه الاستبداد و التعذيب و السرقة و التوريث هذه تفاصيل ضائعة بين ضربات الصفيحة. (3) " الكلبوسي" حالة نفسية مركبة؛ عقدة الذنب من موت الام ورفض زيارتها وهي على فراش الموت، وعقدة فشل كرئيس تحرير، وكمحرر سينما، عقدة فقر تجبره على تكرار " انا ساكن في مصر الجديدة" عشر مرات في ثلاث دقائق، عقدة عجز مقنعة بمظاهر التحرش بالزميلات، ومناشدة "اسم ايه أن "يبصله" ويقرب له ، عقدة غدر بمن نقله من ظلمات حجرة الديسك إلى نور كاتب المقال، وربما "كليبتومانيا" دفعت ابن شقيقته لشكواه كلص خائن للأمانة،ثم الشحتفة على صفحات الجرائد لنعي الأخلاق البائدة التي تجعل رجلا يهبش خاله بالقانون لأن الخال حرامي.. ،، عزيزي ابعد عن أسيادك رموز يناير وشرفائها ومن جمعوا التبرعات لعلاجك، قبل أن تنتكس وتهوهو