"الصفقة مع إيران" هو عنوان افتتاحية صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية لعددها الصادر اليوم الاثنين، والتي خصصتها للحديث عن توابع إعلان رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران بموجب الاتفاق النووي الذي عقد في يوليو الماضي. وقالت "الصحيفة البريطانية": إن "التجارة بين الدول هي شيء جيد، وليس فقط لأنه يجعل العالم أثرى، لكنه يزيد من الأمن، لأن الشركاء التجاريين لديهم ما يخسرونه بسبب الصراع". وتابعت "إن رفع العقوبات عن طهران أمر إيجابي: فالتبادل التجاري بين إيران والدول التي كانت تتهمها في السابق بأنها تستهدفها يجعل الشعب الإيراني يتجاوز خطاب الكراهية، الذي كان يروجه الحكام المتشددين". وأوضحت "تليجراف" "أن هناك أسباب للتشكيك في الاتفاق الذي ينقل إيران من حالة الجمود بشأن برنامجها النووي إلى الالتزام بتعهداتها، أولًا، استعداد الجمهورية الإسلامية للالتزام بالصفقة غير مؤكد، وسياسة طهران المبهمة يمكن أن تتراجع بسهولة، لا سيما إذا كانت تشكك في تصميم الغرب لمعاقبة مثل هذا السلوك". "ثانيًا، أيًا كان مدى ضبط النفس الذي تظهره إيران بشأن برنامجها النووي، فإنه غير واضح في دعمها للعناصر التخريبية في منطقة الشرق الأوسط، ليس فقط حزب الله ولكن أيضًا المتمردين الحوثيين في اليمن". وأكدت الصحيفة أن طموح إيران لتعزيز نفوذها الإقليمي من خلال عملائها من المسلمين الشيعة لن يضعف، وربما يصبح أسهل بسبب الحرية الاقتصادية الجديدة، وفي الوقت نفسه، بسبب تراجع الدور الفعال في الشرق الأوسط للولايات المتحدة في عهد أوباما. ومن بين تلك العواقب أيضًا، بحسب "تليجراف"، كان القلق العميق في المملكة العربية السعودية والدلائل على الحرب الباردة بين القوتين الأكبر في منطقة الشرق الأوسط. وأشارت إلى رد السعودية بخفض أسعار النفط من أجل ضرب العائدات الإيرانية، "ولكن سلاح النفط السعودي قد يكون له أضرار جانبية على الاقتصاد العالمي الهش، وفي الواقع، أصبحت أسواق الأسهم في الشرق الأوسط في حالة من الفوضى مع رفع العقوبات"، وفقًا للصحيفة. واختتمت بالقول "التجارة مع إيران خالية من الأسلحة النووية هو موضع ترحيب، ولكن من المبكر جدًا أن نحكم على هذا الاتفاق بأنه ناجح".