مظاهرة احتجاجية للمثقفين ظهر اليوم من الأوبرا.. ومؤتمر لمواجهة «أخونة الثقافة» فى «الصحفيين».. ومواطنون يطردون الوزير من أحد المطاعم تحت عنوان «ضد أخونة الثقافة المصرية»، أصدر المثقفون المصريون، على اختلاف مواقعهم وتخصصاتهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسية، بيانا شديد اللهجة ضد وزير الثقافة الجديد، علاء عبد العزيز، وممارساته التى استهلها بقرار إقالة أحمد مجاهد من رئاسة الهيئة العامة للكتاب، رغم نجاحاته التى حققها طوال عامين، إضافة إلى إعلانه عزمه تغيير اسم مكتبة الأسرة إلى مكتبة الثورة، رغم رفض اللجنة العليا للمكتبة هذا الإجراء. المثقفون أكدوا فى بيانهم «رفضهم خطط أخونة الثقافة المصرية، وآخر حلقاتها المتمثلة فى فرض وزير ثقافة فاقد للأهلية، ومجهول فى الساحة الثقافية المصرية والعربية، وبدون إنجاز ثقافى واحد يؤهله إلى هذا المنصب الرفيع، فى إشارة إلى خلو سيرة الوزير الجديد من أى إنجاز يذكر، عدا كونه مدرسا لمادة المونتاج بالمعهد العالى للسينما. وأوضح الموقعون على البيان أنهم «يرون أن موقع وزير ثقافة مصر، بعد الثورة، لا بد من أن يمثِّل المثقفين المصريين فيه قامة ثقافية رفيعة تسهم فى إعادة الاعتبار لقوة مصر الناعمة الأساسية، وتحمى الثقافة المصرية من غزو قيم التعصب والعنصرية التى تسعى لتدمير الهوية الثقافية الوطنية المصرية الرائدة، ومصادرة كل أنواع الحريات الإبداعية والفكرية والسياسية والشخصية». البيان وقع عليه عدد كبير من المثقفين والفنانين والإعلاميين، منهم بهاء طاهر، وعبد الرحمن الأبنودى، وسيد حجاب، وأحمد فؤاد نجم، وجابر عصفور، وصلاح فضل، ومحمد بدوى، وخيرى دومة، وعلاء الأسوانى وعلى أبو شادى، وأحمد السيد النجار، ومحفوظ عبد الرحمن، وبلال فضل، وفتحية العسال، وأحمد بهاء الدين شعبان، وصلاح قنصوة، وفاروق جويدة، ويسر السيوى، وعز الدين نجيب، وعبد الله السناوى، ومجدى أحمد على، ومحمد هاشم، ومحمد فريد أبو سعدة، وآخرون، بينما قرروا أيضا تنظيم تظاهرة احتجاجية ظهر اليوم الثلاثاء، تنطلق من دار الأوبرا المصرية، متجهة إلى اتحاد الكتاب بالزمالك. وتزامنت مع تلك الفاعليات المعارضة لوزير الثقافة الجديد، الدعوة إلى مؤتمر موسع ضد أخونة الثقافة المصرية، يقام فى الخامسة من مساء السبت المقبل فى نقابة الصحفيين. وفى سياق متصل، أعلنت جبهة الإبداع المصرى، بكل كياناتها ومكوناتها وأعضائها، فى بيان صادر عنها «أن اختيار وزير الثقافة الحالى لا يرقى إلى مستوى التعليق ولا يستحق حتى الرفض، لأنه اختيار يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أننا أمام جماعة حكم لا تدرك حجم الوطن الذى تحاول السيطرة عليه ولا تعى قدر الثقافة المصرية ولا يدل اختيارها إلا على أنها تسعى لوأد الحياة الثقافية المصرية بإسناد الأمر إلى غير المؤهل وعيًا وسيرةً ومسيرةً، وهو اختيار طبيعى لا يعكس إلا مواصفات الجالس على كرسى الحكم والاختيار». وقررت الجبهة فى بيانها الذى تلاه الكاتب الصحفى عبد الجليل الشرنوبى، خلال المؤتمر الذى عقدته الجبهة فى قاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون، أمس الإثنين بحضور عدد كبير من المبدعين والمثقفين، تدشين حملة تتخذ من شعار الجبهة «مصر مصرية» عنوان انتفاضة العقل المصرى فى مواجهة سالبى هويته ومشوهى تراثه والساعين إلى أَسْر مستقبله وازدراء دينه وشق وحدة صفه. بيان جبهة الإبداع دعا جموع المبدعين المصريين فى القاهرة والأقاليم، ضمن فاعليات حملة «مصر مصرية - انتفاضة العقول»، إلى وقفة احتجاجية ومسيرة تنطلق من مركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية، متجهة إلى وزارة الثقافة لتدشين الحملة ورفض سياسات النظام، مع بدء الإعداد لمؤتمر «مستقبل الثقافة والإبداع فى مصر» ليبدأ أعماله منتصف شهر يونيو القادم، وتوجيه الدعوة إلى كل مثقفى مصر للمشاركة فى الإعداد له عبر تقديم أوراق العمل والمقترحات إلى صفحة الجبهة الإلكترونية على «الفيسبوك» مع تشكيل أمانة للمؤتمر تبدأ بعد المؤتمر فى إصدار تقارير دورية حول حال الثقافة المصرية «وزارة وهيئات وأنشطة». بالإضافة إلى تشكيل لجنة لإعداد تقرير رصدى موثق يحمل عنوان «توثيق قمع الثقافة والفنان فى ظل حكم مرسى والإخوان»، وناشدت الجبهة كل مهتم بالثقافة والإبداع فى كل أرجاء مصر موافاة الجبهة بما رصدوه ووثقوه ليتم إضافته إلى جهد اللجنة المكلفة بإعداد التقرير. وأكدت جبهة الإبداع المصرى أن الحكم القائم فى مصر حاليا لم يلتفت إلى أى من مطالب ممثلى القوى الناعمة المصرية وصناع الوعى، بل تجاوزها ليقدم أسوأ صور القمع الفكرى والاستبداد السياسى والامتهان الإدارى فى لحظة تاريخية ثورية لم يُراعِ أمانتها أو يحفظ عهدها فكان واقعُه الانحيازَ ومنتجُه الفتنَ وحصادُه لن يكون إلا خيبةَ الأمل وفى صفحات التاريخ المظلمة أماكن تعرف قاطنيها. ومساء أول من أمس فى أثناء وجود وزير الثقافة بأحد مطاعم منطقة وسط البلد هاجمه عدد من المواطنين وهتفوا ضده قائلين: يا بتاع ال«سى دى» وطردوه من المكان.