لا تزال التخوفات مسيطرة على عدد من المواطنين، تجاه توقيع مصر مؤخرًا على عقد توقيع اتفاقية مشروع الضبعة النووى مع الجانب الروسى لإنتاج 4 مفاعلات طاقة نووية بقدرة 1200 ميجاوات للمفاعل الواحد. وقال الدكتور عزت عبد العزيز، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، إن المشروع النووى المصرى يعود إلى الستينيات وحينها كانت مصر تنوى إقامة مفاعل صغير فى برج العرب، لكن هذا المشروع تعطل بسبب العدوان الإسرائيلى على مصر، وفى عام 1973 عرضت أمريكا على الرئيس السادات أن تقدم لمصر مفاعلا قدرته 600 ميجاوات، وقدمت لإسرائيل نفس العرض، ووقتها سأل السادات الأمريكان عن الثمن نظير هذا المفاعل، فجاءه الرد الأمريكى، نظير أن يكون لهم الحق فى التفتيش على المنشآت والبحوث والأنشطة النووية فى مصر، لافتا إلى أن إسرائيل رفضت هذا الشرط، وعندها قال الرئيس السادات، ومصر كمان ترفض هذا الشرط، وكانت المحاولة الثالثة لتحقيق الحلم النووى فى مطلع الثمانينات، لكن الأمر توقف بعد انفجار مفاعل تشرنوبيل. وأكد عبد العزيز ل«التحرير»، اليوم الأربعاء، أن مصر تحتاج إلى بناء أكثر من مفاعل، مشيرا إلى أنه علينا أن لا نكتفى بمفاعل الضبعة، فكل مدينة كبيرة فى مصر تحتاج إلى أن يكون فيها مفاعل نووى. وأضاف أن العالم حاليا يتجه نحو الطاقة النووية، وهناك 450 مفاعلا فى 32 دولة منها دول نامية، فالهند مثلا التى بدأت معنا الحلم النووى منذ الخمسينيات لديها الآن 16 مفاعلا، ولم تكتف بذلك، بل صنعت قنابل نووية، ولديها 70 قنبلة نووية، وباكستان، قال رئيسها «سنقيم مفاعلا نوويا، حتى لو اضطررنا لأن نأكل العشب وورق الشجر لكى نوفر تكاليف إقامة المفاعل، وبالفعل حققت باكستان ما أرادت، وصارت تمتلك هى الأخرى قنابل نووية». وفيما يخص نسبة الأمان بالمفاعلات النووية، أكد عبد العزيز أن المفاعل النووى الذى سيقام على أرض الضبعة آمن تماما، وينتمى إلى الجيل الثالث من المفاعلات النووية، وهى المفاعلات متأصلة الأمان بمعنى أنه لو خطأ حدث أى خطأ فى أثناء تشغيله فإنه «يوقف نفسه أتوماتيكيا». وأشار إلى أن موقع الضبعة هو أفضل المواقع لإقامة المفاعل، وتم إجراء دراسات مستفيضة حول 11 موقعًا فى مصر فكان هو أفضلها جميعًا. وانتقد عبد العزيز قرار العودة لاستخدام الفحم، واصفًا هذا القرار بأنه «خطأ» وغير سليم وغير مدروس، وعلينا التوسع فى إقامة مفاعلات نووية، مع البدء فورا فى مشروعات التصنيع المحلى اللازمة لإقامة المفاعلات، والتوسع فى إقامة مراكز تدريب للفنيين والخبراء الذين سيعملون فى المفاعل.