في مستهل ندوة عقدها تيار الثقافة الوطنية المصرية لمناقشة ديوان الشاعر علي عطا «تمارين لاصطياد فريسة» بمكتبة نفرو، أشار الروائي خالد اسماعيل إلى جدل العلاقة ما بين الصحافة والأدب، وكيف أن لغة الصحافة لم تؤثر على اللغة الشعرية عند عطا. ثم قدم الناقد الدكتور يسري عبدالله مداخلة حوت تشريحا لأهم البنيات الأساسية في الديوان، جاء فيها:ربما يحيل العنوان الدال لديوان الشاعر علي عطا: «تمارين لاصطياد فريسة» إلى عوالم متخيلة من القنص، والمطاردة، والاصطياد، غير أنه لم يكن ثمة اصطياد بمنحاه المادي، وإنما محاولة شعرية لاصطياد المعنى الهارب، عبر عوالم استعارية تتكيء في تشكلها على تيمات محددة المعالم، تبرز فيها «المرأة» بوصفها التيمة المركزية، والعنصر الأساس في الديوان، بل وفي المشروع الإبداعي للشاعر ذاته، حيث بدت حاضرة وبقوة في ديوانيه السابقين:«على سبيل التمويه»، و«ظهرها إلى الحائط». وأضاف أن حضور المرأة/ التيمة، مغاير ومختلف في «تمارين لاصطياد فريسة»، حيث تبدو فيه ابنة العالم الجديد بامتياز - بآلياته، وتقنياته ما بعد الحداثية، فضلا عن أن ثمة تعاطيا رهيفا تبديه الذات الشاعرة صوب المرأة، فتضعها في بؤرة الوجدان الجمعي للثقافة الإنسانية، بانفتاحها المتجدد، وتنوعها الخلاق. وقال يسري عبدالله:«يهدي علي عطا ديوانه إلى إبراهيم أصلان، وبما يحويه ذلك في شقه الذاتي من رغبة عارمة في اكتناز المعنى، واقتصاده اتكاء على حمولات عاطفية، وفكرية، يدركها أبناء الكثافة اللغوية والحدثية من المبدعين ممن هم على شاكلة المبدع الراحل إبراهيم أصلان، كما يهديه في شقه الموضوعي/ الدلالي إلى امرأة لا نعرفها، ولم يحددها؛ إمعانا في التخفي، والمداراة، وإطلاقا لمدارات التأويل:«وإليكِ.. فقد تكتب لي الحياة على يديك/ وأنا على أعتاب الخمسين/ أنا الميت منذ مولدي». ووصف عبدالله شعر علي عطا بأنه:«تمجيد لذلك الضعف الإنساني، حيث يتعامل معه بوصفه قمينا بالمجد/ قمينا بالجدارة، إنه يشكل في حد ذاته قوة، قادرة على أن تكشف في الذات البشرية أنقى ما فيها، رغبتها في المكاشفة، عريها الخاص، والذي يعد جزءا منها، من تماسها مع عالم بالغ القسوة، بالغ العتامة». ثم تحدث الدكتور أمجد ريان محللا الديوان ومتوقفا أمام عدد من أهم قصائده، مثنيا على الأداء اللغوي والتعبيري داخله.. وتحدث كذلك كل من الشاعر سيد محمود والروائي حسين عبد الرحيم والروائي والشاعر صبحي موسى والروائية الناقدة هويدا صالح.