أعاد الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي عودة الترابين بعد قضائه مدة عقوبته والتي وصلت إلى 15 عامًا بالسجون المصرية، الحديث عن أشهر الأعمال الفنية التي قدمت عالم الجاسوسية في السينما والدراما التليفزيونية المصرية. أبرز هذه الأعمال كان "الصعود إلى الهاوية" الذي تم تقديمه عام 1976، وهو عن قصة حقيقية للجاسوسة المصرية هبة سليم، ولكن مع تغيير اسمها إلى "عبلة" وجسدتها مديحة كامل، والتي تنساق وراء إغراءات رجال المخابرات الإسرائيلية وقت حرب الاستنزاف، وتوافق على التجسس على مصر، لكن رجال المخابرات المصرية كان أبرزهم "رفعت جبريل" أو محمود ياسين ضابط المخابرات العامة الذي استطاع كشفها والإمساك بها في الطائرة التي كانت تظن أنها متوجه إلى بلد آخر، حتى وجدت نفسها تطير إلى مصر، ليقول لها الشناوي الجملة الشهيرة "هي دي مصر يا عبلة"، ثم تم إحالتها إلى المحكمة وإعدامها. جدير بالذكر أن دور الجاسوسة المصرية هذا اعتذر عنه مجموعة من الفنانات منهن نجلاء فتحي، وذلك لأنهن تخوفن من أن جرأة الدور وتصديق الجمهور للشخصية، قد يكون لعنة تطاردهم بعد عرض العمل، ويقتنع المشاهدين بالفعل بأنهن جواسيس. وفي عام 1985 تم إنتاج فيلم آخر عن الجاسوسية بعنوان "إعدام ميت"، والمأخوذ عن قصة خيالية، مع ذلك حقق نجاحًا كبيرًا وقت عرضه، إذ بحث جهاز المخابرات المصرية عن شخص يشبه للعميل الإسرائيلي "منصور" أو محمود عبد العزيز، ويتم إصدار حكم إعدام بشأنه، ويتم تغييره بضابط المخابرات المصري عز الدين الذي ينتحل شخصية العميل ليتعرف على أسرار المفاعل "ديمونة"، ولأجل ذلك يقوم بإجراء عدة تغييرات على شكله، والتركيز في أدق تفاصيله حتى لا يكشف العدو الخدعة التي اتبعتها المخابرات المصرية. وكان والد "منصور" نموذجًا واضحًا للمواطن المصرية الذي يعتز بوطنيته وانتماؤه لمصر، حتى أنه يقتل ابنه العميل لهذا السبب في النهاية، ليتضح الاختلاف الكبير بينهما. شارك في بطولة "إعدام ميت" كل من بوسي ويحيي الفخراني وليلى علوي. وبعدها بعامين قدم المخرج ثنائي "إعدام ميت" المؤلف إبراهيم مسعود والمخرج علي عبد الخالق، فيلم "بئر الخيانة" عن "جابر" الذي جسده نور الشريف، والهارب إلى إيطاليا، ويدخل السفارة الإسرائيلية بالخطأ باحثًا عن عمل، حتى ينتهز القائمين عليها هذه الفرصة، ويجندونه ليصبح جاسوسًا على مصر لصالحهم، ويؤخذ على العمل عدم تركيزه على الجوانب النفسية في شخصية الجاسوس، حتى خرج ضعيف، ويشارك في بطولة العمل هدى رمزي وعبد العزيز مخيون ودلال عبد العزيز. وتعد الفنانة الكبيرة نادية الجندي صاحبة نصيب الأسد في أفلام الجاسوسية، إذ قامت ببطولة مجموعة شهيرة منها "مهمة في تل أبيب"، والذي تجسد فيه شخصية جاسوسة مصرية لحساب إسرائيل، لكنها بعد فترة تدرك الخطأ الذي ترتكبه، وتقرر العودة عن هذا الطريق، فتطلب مقابلة رئيس المخابرات المصرية ليساعدها في ذلك. كذلك فيلم "حكمت فهمي" الذي قدمته مع المخرج حسام الدين مصطفى، وجسدت فيه شخصية الراقصة حكمت فهمي، التي تتعرف خلال جولاتها الفنية خارج مصر على رجل تظنه مصريًا نظرًا للهجته الجيدة، وهو فاروق الفيشاوي، لكنها تكتشف فيما بعد أنه أحد الضباط الألمان المكلفين بالتجسس على تحركات الجيش البريطاني في مصر أثناء الحرب العالمية الثانية، وبعد ارتباطها عاطفيًا به تسلك معه طريق الجاسوسية، حتى تقابل القائد البريطاني في مصر والذي جسده حسين فهمي، ثم يقع في هواها، لتلعب على الخطين مع الإنجليز والألمان، حتى يتم القبض عليها، ثم يتم اعتبارها في النهاية من الفدائيين المصريين. وخلال "48 ساعة في إسرائيل" جسدت نادية شخصية إمرأة يتوفى والدها وزوجها في إحدى الغارات الإسرائيلية على مصر وقت النكسة، وتقوم بتربية شقيقها الأصغر الذي يكبر ليعمل في المخابرات المصرية، وخلال رحلته في اليونان للحصول على مايكروفيلم يحتاجه يتم اختطافه، لذا تقرر الجندي الثأر لأسرتها، وفي الوقت نفسه تظل تحت مراقبة الموساد والمخابرات المصرية. وكان آخر هذه الأعمال فيلم "ولاد العم" الذي تم تقديمه عام 2009، وقام ببطولته النجوم كريم عبد العزيز، وشريف منير، ومنى زكي، وتبدأ الأحداث مع الزوج الذي يسافر بزوجته دون علمها مغادرًا الأراضي المصرية، متجهًا إلى إسرائيل بلده، لتكتشف بعد سنوات طويلة وإنجابها منه لطفلين أنه يهودي إسرائيلي، وكان يتجسس على مصر لصالح بلده، ورغم تأكيده أن عشقه لها وارتباطه بها وراء اصطحابه لها لإسرائيل، إلا أنه بمرور الوقت يتبين أن هدفه الرئيسي من ذلك أن تكون عنصر يجذب ضابط المخابرات المصري إلى إسرائيل حتى يتمكن من قتله.