كتب- حسن مختار ومحمد جمال الدين: شهدت محافظة البحر الأحمر إغلاق عشرات الفنادق والقرى السياحية، وتسريح آلاف العاملين ومنحهم إجازات بدون مرتب أو الاستغناء عنهم، عقب غلق هذه المنشآت أبوابها نتيجة تراجع حركة السياحة الروسية التى تمثل 70% من السياحة الوافدة لمحافظة البحر الأحمر.
فى البداية تقول أسماء على، مديرة الاستقبال بأحد المستشفيات الخاصة فى الغردقة، إن إدارة المستشفى منحت بعض العاملين إجازة مفتوحة بدون مرتب بسبب التراجع الحاد فى وصول السائحين الروس، وتم تقسيم مجموعات للعمل يومين فقط للأسبوع لكل مجموعة.
وقال أحمد شرف، مدير عام إحدى القرى السياحية، إن الحكومة لم تقم يوما بمساعدة العاملين فى قطاع السياحة، على الرغم من حملهم نفس الجنسية المصرية، ويعيشون نفس المعاناة ويواجهون نفس المصير، ولهم أطفال وأسر، يسعون لإعالتها والإنفاق عليها خاصة فى ظل ارتفاع المتطلبات وأعباء المعيشة من إيجارات ومصاريف مدارس ودروس خصوصية، بخلاف الطعام والشراب.. إلخ.
وتقول سامية حسن، ربة منزل، إن ابنها يعمل بأحد الفنادق السياحية بمدينة القصير، وتم منحه إجازة بدون مرتب، ومصيره سيكون البطالة، ويسعى هو وبعض زملائه للتعيين فى وظائف حكومية مما يرسخ عند الناس المثل القائل (إن جالك الميرى اتمرمغ فى ترابه).
من جانبه يقول خيرى سعدالله، موظف بالمديرية المالية، إن قمة المأساة أن تترك الدولة هؤلاء الشباب يواجهون المجهول، دون أن تمد لهم يد العون والمساعدة أسوة بدول العالم التى تسارع بصرف إعانات بطالة لأمثال هؤلاء.
وأشارإيهاب حامد، مدير مالى بأحد الفنادق السياحية فى الغردقة، إلى أن تونس قامت بصرف 200 ألف يورو لكل فندق حتى يستطيع سداد المرتبات، مع الاستمرار فى التشغيل حفاظًا على استمرار صناعة السياحة التى تقدر دورها فى صناعة مستقبلها، بل إنها قامت بمنح أصحاب الفنادق قروضًا طويلة الأجل بفوائد بسيطة، تعينهم على التسويق وحضور المعارض الدولية للسياحة حتى تظل تونس موجودة على خريطة منظمى الرحلات.
ويختتم إبراهيم حلمى، مدير عام علاقات عامة بمجموعة فنادق سياحية، حيث أشار إلى أنه عندما لا تلتفت الحكومة إلى معاناة مواطنيها العاملين بالقطاع الخاص السياحى ولا تهتم بمشكلاتهم، تكون بذلك قد غرزت فى الأرض بذور التطرف وزرعت فى نفوسهم الحقد والغل وهيأتهم ليقعوا فريسة سهلة فى براثن الإرهاب والتطرف، فعندما تغض الحكومة النظرعن معاناة الآلاف بل الملايين من العاملين بالقطاع السياحى الذين يفقدون وظائفهم نتيجة لعدم قدرة إدارات هذه الفنادق على تحمل مرتباتهم، تكون قد ارتكبت خطأ لا يغتفر فى حق هؤلاء الأبرياء. وفى جنوبسيناء نفى إلهام الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية، ما نشرته بعض وسائل الإعلام اليوم الثلاثاء، ونسبت له بعض التصريحات الصحفية التى تم تحريفها, وقال الزيات فى اتصال هاتفى إن الغرف السياحية ليس لها أى صلاحيات من أجل إصدار قرار لأحد الفنادق السياحية العاملة فى أى مدينة سواء شرم أو الغردقة بالغلق, موضحا أن قرار غلق المنشأة السياحية بيد وزير السياحة فى حالة وجود مخالفات, ومن غير المعقول أن أكون قد أصدرت هذا القرار. أضاف أن السائح الروسى سوف يعود، لكن بعد فترة، ولم نعرف مدة هذه الفترة، خاصة أن روسيا أوقفت الشركات السياحية العاملة على أرضها، التى تقوم بجذب السياح إلى مصر, وتوقع الزيات أن تعود السياحة الإنجليزية قبل الروسية، لا سيما أن شركة طومسون كبرى الشركات السياحية الإنجليزية تملك الشركات والطيران وبالتالى فإن السوق الإنجليزى من المتوقع أن يفتح قريبا جدا بعد مجرد رفع الحظر. أكد رئيس اتحاد الغرف السياحية أن السائح العربى لا بد من جذبه خلال هذه الفترة, مشيرا إلى أنه خلال إجازة نصف العام يتوقع أن ترتفع نسبة الإشغالات من قبل المصريين والعرب لقضاء إجازة نصف العام فى شرم الشيخ. فى نفس السياق قال عادل عبد الرازق، عضو اتحاد الغرف السياحية، إن السوق الروسى سوف يعود بعد زيارة الوفد الأمنى للمطارات والتأكد من سلامة الإجراءات الأمنية المتبعة فى مطارات مصر, وأوضح أن هناك مبادرة سيتم الإعلان عنها قريبا وهى قيام مجموعة من القطاع الخاص وفنانين مصريين بزيارة روسيا وطلب مقابلة الرئيس الروسى بوتين من أجل عودة السياحة, وطمأن عبد الرازق بأن السياحة تعرضت لانتكاسات من قبل وتعود أفضل من السابق. على جانب أخر قال مصدر مسئول بالسياحة فى جنوبسيناء رفض الكشف عن هويته أن إجمالى الفنادق التى تم إغلاقها فى شرم الشيخ لا يتجاوز 36 فندقا و منشأة, موضحا أن غرفة السياحة بجنوبسيناء تلقت رسميا 5 إخطارات فقط منذ حادث سقوط الطائرة الروسية فى 31 أكتوبر عام 2015 من فنادق بوقف النشاط وإيقاف التشغيل وهى فنادق ماجيك لايف, وجرا ند بلازا, والباتروس, ورويال جراند, وبيراميزا. وأكد المصدر أن إجمالى عدد الفنادق العاملة فى شرم الشيخ 182 فندقًا مسجلة فى وزارة السياحة, موضحا أن هناك فنادق أخرى لم تسجل بعد وعددها 22 فندقا ما زالت تحت الإنشاء, مشيرا إلى أن عددًا كبيرًا من الفنادق فى نبق والهضبة أغلقت بالفعل لعدم وجود سياح ومن أكبر هذه الشركات ترافكوا التى تملك نحو 12 فندقا وتم إغلاق 10, وبيجاس التركية أغلقت كل فنادقها عقب الأزمة, بالإضافة إلى مجموعة بيراميزا, ومن أشهر الفنادق التى أغلقت فى نبق ريحانه وهوزا ورويال الباتروس والحياة شرم ومودرن وماجيك لايف وبلميرا. أشار المصدر إلى أن هذه الفنادق استغلت قلة نسبة الإشغالات، وبدأت فى عمل تجديد وإصلاحات وإعطاء الموظفين إجازات أما إجبارية أو من رصيدهم الموجود خلال فترة عملهم.